حدث وتحليل
التحالف السعودي اليهودي...ينقصه الإعلان والاحتفال
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكي
في سياق تواتر التقارير الصحيفة، وتصريحات المسؤولين في الكيان الصهيوني وفي المملكة السعودية، حول تطور العلاقات الصهيونية السعودية، وبشكل متسارع تواترت الأنباء في الأيام القليلة الماضية، حول شراء بن سلمان " لمنظومة القبة الحديدية الصهيونية " المضادة للأهداف الجوية، الصواريخ خصوصاً، فقد ذكرت أسبوعية النيوزويك الأمريكية في عددها10ستمبر2018، ونقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن الكيان الصهيوني وافق على بيع منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي السعودي، مقابل عشرات الملايين من الدولارات، وان الولايات المتحدة توسطت في الصفقة. وقالت الأسبوعية الأمريكية، أن الحديث عن بيع إسرائيل "منظومة دفاع جوي للسعودية يأتي في وقت تقاربت فيه سياسات الجانبين المعادية لإيران، والساعية لمواجهة النفوذ المتزايد لطهران في منطقة الشرق الأوسط، على حد قول المجلة الأمريكية.
وكانت مصادر عالمية مطلعة قد أكدت هذا الخبر قبل ثلاثة أيام، أي في 12/9/2018 وقالت " السعودية ستدفع مقابل إنجاز صفقة القبة الحديدية مبالغ مالية كبيرة تتجاوز مئات ملايين الدولارات، وهناك تعهدات سيتم توقيعها عبر الوسيط الأمريكي بأن لا تشكل هذه المنظومة أي خطرٍ على أمن الكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة على المدى الزمني القريب أو البعيد "وأوضحت المصادر.."إن الصفقة من المحتمل أن تدخل طور التنفيذ خلال شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الجاري، وستصل إلى الرياض أول منظومة للقبة الحديدية، وسيتم وضعها على الحدود الجنوبية مع دولة اليمن، بسبب كثافة الصواريخ التي تسقط عليها من قبل الحوثيين هناك، بحسب ما أبلغت الرياض الإسرائيليين والوسيط الأمريكي".
وتختم تلك المصادر تقريرها حول هذه الصفقة بالقول.."في حال نجحت "القبة الحديدية" في مهامها باعتراض الصواريخ التي تشكل خطراً على المملكة، سيكون هناك مباحثات مع "إسرائيل" على شراء منظومات إضافية، وفتح باب التبادل العسكري على مصراعيه بين الجانبين "، السعودي واليهودي.
بدوره إعلام الإسرائيلي أكد خبر الصفقة، ولو بشكل غير مباشر، فموقع (والاه) الإسرائيلي علق على الخبر وأشار إلى أنه "بحسب تقديرات العدو، السعودية ترغب بالتقارب من تل أبيب، وبلورة اتفاقيات تتعلق بتعاون عسكري يشمل تبادل معلومات وشراء أسلحة من "إسرائيل" بشكل علني ومشابه لصفقات تجري مع الإمارات العربية المتحدة". ولفت " والاه" إلى أن " التقديرات الصهيونية هي أن السعودية ستدفع من أجل الصفقة مئات ملايين الدولارات، وستوقع على التزام مع الولايات المتحدة بأن المنظومة لا تشكل خطراً على أمن "إسرائيل" وحليفتها في المنطقة في المدى الزمني القريب والبعيد".
وسبق إلى أوساطاً صهيونية قد سربت منذ عدة أشهر أخباراً حول رغبة مملكة بن سلمان في شراء القبة الحديدية الصهيونية وأشارت أيضاً ثمة لقاءات وأحاديث تجري بين مسؤولي الطرفين في الولايات المتحدة وفي الأردن، وفي دول أوربية حول تلك الصفقة، وحينها كانت التحليلات تشير بوضوح إلى عقد مثل تلك الصفقة، الأمر الذي يؤشر إلى أن تل أبيب والرياض تجاوزا مرحلة التطبيع ودخلا في مراحل متقدمة من التعاون والتحالف العسكري والأمني، لكن ينقص ذلك الإعلان والاحتفال بهذا العرس، ذلك أن تزويد الصهاينة النظام السعودي بهذا السلاح الاستراتيجي يعني وفق أغلب الخبراء الأمنيين والعسكريين في المنطقة وفي خارجها الأمور التالية:-
1. مجمع الخبراء على أن إقدام نظام ما على تزويد نظام آخر بأسلحة متطورة، إنما هو نتيجة وتتويج لتطور علاقات الطرفين، إلى حد التطابق تقريباً في المصالح المشتركة وفي التعاون وتبادل المعلومات والخبرات، وتوثيق العلاقات على كل المستويات، لدرجة أن تبادل الثقة بين الطرفين يصبح ركنا أساسياً تستندر إليه علاقاتها وتعانهما..وفي الحقيقة أن ثمة مؤشرات كثيرة على تبادل الود والمحبة وتطابق المصالح بين النظامين السعودي واليهودي أشار إلى معانيها كل من بن سلمان وغلامه عادل الجبير، وأشار إليها أيضاً رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وباقي بعض المسؤولين الصهاينة، في مناسبات كثيرة، وأشارت إليها أوساط إعلامية غربية وعربية مرات كثيرة أيضاً.
نشير بشكل سريع لما أستجد من أحاديث وتقارير لهذه الأوساط إعلامية على سبيل المثال لا الحصر.. فالباحث الأمريكي، والخبير البارز في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، ديفيد لوك، تحدث في مؤتمر عقد في الرياض في 15/9/2018 عن التحول السعودي تجاه الكيان اليهودي وقال " أوكد وجود تحولات في سلوكيات بعض الشخصيات السعودية ذات النفوذ تجاه " إسرائيليين"... مشيراً إلى أن التخوف السعودي من نفوذ إيران المتزايد، والانزعاج من التخاذل الأمريكي، ولد تغيراً فعلياً لدى السعوديين تجاه " إسرائيل"!! وأضاف لوك، مشيراً إلى أن "إسرائيل تتشارك مع دول عربية عدة، في الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وهي تترجم ذلك فعلياً على أرض الواقع، واصفاً أن معظم المشاركين وافقوا على ذلك، وأعرب بعضهم عن دعمهم الشخصي لهذا المقترح الذي كان في السابق من المحرمات ". في إشارة واضحة الى التعاون اليهودي السعودي في مجال مواجهة إيران، أكثر من ذلك أن هذا الباحث الأمريكي يقول إن هذا التغيّر في السلوك السعودي لا يطال حدود المصالح المشتركة بين الطرفين وحسب وإنما يتجاوزه إلى البنية الفكرية التي يتبناها فريق النظام السعودي من سياسيين ومثقفين وحتى دعاة، حيث يقول هذا الباحث " أن معظم الباحثين السعوديين الذين تحدثت معهم، وخصوصاً جيل الشباب ينظرون إلى "إسرائيل" من خلال منظور براغماتي نسيباً عوضاً عن منظور آيديولوجي أو إسلامي "!ونقل لوك، عن مدراء تنفيذيين وإعلاميين ومفكرين عامين وسعوديين آخرين، في لقاءات خاصة قولهم " ان السلوكيات المناهضة "لإسرائيل" الراسخة والمتغيرة بشدة ستستغرق بعض الوقت، بما أن التعاطف الشعبي الكبير مع الفلسطينيين مازال قائماً ".وقال مدعماً رأيه "إنه من خلال النظر إلى وسائل الإعلام السعودية السائدة الملاحظ هو غياب الأفكار المجازية المعادية للسامية القديمة بشكل واضح، عوضاً عن ذلك، مقالات متعاطفة عابرة عن مسألة يهودية معينة، وتاريخية عادة، وليس معاصرة، في الصحافة السعودية". منوهاً إلى أن هذه التحولات في وجهات النظر السعودية تجاه "إسرائيل "واليهود حقيقية جداً!! والتحول الفكري الذي أشار إليه الباحث الأمريكي، تجاه الكيان الصهيوني لا يشمل بن سلمان وطاقمه وجوقته في المؤسسات السياسية والإعلامية، وحسب، وإنما طال الجامعات، من أجل صناعة وإعداد فريق كبير من الباحثين والدارسين الذي يتولون مواصلة هذا التغيير على صعيد المجتمع. وقد برز من هؤلاء الرواد للعمل في هذا المجال، لؤي الشريف والأكاديمي السعودي محمد الغبان، فهذان الرائدان بدءا يروجان لتعليم اللغة العبرية، ففيما كانت الأوساط السياسية والثقافية تنظر لدارس اللغة العبرية والمروج لها على انه خائن وعميل، أصبحت هذه النظرة من الماضي، ووجه لؤي الشريف في 19/3/2018، أي مارس الماضي، تسجيلاً مصوراً يطمئن الصهاينة باللغة العبرية، بأن بلاده- المملكة السعودية- لا تشكل أي تهديد لكيان الصهيوني! أما الغبان فقد قال في مقابلة مع موقع "تابلت" العبري عبر سكايب: أن " الدراسات العبرية واليهودية لم تُعد من المحرمات في السعودية"! وأوضح الغبان الحاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات العبرية، بجامعة الملك سعود، في المقابلة التي تمت يوم 3 أبريل الماضي أن " الانخراط في دراسة العبرية واليهودية كان من المغامرات في السعودية، وينظر إلى الدارس باعتباره خائناً لوطنه أو دينه في الماضي". وتابع بالقول: " لكن اليوم... وبوجود حكومة جديدة، بات لدينا حرية أكثر للتعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت الأمور مختلفة تماماً، الآن أستطيع أن أتحدث عن العبرية كلغة وثقافة ومجتمع في السر والعلن وحتى في الصحف السعودية". ومن الجدير الإشارة، إلى أن تصريحات الغبان لا تصدر عن هواه الشخصي، بل عن "أجواه انفتاح على التطبيع مع "إسرائيل"، خاصة أن النظرة السلبية ضدها بدأت تنحسر في المملكة، بالتزامن مع غزل رسمي".كما تقول الكثير من وسائل الأعلام وبقية الصحف العالمية منها على وجه الخصوص والمحلية بشكل عام، والتي أشارت إلى تصريحات محمد بن سلمان التي اعترف بها بحق اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين!! ثم كشفه- أي بن سلمان- وجود يهود يعملون في المملكة جاؤوا من أوربا والولايات المتحدة، وأضافت الصحف أن بن سلمان في مقابلته مع صحيفة ذا أتلانتيك الأمريكية خلال زيارته المطولة لأمريكا قبل خمسة أشهر، أي في 2أبريل2018، رسم صورة المستقبل العلاقات الاقتصادية بين الرياض وتل أبيب، بقوله: "إن إسرائيل تشكل اقتصادا كبيراً مقارنة بحجمها، كما أن اقتصادها متنام، ولعل هناك الكثير من المصالح الاقتصادية المحتملة التي قد نتشاركها مع " إسرائيل"ومتى كان هناك سلام منصف فحينها سيكون هناك الكثير من المصالح بين "إسرائيل" ودول مجلس التعاون الخليجي، ودول كمصر والأردن"! وكل ذلك يؤشر بوضوح إلى توطيد العلاقات والتعاون الصهيوني والسعودي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكنا قد أشرنا في مقالات سابقة على هذا الموقع إلى المشاريع الاقتصادية المشتركة بين العدو والسعودية، ومنها مشروع سكك الحديد الذي سيمتد من الأرض المحتلة إلى دول الخليج عبر الأردن، ومنها الجسر الذي سيربط سيناء والأرض المحتلة مع السعودية، حيث بوشرت الأعمال في هذه المشاريع...وأيضاً كنا قد أشرنا إلى الاختراق الثقافي الصهيوني للملكة السعودية، وكيف أن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية عبد اللطيف آل الشيخ كان يتفاخر بالتعاون الثقافي مع الكيان الصهيوني!! لدرجة إن الصهاينة وعلى لسان رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو عبروا عن أنهم لم يكن يخلد ببالهم أنهم سيشهدوا مثل هذا التطبيع والتقارب والتعاون بل والتحالف مع الدول العربية "السنية" المعتدلة وعلى رأسها المملكة السعودية!! ففي هذا المجال قال رئيس الأركان الصهيوني غادي إيزنكوت في مقابلة مع موقع "إيلاف" السعودي في تشرين الثاني 2017.. أن ثمة تعاون أمني وعسكري وتبادل للمعلومات بين كيانه والكيان السعودي في مجالات التصدي للأخطار المشتركة، ومنها إيران بحسب زعمه. ولأن التعاون الأمني والعسكري بين الرياض وتل أبيب وصل حداً تجاوز كل السقوف طلب وزير الدفاع الصهيوني أفيغدور ليبرمن من النظام السعودي الإعلان عن هذا التحالف ليتسنى لهم التحرك على المكشوف فيما يخص مجالات التعاون الأمني والعسكري، لأن بقاء هذا التحالف حبيس السرية، من شأنه أن يقيد حركة الطرفين في مجالات يعتبرها العدو الصهيوني حيوية وضرورية في المواجهة، ذلك لأن النظام السعودي ما زال يتحرج منها، من مثل إقامة قواعد عسكرية صهيونية على أرضي السعودية لتهديد إيران، ولحماية النظام السعودي، وفي الحقيقة تحدثت الأنباء عن أن النظام السعودي منح الصهاينة قاعدة سرية قرب الحدود العراقية السعودية، لكن العدو الصهيوني يريد التحرك على المكشوف لكسر الحواجز النفسية عند الأمة الرافضة لهذا الأمر، وليشكل تهديداً مباشراً للمنطقة!!
2. وكما هو معروف، أن استيراد أسلحة صهيونية يستلزم، أمرين لا مناص منها مطلقاً، أولهما، أن طاقماً صهيونياً يأتي مع تلك الأسلحة لتشغيلها ولتدريب الطاقم السعودي على استخدامها، وثانيهما، أن مثل هذه الصفقات تستدعي إرسال طاقم سعودي إلى الأرض المحتلة للتدريب على كيفية الاستفادة من هذه الأسلحة وغيرها، وإذا أخذنا تجربة التطبيع الصهيوني مع مصر، وعلى صعيد التعاون العسكري بين الطرفين، وما تسبب في اختراق صهيوني خطير للمنظومة العسكرية والأمنية المصرية أدى بالنهاية إلى تدميرها وتخلفها وترهل ضباطها وتحويهم إلى مافيات سياسية واقتصادية أصبحت عالة على المجتمع والبلد، فأنهم كذلك يفعلون مع النظام السعودي ومؤسسته العسكرية، لأن العدو ومن خلال التجربة المشار إليها، بل إن ثقافته وكينونته قائمة على اختراق الدول العربية والإسلامية وحتى لو كانت مطبعة معه، والعمل على تدميرها من الداخل وعلى كل الأصعدة، إذ أن فكره الصهيوني وتعاليمه اليهودية التوراتية والتلمودية تقول إن "إسرائيل" لا يمكنها البقاء، والاستمرار في الحياة إلا بتدمير المسلمين والعرب والقضاء على إسلامهم وتدميرهم واستنزافهم وإشغالهم بحروب تبيدهم جميعاً، وبتوظيف كل الفرص المتاحة لتحقيق هذه الأهداف، ومنها التقارب والتطبيع معهم!
3. إن هدف الصهاينة الاستراتيجي على مستوى الفكر والتكفير والتحرك على أرض الواقع فيما يخص مشاريعهم في المنطقة وعلى كل الأصعدة، هو تدمير الإسلام فكراً وممارسات عبادية وما إلى ذلك، وانطلاقاً من مسقط رأس نشوئه من الجزيرة العربية، وتتجسد لنا خطورة هذا الاختراق الصهيوني لبنية النظام السعودي، إذا أشرنا إلى تصريحات المقبور شيمون بيريز في نهاية عقد التسعينات- على ما أتذكر في 1997 أو قبل ذلك أو بعده، والتي قال فيها إن الإسلام يهدد وجودنا، واليوم نراه يتمدد وينتشر في أوربا كالنار في الهشيم، حيث شهدت أوربا في تلك الفترة إقبالاً على الإسلام لم يسبق له مثيل، على ما يبدو أقلق هذا الانتشار وهذا الإقبال من جانب الأوربيين، الصهاينة، ولذلك دعا بيريز في ذلك الوقت إلى العمل بجد وعلى كل المستويات لوضع حد لهذا الإقبال الأوربي ولمنع هذا الانتشار، وطالب بقلب المعادلة هذه خلال ثلاث أو خمس سنوات..وكان ذلك أخطر تصريح أطلقه في ذلك الوقت. لم يهتم به المسلمون بالمستوى الذي يستحق، وفعلاً لم تمضيِ فترة طويلة، حتى ظهرت لنا القاعدة، ثم أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم التفجيرات التي طالت العواصم الأوربية والعمليات الإرهابية، ومشاهد الذبح والقتل باسم الإسلام، وظهر لنا الدولة الإسلامية (داعش) والنصرة والكثير من هذه المجاميع التكفيرية التي ظهرت في العالم الإسلامي وكلها يرجع الى رحم المملكة السعودية وبالتعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وما زالت هذه المجاميع الإرهابية تدمر الأوطان وتفسد سمعة الإسلام، وترسم له صورة مشوهة في العالم الغربي، لدرجة أنه أصبح مصطلح الإسلام يقترن بذهن المواطن الأوربي بالقتل والتطرف والإرهاب، وذبح العباد وتخريب البلاد، ما أدى ذلك إلى نفور المجتمعات من الإسلام، والى ابتعادها عنه، فتحققت أهداف شيمون بيريز، ما يعني أن الاختراق الصهيوني سيؤدي إلى صناعة وإنتاج بضاعات جديدة من حثالات الفكر السلفي المتطرف وبأسماء جديدة، لمواصلة أفساد الإسلام وتحطيم أركانه ليس في بيئة الأوربيين وحسب وإنما في بيئة العربية والإسلامية، وبتوظيفه- أي العدو- لكل الإمكانات المالية والفكرية للنظام السعودي في هذا المجال، مما لذلك الأثر المدمر الذي سيتعرض له المسلمون ومقدساتهم على خلفية هذا الاختراق الخطير.
4. الاختراق الصهيوني للنظام السعودي وللمملكة سيوفر للعدو ظروف ومناخات، لم تتوفر له قبل ذلك، إذ سيتحرك وباسم النظام السعودي، ومتلطياً وراء شعاراته " برعاية الحرمين الشريفين"، وباسم " الدفاع عن الإسلام "السني"...وما إلى ذلك من تلك الشعارات والمصطلحات التي نراها ونقرأها في الخطاب الإعلامي والسياسي السعودي والصهيوني ويجري ترديدها بكثرة، خصوصاً في الفترة الأخيرة، من إثارة الفرقة بين المسلمين، وصولاً إلى إشعال الحروب بين طوائفهم، فحرب السعودية والإمارات على اليمن الفقير المسالم، أُشعلت بطلب صهيوني أمريكي للسيطرة على الساحل الغربي له، وعلى مضيق باب المندب، وكما تعملون أعلنت الحرب من واشنطن، أعلنها، عادل الجبير سفير سلمان آنذاك ولذلك فسوف يعمل النظام الصهيوني، في إثارة حروب مذهبية، وعرقية ومناطقية ودينية...تضاف إلى ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من حروب، ما دام الهدف الصهيوني والأمريكي يتمحور حول تمزيق هذه الأمة والسيطرة على ثرواتها، وإضعافها، وتدمير هويتها العربية والإسلامية، والقضاء على مظاهر وعوامل وحدتها وقوتها، ليبقى العدو الصهيوني سيد هذه المنطقة، ولتبقى المصالح الأمريكية مصانة والى الأبد. مما يؤشر كل ذلك إلى خطورة الوضع، والى تزايد عبئ المسؤولية على الأمة وعلى طلائعها المجاهدة والمقاومة في التصدي لهذه المشاريع الخطيرة التي يشارك فيها بن سلمان وطاقمه النحس!!
ارسال التعليق