إعدام_المشايخ_جريمة.. غضب إلكتروني عارم
التقرير الذي نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أمس، والذي أكد أن السلطات السعوديّة ستصدر أحكاماً بالإعدام على كل من الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني والشيخ علي العمري بعد انقضاء شهر رمضان، كان له وقع شديد على جمهور منصات التواصل الاجتماعي.
وعلق حساب “معتقلي الرأي” - وهو حساب يعرف بمعتقلي الرأي السعوديين - بالقول إن هذه التسريبات التي يتحدث عنها الإعلام ما هي إلا محاولة من السلطات السعودية لجس نبض الشارع حول خبر الإعدام، مؤكداً ضرورة تحرّك الجميع وعدم الصمت خاصة أنها جريمة حقوقية كبرى.
وقد تفاعل الآلاف عبر حساباتهم على منصات التواصل وعبّروا من خلالها عن غضبهم الشديد من احتمال أن تنفذ السلطات السعودية هذا القرار، مؤكدين أن المشايخ الثلاثة رموز مجتمعية وليسوا إرهابيين.
الكاتب السعودي تركي الشلهوب غرد حول أسباب إعدام المشايخ الثلاثة “يريدون إعدام الشيخ سلمان العودة لأنه صمتَ ولم يؤيِّد سياسات ولي العهد محمد بن سلمان، ويريدون إعدام الشيخ عوض القرني والدكتور علي العمري لأنهما لم يدعما الظلم والقمع”، رابطاً الأمر بمقتل الصحفي جمال خاشقجي بسبب انتقاده لسياسات محمد بن سلمان.
وتساءل المذيع المصري محمد جمال هلال: لماذا تأكل السعودية علماءها؟ وغرد قائلاً “أما عوض القرني فصاحب المواقف، عزيز النفس محب لوطنه ولدينه، وعلي العمري فروح الشباب والتجديد، صاحب الكلمة البسيطة والمؤثرة، وأما سلمان العودة فذاك في قلبه شيء وقر وفي وجهه بشاشة ليست إلا فضلاً من الله وعلماً وحكمة نادرة”.
وربطت الدكتورة فاطمة الوحش الأكاديمية التربوية قرار الإعدام بالمخاض الدائر في المنطقة بشأن خطة السلام الأمريكية المتوقعة والمعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن”، وقالت إن مثل هذه الأحكام هدفها “القضاء على العلماء تمهيداً لصفقة القرن”.
المحررة في صحيفة واشنطن بوست كارين عطية قالت عبر تغريدة على تويتر إن السعودية تستعد بعد ثمانية أشهر تقريباً على مقتل خاشقجي لإعدام الشيخ سلمان العودة، الذي وصفته بوالد صديقها عبد الله العودة، جنباً إلى جنب مع غيره من العلماء السعوديين “المعتدلين”.
جدير بالذكر أن وسمي #إعدام _المشايخ _جريمة و#معتقلو الرأي_ليسوا_ارهابيين تصدرا قائمة الوسوم الأكثر تفاعلاً في السعودية.
في مقابل ذلك ظهرت ردود سعودية صادمة على تقرير تناول أنباء من مصادر حكومية بأن الرياض تنوي إصدار حكم الإعدام على ثلاثة علماء بعد رمضان وتنفيذ الحكم بعدها بوقت قصير.
وبحسب ما رصدته “عربي21”، فقد جاءت الردود صادمة على تغريدة كارين عطية، بشأن إعدام الدعاة الثلاثة، إذ ظهرت الردود السعودية محرضة عليهم، ومتشفية، ومؤيّدة للأمر، على الرغم من أنه لا يزال مجرد تسريبات، ولم ينف أحد التعليقات الخبر، أو اعتباره محاولة للإساءة للسلطات السعودية، بل اكتفت جميعها بالتحريض.
بل جاءت التعليقات بشكل ممنهج وباللغتين العربية والإنجليزية، في الرد على عطية، والتحريض على الدعاة الثلاثة، واتهامهم بـ”خيانة وطنهم” ووصفهم بأنهم “أصوليون ومتطرفون”.
وكان لافتاً استخدامهم لتغريدات الدعاة التي يدعون فيها من أجل تحرير الأقصى وسائر فلسطين وزوال إسرائيل، للإشارة إلى أنهم “إرهابيون ومجرمون”، لاعتبارهم أن هذا الأمر “إرهاب”.
ولفت آخرون إلى أن الدعاة يتمنون أن يرزقوا الشهادة في تحرير الأقصى واعتبروا الأمر “إرهاباً” كذلك.
ولم تنف السعودية حتى الآن صحة الأنباء هذه على الرغم من حساسيتها، ما يثير القلق لدى نشطاء حقوق الإنسان من إمكانية إصدار أحكام فعلية بالإعدام.
ويصف النشطاء حملة التعليقات على التغريدات التي تتناول الأوضاع الحقوقيّة والسياسيّة في السعودية بالهجوم عليها والإساءة لأصحابها والدفاع المستميت عن السلطات، بـ”الذباب الإلكتروني”.
ويهاجم “الذباب الإلكتروني” من يعتبرهم خصوماً للمملكة، قبل أن يتسع الأمر ويتحول تدريجياً إلى مساس بالحلفاء، وتدمير ممنهج للعلاقات متى دعت الحاجة، وتأييد أعمى للسياسات السعودية حتى ضدّ دعاة إسلاميين.
ارسال التعليق