السعودية فشلت في حصار قطر وعاصفة حزمها أغرقتها في مستنقع اليمن
أكد كاتب فرنسي أن ولي العهد السعودي ينتقل من فشل إلى فشل، أما في داخل المملكة فإنه يشفع تدابيره الليبرالية بقمع فظيع وقال إن مشروعه الهائل "رؤية 2030" بدأ يترنح، وأضاف الكاتب والصحفي الفرنسي جان بيير برين، إن مستقبل ولي العهد السعودي مرتبط بمستقبل الرئيس دونالد ترامب.
وعلى المستوى الخارجي قال برين إن ولي العهد السعودي أبرز أنه انتقل من فشل إلى فشل، فحربه على اليمن أوقعت السعودية في مستنقع لا تحسد عليه، كما أضرت هذه الحرب كثيراً بصورة وسمعة المملكة على الساحة الدولية نظراً لما تميزت به من قصف عشوائي للمدن والتراث اليمني.
وقال إنّ ولي العهد السعودي فشل فشلاً ذريعاً في الحصار الذي ضربه على قطر بالتعاون مع الإمارات، إذ يرى الباحث والكاتب الفرنسي بيير كونزا أن قطر خرجت من هذا الحصار بأقل الخسائر، بل استفادت منه وانقلب في النهاية "السحر على الساحر" فكانت الخسارة في الطرف الذي فرض الحصار، وفقاً للباحث.
وتحدث في مقال تحت عنوان "الأمير بن سلمان.. ولي العهد "الشرس" الذي يلتهم مملكته" استغرب برين في مقاله بموقع ميديابارت الفرنسي من عدم استغلال ولي العهد السعودي كل الأوراق التي كانت متاحة له عندما تولى ولاية العهد، ففي الداخل وجد أمامه بلداً ذا ثروة نفطية هي الأولى في العالم، كما فتحت أمامه فرصة التربع على عرش المملكة لعقود متتالية، هذا فضلاً عن الترحيب الذي قابله به الشباب والنساء والتكنوقراط والليبراليون السعوديون المتعطشون إلى الانفتاح.
وقال في الخارج، رأى أقوى حلفاء المملكة أنه "الرجل الهبة" الذي انتظرته السعودية طويلاً، ولم يقتصر ذلك على دول مثل الولايات المتحدة أو فرنسا وإنما شمل أيضاً روسيا والصين، بل وحتى إسرائيل، وإن كانت هذه الأخيرة لا تزال تغازله.
وأوضح الكاتب الفرنسي ولكن لم تمض سوى أشهر عدة حتى أحرق ابن سلمان جل أوراقه وأهدر الكثير من رصيده واضعاً بذلك حداً لصورة الأمير الشاب المتنور المنصت إلى شعبه والقادر على بث التسامح في أرجاء المملكة، فتلك هي الصورة التي صنعتها لابن سلمان - حسب الطلب - أفضل وكالات الدعاية الأمريكية والأوروبية والتي ساهمت كثيراً في إنجاح زيارته لباريس وواشنطن، وفقاً لموقع ميديابارت المعروف باستقلاليته وعدم محاباته للسياسيين.
أما اليوم فإن بيرين يؤكد أن ابتسامة ولي العهد السعودي وجاذبية مظهره لم تعودا تخفيان ما يثيره هذا الرجل لدى الآخرين من خوف رهيب، بل إنه يستحق وصف "المتوحش" الذي أطلق عليه الآن أكثر من أي وقت.
وينقل الكاتب عن صحفي يعمل في إحدى وسائل الإعلام السعودية قوله "دب في المملكة جو من الخوف والرعب، فأنا أقابل العديد من رجال الأعمال، الجميع خائفون، خائفون من التحدث عبر الهاتف، خائفون من الاستثمار، خائفون من التعرض للاعتقال دون محاكمة".
وعدد الكاتب إخفاقات ولي العهد السعودي في الداخل بدءاً بسحب خطة إدراج أرامكو في البورصة ومروراً بما طال أغنياء السعودية من قمع، وانتهاء بالزج في المعتقلات بسجناء الرأي من صحفيين وأساتذة جامعات وقضاة ومحامين ورجال دين. وختم برين مقاله بالتأكيد على أن مصير ابن سلمان مرهون بمصير ترامب وصهره جاريد كوشنر نظراً للارتباط الوثيق بين الإدارة الأمريكية الحالية ومن يحكمون السعودية في الوقت الحالي.
ارسال التعليق