كشف موظفان بالكونغرس الأمريكي أن مبعوث الولايات المتحدة الخاص بإيران "براين هوك" أبلغ مشرعين بأن السعوديين يصفون الهجمات على منشآتهم النفطية، السبت الماضي، بأنها 11 سبتمبر جديدة، في اتصالاتهم مع المسؤولين بواشنطن، في إشارة إلى أن تأثيرها قد يصل لتحولات سياسية وعسكرية كبيرة في العالم.

وذكر مصدر مطلع أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من بين هؤلاء الذين تم إطلاعهم على الوضع بالمملكة عبر مسؤول سعودي استخدم نفس مقارنة أحداث 11 سبتمبر، لكن سيد البيت الأبيض بدا "غير متأثر" بهذا التشبيه، وفقا لما نقله موقع ديلي بيست.

وجاء التشبيه الوارد بحملة الاتصالات السعودية في واشنطن بعد أقل من أسبوع على الذكرى 18 لهجمات 11 سبمتبر، التي أودت بحياة أكثر من 3 آلاف شخص، على الرغم من حقيقة أن 15 من بين 19 مختطفًا للطائرات المستخدمة في الهجمات كانوا سعوديين، وتزامنا مع تعهد إدارة "ترامب" بالكشف عن اسم "مسؤول سعودي" يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بشأن دوره المحتمل في الهجمات.

ولفت الموقع الأمريكي إلى أن نبرة خطاب المسؤولين السعوديين في اتصالات واشنطن، وراء الكواليس، لا تتطابق مع نبرة خطابهم العام بشأن هجمات أرامكو، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية السعودية اكتفت، الإثنين، بالإعلان عن دعوة خبراء من الأمم المتحدة للتحقيق في موقع الهجمات رغم إعلان مسؤولين بإدارة "ترامب" أن إيران هي من تقف وراءها على الأرجح.

ويعزو الأستاذ المساعد بكلية الدراسات العليا البحرية في الولايات المتحدة "أفشون أوستوفار" هذا التباين إلى "معضلة" تواجهها الرياض، مفادها أن "الرد العسكري ضد إيران سيؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن، فيما سيؤدي الرد الضعيف سيؤدي إلى تشجيع الجناة" حسب تعبيره.

ومع تلميح "ترامب" بشأن تورط إيران في هجمات أرامكو، أكد رغبته بتجنب الحرب معها، وقال إن بلاده مستعدة لمساعدة السعودية "مقابل المال".

وقال "ترامب" للصحفيين في واشنطن، مساء الإثنين، إن المسؤولين الأمريكيين يتحققون من الجهة المسؤولة عن شن الهجمات على منشأتي أرامكو، مضيفا أنه يبدو أن إيران هي المسؤولة إلا أنه يرى أن "الدبلوماسية لا تستنفد أبدا عندما يتعلق الأمر بطهران".

وأضاف: "أعتقد أن جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على السعودية في الدفاع عن نفسها، وإذا كانت هناك حماية منا للسعودية فإنه يقع على عاتقها أيضا أن تدفع قدرا كبيرا من المال، أعتقد أيضا أن السعوديين يجب أن تكون لهم مساهمة كبيرة إذا ما قررنا اتخاذ أي إجراء، عليهم أن يدفعوا، هم يفهمون ذلك جيدا".

وتصف أرامكو السعودية منطقة "بقيق"، التي تعرضت منشآتها لهجوم بأنها "تؤدي دورًا محوريًا في أعمال الشركة اليومية، بوصفها أكبر مرفق لمعالجة النفط وأكبر معمل لتركيز النفط الخام في العالم، والمركز الرئيسي لمعالجة النفط الخام العربي الخفيف جدًا والعربي الخفيف بطاقة إنتاجية تزيد عن 7 ملايين برميل في اليوم".

أما منطقة "خريص"، التي شملتها هجمات أرامكو، فتقول الشركة إن إنتاجها يصل إلى 1.5 مليون برميل في اليوم.

ويتوقع متعاملون ومحللون إن يشهد سوق النفط ارتفاعا في الأسعار وربما تقفز الأسعار إلى 100 دولار للبرميل إذا لم تستأنف السعودية الإمدادات سريعا، بحسب وكالة رويترز.