خرجت الصحافة الأمريكية، بالعديد من العناوين المتعلقة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي بعد الإحاطة التي قدمتها جينا هاسبل، مديرة المخابرات المركزية الأمريكية، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي. وتلك العناوين وإن اختلفت في مبناها إلا أنها اتفقت في معناها؛ وهو أن الجميع بات اليوم مقتنعاً بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بعملية القتل، وهو المسؤول الأول عن تلك الجريمة التي هزت الرأي العام الدولي.

”تضليل”

الواشنطن بوست، التي كان الصحفي الراحل يكتب فيها مقالاً أسبوعياً منذ خروجه من السعودية قبل أكثر من عام، قالت إن أعضاء مجلس الشيوخ وبعد جلسة مغلقة مع هاسبل، أكدوا أن الأدلة التي قدمتها أشارت بشكل كبير لتورط ابن سلمان في الجريمة. وأنهم باتوا مقتنعين، أن قول إدارة الرئيس الأمريكي ترامب إن دور ابن سلمان في الجريمة لم يكن حاسماً هو “تضليل” ، وأن الإدارة حجبت الحقيقة. ويبدو أن فجوة كبيرة، ظهرت بعد شهادة هاسبل بين المشرعين في الكونجرس وإدارة ترامب حول كيفية الرد على مقتل خاشقجي، حتى إن السيناتور ليندسي جراهام، أحد أقرب حلفاء ترامب بمجلس الشيوخ، قال: “لم يعد على استعداد للتعامل مع ابن سلمان” الذي يعتبره البيت الأبيض أحد أهم حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

حصانة للقتل

أما صحيفة “نيويورك تايمز” فقالت إن التقييم الواضح وغير المعتاد للمخابرات الأمريكية لم يترك مجالاً للقول إن دور ابن سلمان “لم يكن حاسماً” بقضية مقتل خاشقجي، والمشرعين ما زالوا منقسمين فقط، على ما يبدو، في الكيفية التي يجب التعامل بها مع السعودية، والخطوات الواجب اتخاذها للرد على الجريمة. وعقب إحاطة هاسبل قال السيناتور بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية: “ليس هناك أدنى شك أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل خاشقجي، العائلة السعودية الحاكمة تنتظر الآن ما سيقوله ترامب، وكذلك جميع الناس في المنطقة”. وتابع قائلاً: “بناءً على ما قيل؛ فإن شخصاً مثل ابن سلمان يمكنه قتل الناس والحصول على حصانة، وهذا هو السبب في أنه غير مهتم بمعالجة الأمر”.

رد حذر

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن أعضاء في مجلس الشيوخ قولهم، إن شهادة هاسبل ستشكل “معضلة” بالنسبة لصانعي السياسة الأمريكية. ويقول ريتشارد شيلبي، رئيس لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ: “كل الأدلة تشير إلى أن من قاد عملية القتل هو ابن سلمان، لكن التحدي الآن سيكون بصياغة رد يستهدف ولي العهد دون المساس بالعلاقات الأمريكية السعودية “. وقال عدد من كبار أعضاء مجلس الشيوخ بعد إحاطة هاسبل، إنهم أصبحوا مقتنعين بأن مقتل خاشقجي أمر به ولي العهد ، متعهدين بالمضي قدماً بمعاقبة الرياض. وتحدثت هاسبل في إيجاز أمام مجلس الشيوخ في وقت سابق عن مقتل خاشقجي.

وأظهر تقييم وكالة المخابرات الأمريكية مسؤولية ولي العهد السعودي عن الجريمة، في وقت قامت فيه بتسريب بعض مفاصل التقييم النهائي للصحافة الأمريكية، حيث أشار التقييم إلى أن ابن سلمان تبادل 11 رسالة مع مستشاره الخاص سعود القحطاني الذي كان يشرف على عملية اغتيال خاشقجي، وتبادل من جهته الاتصالات مع مسؤول فريق الاغتيال في إسطنبول ماهر المطرب.