النظام السعودي .. بين معركة “بيرون إسحاق” والتطبيع مع إسرائيل
التغيير
يسجل التاريخ العربي والفلسطيني معركة الدفاع البطولية التي قادها جيش المملكة “بيرون إسحاق” دفاعا عن أرض فلسطين منذ قدوم الاحتلال الإسرائيلي.
ووقعت المعركة البطولية التي شارك فيها جيش المملكة برفقة الجيوش العربية قرب بلدة بيت حانون على بعد 9 كم عن غزة شمالاً.
وواجه المعسكر مستعمرة (بيرون إسحاق) التي تؤمن 3 قرى أخرى بالماء، وكان السجال بين القوات المصرية واليهود على هذا الموقع.
وتقرر طرد اليهود من الموقع فتقدمت القوات المصرية ومعها قوات المملكة بقيادة القائم مقام سعيد الكردي.
وبحسب مؤرخون شارك نحو 3200 فرد وضابط كانوا بقيادة العقيد سعيد الكردي ونائبه وكيل القائد عبدالله بن نامي.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع حينها كان الأمير منصور بن عبدالعزيز ووكيله الأمير مشعل بن عبدالعزيز.
وأسفرت المعركة (بيرون إسحاق) عن ارتقاء 155 شهيداً من المملكة ودفنوا في ثرى فلسطين.
وعكست المعركة العقيدة القتالية للجيوش العربية التي دافعت عن فلسطين وقاطعت دولة الاحتلال الاستعمارية.
ولعقود طويلة، قاطعة المملكة دولة الاحتلال واشترط عدة شروط للتعامل معها، أبرزها: مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وتنص المبادرة على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة
وذلك مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، وكانت في عام 2002.
من المقاومة إلى التطبيع
وأما اليوم .. فتبدل الحال وأصبح ولاة أمر المملكة يداهنون الإسرائيليين بعدما رحل الأجداد وتقلد الصغار مقاليد الحكم.
ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة، أصبح التطبيع مع إسرائيل يستند إلى خطط سياسية وإعلامية مدروسة.
وقطع نظام آل سعود شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز التطبيع الكامل مع إسرائيل.
وتحت ذريعة مواجهة إيران في المنطقة، عزز محمد بن سلمان تقارب بلاده مع إسرائيل، وهو ما أظهرته الدلائل الواضحة خلال العامين الماضيين، التي تشير إلى التقارب إسرائيل و نظام آل سعود، وأصبحت جلية للعلن.
ووافق الملك سلمان ونجله محمد عام 2017 على وقف مساعداته المالية للسلطة الفلسطينية بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وسعى بن سلمان من أجل الضغط على الفلسطينيين لقبول صفقة القرن الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال بن سلمان في تصريحات أدلى بها لمجلة “أتلانتك” الإخبارية الأمريكية: “أؤمن بأن لكل شعب، في أي مكان، الحق في العيش في سلام في بلاده”.
وشهد شهر مارس 2019، محاولة من نظام آل سعود لإقناع العرب من أجل التطبيع، عندما اعترض رئيس مجلس الشورى ، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ خلال تلاوة البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في العاصمة الأردنية عمان، على توصية جاء فيها أن من أهم خطوات دعم الفلسطينيين وقف كل أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي.
وفي نهاية 2020، روج نظام آل سعود إلى التطبيع مع إسرائيل وشجع الدول العربية على توقيع اتفاقيات التطبيع.
والتزم الصمت التام إزاء اتفاق إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب كعلامة رضا غير معلنة في هذه المرحلة لاسيما في ظل تقارب نظام آل سعود مع إسرائيل مؤخرا.
اتفاق قريب
وأخيرا، قال رئيس جهاز الأمن الموساد الإسرائيلي “يوسي كوهين”، إنه لا يستبعد التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات الرسمية مع سلطات آل سعود خلال الفترة القريبة.
وأشار “كوهين”، خلال مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن دولا من الخليج وأخرى غير خليجية ستنضم إلى اتفاقات التطبيع التي وقعتها إسرائيل.وفي رد على سؤال حول إمكانية الوصول مجددا إلى البيت الأبيض خلال فترة الرئاسة الحالية لـ”دونالد ترامب”، للتوقيع على اتفاق لتطبيع العلاقات الرسمية مع المملكة ، قال رئيس الموساد “أنا أقدر أن ذلك من الممكن أن يحصل”.
وأعرب عن أمله بأن “يكون الاتفاق مع المملكة في متناول اليد”.
وأضاف: “هناك جهود كبيرة لضم المزيد من الدول في نفس جو السلام والتطبيع مع إسرائيل. أنا أؤيدها كثيرًا. أنا مقتنع بأن هذا ممكن. أتطلع بالتأكيد إلى أخبار سارة، وآمل أن يكون ذلك في هذا العام”.
ارسال التعليق