جريمة خاشقجي لعنة تلاحقه خطط واحلام بن سلمان
ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن الغرب وجّه صفعة جديدة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان؛ وذلك عقب سحب كبرى الشركات الأمريكية استثماراتها من السعودية، وقبلها الإدانة التي وجّهها الاتحاد الأوروبي للرياض بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال مستشرق إسرائيلي إن «ظل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر 2018، ما زال يهدد ابن سلمان، وحوله إلى شخصية غير مرغوبة في أوساط المؤسسات والشركات الدولية والغربية، الأمر الذي يلقي بظلاله على المملكة كلها».
وأضاف تسفي بارئيل الخبير في الشؤون العربية في مقاله بصحيفة هآرتس، أن «أياماً عصيبة تمر على ابن سلمان، ففي كل زاوية يطل عليه ظل خاشقجي مع عصا بيده يريد الانتقام لمقتل سيده جمال، آخر هذه الظلال السلبية التي عاشها ابن سلمان كانت في قرار وكالة تابعة للسينما العالمية في هوليوود المعروفة باسم «أنديفور»، إعادة مساهمة قدمها لها ابن سلمان بقيمة 400 مليون دولار مقررة لتوسيع مقار عملها، واعتبارها مصدر دخل جديد للمملكة كجزء من توجهات الأمير لتعزيز الموارد المالية للسعودية».
وأوضحت الصحيفة أن «ذلك يحصل بعد عام فقط على الحفل التكريمي الذي نظمته هذه الوكالة العالمية لابن سلمان في هوليوود، بحضور العديد من أغنياء العالم والمشهورين مثل مدير عام شركة أمازون وديزني الذين أتوا خصيصاً لمصافحته، مع أن من أشرف على هذا الحفل هو أريئيل عمانويئيل وهو شقيق رام عمانويئيل، الرئيس السابق لديوان البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما».
ويواجه ابن سلمان إدانة دولية متصاعدة مؤخراً، بسبب جريمة الصحفي السعودي خاشقجي، الذي قُتل بأكتوبر الماضي في قنصلية بلاده بإسطنبول. وفي الأسبوع الماضي، وقعت 36 دولة بينها 28 دولة عضواً بالاتحاد الأوروبي على بيان يدين السعودية؛ بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان واعتقال نشطاء وعدم تعاون المملكة مع اللجنة الأممية للتحقيق في جريمة خاشقجي. ليس هذا فحسب، يقول باريل إن ولي العهد السعودي، يعيش صراعاً وخلافات حادّة مع والده، الملك سلمان، حيث أكدت الصحيفة أنه يخطط لخلعه. وقد بيّنت «الجارديان» ذلك بالإشارة إلى أن الابن تحرك خلال سفر والده لحضور القمة العربية الأوروبية في مصر، الشهر الماضي، قبل أن يتحرك فريق المستشارين المقرب من الملك ويبطل حركات ولي العهد، الذي لم يكن ضمن الوفد الرسمي الذي استقبل الملك بعد عودته، ما يعني أن العلاقة ليست مثالية. وأضافت أن «العائلة المالكة السعودية في داخلها باتت ترى في ابن سلمان تهديداً لها، في إشارة إلى ما ذكرته الجارديان عن وجود خلافات بين ولي العهد والملك سلمان، على خلفية التقارير أعلاه «.
ويواجه ابن سلمان، بحسب الكاتب، غضباً شديداً من طرف الكونجرس الأمريكي، الذي يبدو أنه نصب فخاً لترامب؛ عندما طالبه بالرد على استفساره بخصوص مسؤولية ابن سلمان عن مقتل خاشقجي، ورغم انتهاء المهلة التي حددها الكونجرس، فإن ترامب تهرّب من الإجابة وتقديم الرد. وتهرب ترامب دفع بالسيناتور الجمهوري من ولاية فلوريدا، ماريو روبيو، إلى وصف ابن سلمان بأنه زعيم عصابة،
بينما اعتبر السيناتور ليندسي جراهام أنه حتى لو قدم ترامب تقريره فلن يكون ذا قيمة. ويخضع ترامب أيضاً، كما يقول الكاتب، لضغوط كبيرة بسبب سياسته المدافعة عن ابن سلمان.
ارسال التعليق