علماء ومفكرون : الحكومة السعودية تسيّس كل شعائر الحج لخدمة أجندتها
قال الدكتور يحيى حسين حبلوش الأمين العام لجبهة علماء الازهر سابقاً، إن تسييس السعودية للحج يعد أحد تجليات اتفاقية سايكس — بيكو التي قسمت العالم الإسلامي، بعد أن ورثت تركة الدولة العثمانية، عبر تآمر استعماري بغيض، حيث سعى الغرب للتحكم في الشعائر الدينية وفي كيفية أدائها، بل والعمل بكل قوة على تفريغ العبادات من مضمونها من خلال العبث بها بوسائل عديدة، لافتاً إلى أن ما تقوم به السعودية من وضع عراقيل أمام حجيح دولة قطر، وعدم تقديم ضمانات تحفظ سلامتهم، يأتي في إطار المكايدات السياسية الخاطئة والمرفوضة، التي ما كان ينبغي أن نصبغ بها مناسبة دينية مقدسة كالحج.
وأكد أن الحرمين الشريفين ليسا ملكًا للحكومة السعودية، حيث لم يبنهما آل سعود، بل أقام خليل الله إبراهيم الحرم المكي، وشيد رسولنا الأعظم الحرم المدني، ومن بنى الحرم القديم ذات القباب كان السلطان قلاوون، ثم حظيا باهتمام كبير من الدولة العثمانية، حتى الحرب العالمية الأولى، مؤكداً أن السعوديين حاولوا طويلا إزالة هذه القباب لأغراض سياسية.
وأوضح أن الحكومة السعودية سَيَّسَت كل شعائر الحج لخدمة أجندتها، مضيفا، لك أن تتساءل أين مكان الحديبية حاليا، وهو معلم تاريخي، وميقات مكاني لبدء الإحرام للقادمين من ميناء جدة، هل يستطيع أحد من السعوديين تحديد هذا المكان الذي تم محوه بالكامل واستحداث تسمية له هي مقهى الشميسي؟
وشدد على أن ما تفعله الحكومة السعودية تسييس واضح لا تخطئه العين، وجريمة شرعية مكتملة الأركان، متسائلاً هل يدرك المسلمون أن 75 % من مساحة مشعر منى تحولت لقصور ملكية مخالفة للحديث النبوي "مناخ منى لم سبق"؟ بمعني أنه يجوز للحجيج نصب خيامهم في منى لمن تحقق له السبق الزمني في الوصول للمشعر، فضلا عن أن الحديث يشير بشكل قطعي الثبوت إلى أن أرض منى والمشاعر لا تملك، ولا يجوز بيعها ولا إجارتها. بل إن جمهور العلماء يرى أن رباع مكة كلها لا تملك ولا تؤجر.
وأشار إلى أن المخالفات الشرعية التي جرت خلال توسعة الحرم المكي والمشاعر المقدسة تمت من وراء ظهر العلماء، وجرى توظيف الأمر لتحقيق مكاسب سياسية.
المقدسات الإسلامية ملك لكل الأمة.. د. أكرم كساب:
تسييس السعودية للحج مخالفة شرعية ومنع الحجاج صد عن سبيل الله
قال الدكتور أكرم كساب المدير التنفيذي لرابطة علماء أهل السنة، إن الأصل في العبادات أنها تؤدى لله تعالى، دون العمل على إضفائها أي صبغة سياسية، مفسراً ان التسييس هو صبغ أي عبادة بأيديولوجية أي دولة تكون هذه الأيديولوجية «مواقف الدولة السياسية» مخالفة للشرع، مؤكداً أنه لا يجوز للسعودية أن تحمل الأفراد خلافاتها مع دولهم، ايما كانت هذه الدولة.
وأوضح ان كلمة تسييس تعني: إضفاء طابع سياسي على شيء ما، وبمعنى آخر هو إعطاء شيء ما وجهة ورؤية سياسة معينة، مضيفاً ان المقدسات الإسلامية سواء منها ما كان في مكة (الحرم المكي) أو المدينة (المسجد النبوي) أو في القدس (المسجد الأقصى) لا يعد أي منها ملكا لأشخاص أو هيئات أو لحكومات أو لدول، وإنما هذه المقدسات ملك كل الأمة، وملكية الأمة لها هي ملكية حفاظ وعناية ورعاية وخدمة، والاخيرة لا تعطي الحق لأحد أن يمنع اى أحد عن زيارتها ما كان مسالما محافظا عليها لا يعيث فساداً ولا ينشر شراً.
وتابع، لهذا فإن أي تفريط في بيوت الله الكبرى (المقدسات) تحاسب عليه الأمة كلها أبيضها وأسودها، عربها وعجمها.
وشدد على انه ليس من حق أحد أن يجبر أحداً على الذهاب إلى مكان ما بوسيلة محددة، لا في الشرع ولا العرف ولا القانون، مؤكداً ان أشد الدول عداء في مثل هذه الأشياء قد تتنازل عن بعض مواقفها، أفلا يكون ذلك في شعيرة كالحج التي تدرب الناس على السلم مع النفس ومع الآخر، بل تدربهم على السلم مع الحيوان والنبات والجماد، ويكفينا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة:95].
وقال، لذلك المتابع العربي يتساءل، هل من المعقول أن تفتح أبواب المملكة لمقتدى الصدر ويرحب به، ويجرم القرضاوي الذي استقبلته المملكة ملكا ووزراء وسفراء، لمجرد أنه يحمل جوازا قطريا، ولم يتخل عن مبادئه وأفكاره.
منع المسلمين عن البيت الحرام من أكبر الكبائر د. أبوزيد :
تسييس الحج من موجبات إنزال غضب الله
قال الدكتور وصفي أبو زيد استاذ علم المقاصد وعضو اتحاد علماء المسلمين، إن منع المسلمين عن البيت الحرام كبيرة من أكبر الكبائر، وذنب من عظائم الذنوب، وموجب من موجبات إنزال غضب الله وعذابه على من يفعله، قال تعالى في سورة الأنفال: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ * إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34).. بل جعل الله تعالى إخراج المسلمين من المسجد الحرام أشد من القتال في الشهر الحرام وأكبر من الصد عن سبيل الله والكفر به!! قال تعالى: (وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ * وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ..). مشددا على أنه لا يجوز لأحد كائنا من كان أن يمنع أحدا من زيارة البيت الحرام؛ بيت الله تعالى، وإلا باء بهذه العقوبات جميعا في الدنيا والآخرة.
وأوضح، أنه لا يقبل أبدا بأي حال من الأحوال أن يحدث التداخل بين شعائر المسلمين في كل مكان وبين أمور سياسية وخلافية بين قُطْر وآخر، أو أن تؤثر الخلافات السياسية على الشعائر التعبدية للمسلمين، مشيراً، ليس معنى خضوع الحرمين تحت حكم آل سعود أن ذلك يُمكّنهم من السماح لمن يشاءون بالدخول إليهما، ومنع من يشاءون، فالبيت الحرام بيت الله، ولا يباح لأحد أن يمنع أحدا عنه. وأكد أن الخلافات السياسية بين الحكام والحكومات، يجب أن تكون بمنأى تام عن شعائر المسلمين، كي لا تصبح الشعائر في أيدي الحكام، مضيفا أن من يفعل ذلك من الحكام يستحق غضب المسلمين وعقاب الله تعالى.
اعتبر النظام السعودي يكيل بمكيالين.. د. أيمن خالد :
السعودية منعت الحجاج العراقيين من أداء الفريضة 10 سنوات
قال الدكتور أيمن خالد الكاتب والإعلامي العراقي إن السعودية منعت الحجاج العراقيين من أداء فريضة الحج، بينما سمحت للايرانيين بذلك، مؤكداً أن هذا الأمر يعد من تسييس للفريضة وللشعائر المقدسة.
وأضاف، ان موضوع استغلال فريضة الحج من قبل النظام السعودي هي عادة تعودها النظام كأداة ضغط ضد خصومه من الدول الاسلامية، مضيفاً ان منع الحجاج القطريين العام الماضي من أداء فريضة الحج ذكرني بما فعله النظام السعودي سابقا مع العراقيين، حيث سبق وأن حرمهم لمدة 10 سنوات من أداء فريضة الحج، عندما كان العراق محاصرا من قبل أمريكا وحلفائها، فلا غرابة من السلوك السعودي بهذا الاتجاه.
وأوضح ان الأغرب في تصرف السعودية هو تعهدها للجانب الإيراني بمنحهم الخصوصية على بقية الشعوب بموسم الحج وفتح مقابر البقيع للحجاج الإيرانيين استجابة لطلب إيران، بينما تمنع دول العالم السني " قطر — العراق — ليبيا" من أداء فريضة الحج!.
ارسال التعليق