’واشنطن تايمز’: ضربات العدوان السعودي على المستشفيات اليمنية أدّت الى انتشار وباء ’الكوليرا’
أكدت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية أن الدول الغربية تغض النظر عن اليمن وعن تداعيات العدوان السعودي على الشعب اليمني، كما أن الإعلام يهتم فقط بالصراع السياسي في اليمن، دون التركيز على الأزمة الإنسانية.
وأضافت الصحيفة أن وباء "الكوليرا" يضرب اليمن، في أسوأ كارثة لهذا المرض في العالم، وذلك أثناء الحرب المندلعة منذ 3 سنوات.
ونقلت عن تقارير للأمم المتحدة قولها إن أكثر من ألفي يمني قتلوا بسبب المرض الذي ينتشر في الماء، وسط أرقام تتحدث عن إصابة أكثر من نصف مليون يمني بالمرض.
ورسم تقرير الصحيفة صورة عن الوضع المأساوي الذي يعشيه اليمنيون، بسبب الحصار اليمني، وقال إن غالبية سكان اليمن -البالغ عددهم 26 مليونًا- يصارعون من أجل البقاء أحياء، فأقل من نصف السكان لديهم منفذ للماء النظيف، ويفتقر أكثر من 17 مليونًا إمكانية الوصول لطعام مغَذٍّ، بينما يواجه 7 ملايين تهديداً صريحاً بالمجاعة.
ويواصل التقرير القول إن تدمير السعودية للبنية التحتية اليمنية، وانقطاع الكهرباء أضرّ بنظام الصرف الصحي والذي ساهم بدوره في اندلاع الكوليرا، وما فاقم من المشكلة هو التدمير الكامل أو شبه الكامل لمعظم المنشآت الطبية، والمشافي في اليمن، بسبب الحرب والعدوان السعودي.
وفيما تدعم واشنطن -كلاميًا- الجانب السعودي في حرب اليمن، فإن منظمات الإغاثة الدولية تتهم السعودية بإذكاء الأزمة، إذ تتهم منظمة "أطباء بلا حدود" التحالف العسكري السعودي -المدعوم بأسلحة من بريطانيا ومعدات أخرى- بقصف المشافي، كجزء من حملته لحرمان الحوثيين من السيطرة على اليمن.
وتحاول المنظمات غير الحكومية وعمال الإغاثة وقف وباء الكوليرا، عن طريق محاولة الحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية، فعلى الرغم من حجم الأزمة وتوسعها، عبّر كثيرون عن تفاؤلهم أنه يمكن إحراز تقدم عن طريق الشعب اليمني نفسه، على الرغم من دعوة منظمات الإغاثة الدول الغنية للوفاء بوعودها، وتقديم حزمة مساعدات للمنكوبين.
"هيومن رايتس ووتش" تطالب بإجراء تحقيق دولي في العدوان على اليمن
بدورها طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي مستقل في انتهاكات الحرب على اليمن.
وأوضحت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها في بيان اليوم الثلاثاء أنها وقعت رسالة في هذا الصدد مع 56 منظمة غير حكومية محلية ودولية، ووجهتها إلى ممثلي الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان.
ورأت "هيومن رايتس ووتش" أن "دعم إجراء تحقيق دولي في انتهاكات اليمن أصبح الآن أقوى بكثير"، معتبرة أن "على الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان أن ترتقي إلى مستوى تفويضها ومراعاة هذه الدعوات، وإنشاء فريق يبدأ بإنهاء غياب المساءلة، الذي شكّل حتى الآن الوجه الأبرز لحرب اليمن".
وقالت المنظمة إن تحالف العدوان بقيادة السعودية يرتكب "جرائم حرب" في اليمن، مع استمرار الضربات الجوية وأعمال القصف العشوائي التي تحصد أرواح آلاف المدنيين.
وشددت المنظمة على أن مهمة لجنة التحقيق الدولية يجب أن تقوم على "تقصي حقائق وظروف الانتهاكات، تجميع وحفظ الأدلة، وتوضيح المسؤولية عن الخروقات والانتهاكات بهدف تأمين المساءلة على المدى الطويل".
ومنذ بداية العدوان السعودي على اليمن، استشهد أكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم آلاف الأطفال والنساء، وجرح 47 ألف شخص آخرين على الأقل، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، كما نزح مئات آلاف اليمنيين من منازلهم.
ارسال التعليق