التحالف السعودي فشل في اليمن ولكنه نجح في تدميره
قال مسؤول بالخارجيّة الأمريكية إن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن قد فشل في تحقيق أهداف حملته العسكريّة، معتبراً ذلك “حقيقة محزنة” وعلى الرغم من خسارة الأموال الطائلة.
وخلال لقاء مع وسائل إعلام على صلة بالأزمة الخليجية، أقرّ نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج “أقتيموثي ليندركينغ”، أن الحملة التي يشنها التحالف السعودي منذ أكثر من 4 أعوام ضد الحوثيين، فشلت حتى الآن في تحقيق أهدافها.
وأشار “ليندركينغ” إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالإحباط جراء عدم التزام أطراف الصراع في اليمن بما تعهدت به في محادثات السويد، وأن الشعب اليمني هو الأكثر إحباطاً. ونوّه إلى أن “الجهود الآن تنصب على دعم الممثل الأممي الخاص، وقد التقى بالأطراف مرة أخرى في صنعاء والرياض، ونحن نقف خلفه”.
ويشهد اليمن بعد خمس سنوات من انطلاق الحملة في أعقاب سيطرتهم على عمران في 8 يوليو 2014، أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة، حيث يواجه ملايين السكان خطر المجاعة. وقتل آلاف المدنيين وبينهم مئات الأطفال، وأصيب عشرات آلاف بجروح، وانهارت قطاعات الصحة والتربية والاقتصاد وغيرها، خصوصاً في أعقاب تصاعد النزاع في مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري لوقف تمدّد الحوثيين. وفي مدينة عمران، يجوب مسلحون الأحياء ليل نهار سيراً أو فوق الدراجات النارية وفي السيارات الرباعية الدفع وهم يحملون على أكتفاهم الأسلحة الرشاشة. وتنتشر الشعارات على الأبنية الترابية اللون المبنية من الأحجار والطين في الحي التاريخي وسط المدينة، وعلى سور حجري طويل يلفّ الحي بأكمله.
وقال بيتر سالزبيري الخبير في الشؤون اليمنيّة في مجموعة الأزمات الدولية إنّ الحرب “مزّقت هوية البلاد وجغرافيتها والأيديولوجيات فيها بطرق لم يكن من الممكن تصوّرها”. ورأى أنّ اليمن “يحتاج إلى أكثر من خمس سنوات لإعادته إلى ما كان عليه في 2014”. وتشير الأمم المتحدة إلى أن في اليمن 3.3 مليون نازح، فيما يحتاج 24،1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة. وبحسب فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، فإن اليمن “لم يعد على حافة الانهيار لقد انهار تماماً”.
ارسال التعليق