
اعتقال الامير فهد بن تركي...فساد أم تصفية حسابات؟
[فيصل التويجري]
اعتقالات واتهامات وتحقيقات، يحدث ذلك في السعودية ويشمل مسؤولين عسكريين ومدنيين رفيعي المستوى بينهم أميران على الأقل هما الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز ال سعود، ونجله عبد العزيز بن فهد. وكان الأول حتى اعفائه بأمر ملكي يتولى قيادة القوات المشتركة في التحالف السعودي الاماراتي في اليمن. أما ابنه عبد العزيز فكان نائباً لأمير منطقة الجوف في شمال غرب المملكة على الحدود مع الأردن. غير أن تهمة الفساد جمعتهما. فمن هو فهد بن تركي؟ وما السبب الحقيقي وراء اقالته واعتقاله والتحقيق معه؟
في السابق، كلما كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن يزور الحد الجنوبي، كان يصطحب معه الأمير فهد بن تركي، فهو قائد القوات المشتركة في التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة ما يسمى بالشرعية في اليمن. فمن هو الأمير بن تركي؟
بحسب المعطيات التي لدينا، يعد بن تركي واحداً من أهم الجنرالات في الجيش السعودي، فهو برتبة فريق وليس هذا فقط بل انه من العائلة الحاكمة أيضاً ويقود رسمياً الجيش السعودي وما يشاركه من القوات في الحرب الدائرة في الجار الجنوبي. واللافت في أن يقال بتهمة الفساد للإخفاق وان يقال معه نجله من منصب نائب أمير الجوف، أما التهمة هي الفساد كما جاء في البيان السعودي.
عين الأمير فهد بن تركي في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ونسبت للأمير المقال تهم ثقيلة ومهينة بالنسبة للعسكر في العالم وهي الفساد. فقد رصدت تعاملات مالية وصفة بالمشبوهة صدت في وزارة الدفاع كما ورد في بيان الإقالة ربطت بالأمير المقال ونجله رغم أن منصب هذا الأخير ليس عسكريا.
ولا يعرف بعد تأثير ذلك على عمليات التحالف داخل اليمن، لكن ما يعرف هناك أن الحرب أصبحت عبئاً على السعودية، والأهم أنها تحولت من هجومية الى دفاعية، بعد تكثيف الحوثيين من هجماتهم داخل الأراضي السعودية. وهو ما يعني أن الإقالة لا تدرج في سياق المراجعات الاستراتيجية للتدخل العسكري. وما اذا كان قد اخفق وفشل في تحقيق هدفه المعلن وهو إعادة "الشرعية والامل" لليمنيين.
هذه الإقالة دفعت الى فتح الباب واسعاً للتكهنات والتحليلات حيث رجحت أسباب أخرى للإقالة، منها تمهيد الطريق تمامً امام ولي العهد وتقريب شخصيات دون غيرها واقصاء آخرين بعيداً عن طريقه، وقد يكون من بين هؤلاء جنرالات رفيعي المستوى كالأمير فهد.
وتعضد هذا الطرح اقالة نجل الأمير معه، وهو ما فهم منه تصفية نفوذ الأمير فهد في أي مكان له حتى لو كان من خلال نجله الغير المنخرط أصلا في الجيش. ويأتي هذا وسط ما يصفه كثيرون بتزايد الإقالة والاعتقالات التي شملت الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق، والأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي يتمتع بثقلٍ كبير في صفوف العائلة الحاكمة.
وحسب هذه التكهنات فان الذريعة غالباً ما تكون واحدة، وهي الفساد، بينما قد يكون الأمر تصفية حسابات وعمليات ابعاد وتهميش للأمراء الأقوياء. ووفق كثيرين فان هناك حرص أن ترفق الإقالات والاعتقالات بتهم تشين. وهو الأمر الذي يعني شخصنة عملية الابعاد وينزع عنها صفة المؤسسية خاصة أن ذلك كله يحدث في غياب الشفافية المطلوبة.
أبعد من ذلك، ذهبت بعض الرؤى ان اقالة الأمير فهد بن تركي قد تكون ذا صلة في نفوذ طاغ مفترض لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على الأمير محمد بن سلمان، فحسب القائلين بهذا الاحتمال وكما تردد منذ سنوات فان الأمير المقال ليس على وفاق مع دولة الامارات وربما لا ترضيه خطتها في اليمن. وإذا صح هذا وهو احتمال في نهاية المطاف، فان تداعيات الإقالة لن تقتصر على الداخل السعودي بل تشمل الوجود السعودي العسكري ونفوذها. فان تقود حرباً حتى لو تكون خاسرة يختلف أن تكون تابعا في حرب يكسبها آخرون على طريقتهم.
ارسال التعليق