
الاستثمار السعودية في الصحراء العراقية...ماذا عن صحاري مملكتنا؟
[فيصل التويجري]
وكأن شيئاً لم يحدث، عبارة كثر استخدامها في العراق في الآونة الأخيرة، عبارة استخدمها رواد التواصل الاجتماعي في هجومهم الحاد على ما وصفوه الاستعمار السعودي للبادية العراقية. فبعد دعم نظام ال سعود للإرهاب وخاصة تنظيم داعش الإرهابي بالمال والسلاح، ها هي اليوم تدخل الى العراق من جديد عن طريق الاستثمار والأزمة الاقتصادية. وفي عام 2018، تم تشكيل مجلس تنسيقي بين العراق والسعودية بعد زيارة وفد عراقي كبير من ضمنهم وزير التجارة العراقي إلى السعودية، وخلال هذه الزيارة وكذلك خلال الاجتماعات التالية للمجلس التنسيقي، تم توقيع عدة اتفاقيات بين اللجان العراقية والسعودية أهمها استثمار السعودية لأراضٍ عراقية بمساحات شاسعة تمتد من الشريط الحدودي بين البلدين إلى بادية كربلاء والمثنى والنجف وصولاً الى بادية الرمادي.
هذا الدعم السعودي اليوم للعراق أثار ردود فعل غاضبة وواسعة على المستوي السياسي والاجتماعي، حيث حذّر عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية العراقي "مختار الموسوي"، الأربعاء السابق، من الاستثمارات السعودي في بادية السماوة، وقال الموسوي: إن "المؤامرات السعودية منذ ١٥ عاماً ضد العراق تكشف النوايا لمصلحة الكيان الإسرائيلي". وأضاف: إن "السعودية لا تريد الخير للعراق"، مشيراً إلى أن استثمار بادية السماوة هو استثمار إسرائيلي بعباءة سعودية. من جهته دعا ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق، "نوري المالكي"، الجهات الرسمية إلى إيقاف مشروع منح السعودية أراضٍ للاستثمار في بادية العراق (كربلاء، النجف، المثنى)، وأوضح الائتلاف في بيان، السبت، أن هذا الأمر فيه "تداعيات خطيرة" على أمن وسيادة البلاد، فضلاً عن أنه يساهم في الإضرار بمخزون العراق الاستراتيجي من المياه الجوفية.
وأضاف: إن "هذا القرار يثير الكثير من الشكوك والتساؤلات عن أهداف إصداره في هذا الوقت، ولا سيما أن هذا المشروع طرح أكثر من مرة في زمن الحكومات السابقة، وُرفض لاعتبارات استراتيجية مائية وأمنية، ولأنه يحمل في طياته الكثير من التجاوز على حقوق العراقيين، ويفتح الباب أمام استعمار جديد تحت عنوان الاستثمار". وشدد ائتلاف المالكي على ضرورة "إيقاف رخصة المشروع الذي يمنح السعودية ١٥٠ ألف دونم في بادية العراق"، داعياً العشائر العراقية الأصيلة وكل القوى الوطنية إلى "رفض المشروع وإيقافه".
ما هي الأهداف الحقيقية وراء استثمار السعودية للبادية العراقية؟
اولاً- ان لدى السعودية دوافع أمنية وسياسية من هكذا مشروع، فهي تنظر إلى العراق بأنه يشكل منطقة أمن قومي بالنسبة لها بحكم الجوار والامتداد المذهبي في بعض المحافظات. ومن هذا المنطلق تحاول السعودية زيادة نفوذها على حدودها الشمالية لمنع ما تسميه التمدد الإيراني في العراق. وتعتقد السعودية بأن رئيس الحكومة العراقي "مصطفى الكاظمي" يمكن أن يضمن لها هذا الوجود" الا أن الجميع يعلم أن الكاظمي أضعف من أن يفعل ذلك.
ثانياً- تحاول السعودية عبر هذه المشاريع كسب الشارع العراقي، الا أن الجميع يعلم ان الرياض لديها مشاكل أمنية وسياسية ومجتمعية واقتصادية في الداخل، وهي غير قادرة على الاستثمار في العراق ولا تقديم أي مساعدة، وبالأساس ان أبناء العراق لا يرغبون في مساعداتها. كما أن السعودية تُنفذ رغبة أمريكية، وتُحاول كسب الشارع العراقي بعد سنوات من إرسالها الآلاف الإرهابيين والانتحارية، لكن حتى هذه المحاولات لن تنجح، خاصة بعد القضاء على ربيبتها داعش.
في الختام، وكمواطن سعودي أننا نستغرب ذهاب السعودية لصحراء السماوة العراقية كون أن مملكتنا تملك أراضٍ صحراوية كبيرة فلماذا لا تستثمر فيها؟ أليس نحن أحق بهذه المشاريع من غيرنا؟ أليس الشباب السعودي أحق بهذه الاستثمارات؟ الا يعلم حكامنا أن نسبة البطالة في بلادنا تتعدى 30% خاصة في ظل تفشي وباء كورونا وانخفاض أسعار برميل النفط. من هنا يتبين لنا ان الاستثمار السعودي ما هو الا محاولة فاشلة لاستقطاب الشارع العراقي الى الحضن السعودي.
ارسال التعليق