
المعارضة لآل سعود أقوى من أي وقت مضى
[هادي الاحسائي]
لم یعد الشعب قادراً على تحمل المزيد من بطش آل سعود وظلمهم بحق البلاد والعباد، فالاستئثار بالسلطة لعقود طويلة أصبح يؤرق المواطن الذي بدأ يشعر بأنه سجين في بلاده من قبل هذه العائلة الحاكمة، التي تدعي أنها تعمل على الاصلاح والمضي قدما على مسار الانفتاح بقيادة الأمير الشاب، محمد بن سلمان، ولكن الجميع شاهد نتائج انفتاح ابن سلمان وويلاته، وكما يقول المثل "فاقد الشي لا يعطيه"، كيف يمكن لولي العهد أن يكن اصلاحيا ومنفتحا وهو لا يزال يمارس أقصى التفرقة العنصرية والاجتماعية تجاه المواطنين في المملكة، أين الاصلاح والانفتاح وكل من يقف في وجه ابن سلمان سيكون مصيره القتل أو السجن، هذا ليس انفتاح وانما حكم رجعي لا يتناسب اطلاقا مع مقتضيات العصر الحالي ومن هذا المنطلق بدأنا نلمس مجموعات معارضة لحكم آل سعود في جميع بقاع الأرض، وهذه المجموعات بدأت تتوحد فيما بينها، الأمر الذي سيشكل خطرا على العائلة الحاكمة في المستقبل، فالجميع ضاق ذرعا والجميع يريد الحرية والتغيير.
الثقة بآل سعود أصبحت معدومة، والأسباب واضحة أفعالهم الاجرامية هنا وهناك، وقيادتهم حروب ظالمة تجاه شعوب المنطقة، لاسيما حربهم الهوجاء الحالية تجاه اليمن، هذه الدولة التي أصبحت منكوبة جراء بطش آل سعود واجرامهم بحق الشعب اليمني الذي يموت جوعاً بعد أن دمر التحالف بقيادة السعودية كل سبل الحياة هناك، ومع ذلك فشل آل سعود في انتزاع نصر من أصحاب الارض، حتى ان محاولاتهم انشاء دولة يمنية على مقاسهم باءت بالفشل، أين هو اليوم عبد ربه منصور هادي الذي يقيم على ارض المملكة، لاوجود له على الارض اليمنية ولا اعتبار له، أصبح ورقة محروقة بيد ال سعود، بعد أن اثبت الشعب اليمني قدرته على مواجهة ال سعود وتلقينهم درسا قاسيا، والأهم ان هذا الشعب فضح آل سعود في المجتمع الدولي، وأظهر للعالم بأسره حجم اجرامهم، وهذا احد الاسباب التي دفعت الكثير ن المنظمات الدولية والشخصيات السياسية دعوة دول العالم لمقاطعة قمة العشرين التي ستعقد بعد ايام في السعودية بشكل افتراضي.
وبمناسبة انعقاد قمة "مجموعة العشرين" الاقتصادية، حثت شقيقة الناشطة السعودية المعتقلة "لجين الهذلول"، أعضاء مجموعة العشرين، على الضغط على السلطات السعودية للإفراج عن الناشطات السعوديات المعتقلات. وقالت "لينا الهذلول" البالغة من العمر 25 عامًا من برلين في مقابلة هاتفية أجرتها معها وكالة فرانس برس، "لا نعرف شيئًا عن لجين منذ 26 تشرين الأول/أكتوبر. عندما زارها والداي في ذلك اليوم، أخبرتهما أنها تكاد تفقد الأمل وأنها بدأت إضرابًا عن الطعام".
الامير محمد بن سلمان أدرك خطورة الموقف وعلى هذا الاساس بدأ يحرك ذبابه الالكتروني، ليقول للعالم انه يسعى لتسوية مع اليمنيين ويريد انهاء الحرب هناك، والجميع يعلم ان هذا الكلام مجرد دعاية للتخفيف من حدة الانتقادات التي من الممكن أن توجه لهم أثناء أعمال القمة.
المعارضة السعودية في الخارج سبقت ادعاءات ابن سلمان الباطلة، ونشرت بيانا، أعلنت من خلاله رفضها القاطع لأي "دعوة لإعادة إنتاج النظام السعودي من جديد"، مُطالبين بضرورة التخلص من هذا النظام الذي أكدوا أنه فقد شرعيته، ولا أمل في إصلاحه، مشدّدين على أن "الشعب السعودي سينتج نظامه السياسي الحرّ، ويدير وطنه بأفضل من هذه الطغمة الحاكمة التي تدير البلاد".
العريضة التي وقعتها شخصيات سعودية معارضة، سيكون لها تأثير لا يستهان به مع قادم الايام، خاصة وان المعارضة بدأت تتوحد فيما بينها، وجميعنا يذكر أنه قبل شهرين تأسس ما يسمى "حزب التجمع الوطني السعودي" والذي يضم شخصيات وطنية واكاديمية ونشطاء، ويدعو الحزب الجديد لاجراء اصلاحات رافضا الترويج للملكية الدستورية، اضافة لرفضه محاولات تمرير التطبيع السعودي، مع كيان الاحتلال الاسرائيلي. العريضة الجديدة التي أطلقها 22 أكاديمي وناشط وحقوقي، دعت لاسقاط نظام ال سعود، معتبرا ان الوضع الذي وصلته البلاد من قمع واعتقال للناشطين وتهور في السياسات الخارجية، لا يبقي اي فرصة لاصلاح هذا النظام، وشددت على ان اي دعوة لإعادة إنتاج النظام عبر تبرئة محمد بن نايف، أو الترويج لأحمد بن عبد العزيز هي استجابة لرغبات أجهزة استخبارات أجنبية، واكد تجمع المعارضين، ان الشعب سينتج نظاما سياسيا حرا افضل من نظام آل سعود، لا يتلقى الحماية من الأجنبي، وخاصة من كيان الاحتلال الاسرائيلي.
ارسال التعليق