
بعد 3 سنوات أين آل سعود من الأزمة الدبلوماسية الخليجية؟
[هادي الاحسائي]
بعد ثلاث سنوات من بدء الحصار الدبلوماسي لقطر من قبل أربع دول عربية، لا يزال النزاع بين الدول الواقعة جنوب الخليج دون حل. ومع ذلك، يبدو أن عدم قدرة الرياض على إجبار الدوحة على الامتثال للشروط الثلاثة عشر الرئيسية لرفع الحصار قد قلل من الشروط السابقة للحكومة السعودية وحاليا كل ما تريده السعودية هو "خفض العلاقات مع طهران وأنقرة".
أعلنت قطر والمملكة العربية السعودية أنهما على استعداد للتفاوض، ولكن يجب على الجانب الآخر أولاً اتخاذ الخطوات اللازمة. وبالرغم من أن الكويت والولايات المتحدة الأمريكية لعبوا دور الوساطة بين قطر والسعودية إلا أن هذه الوساطة لم تؤت ثمارها وبقيت الامور على ما هي عليه حتى كتابة هذه السطور.
قطر تحاول دائما أن تبادر تجاه السعودية وبهذا الخصوص قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، يوم الجمعة، إن هناك مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة الخليجية المستمرة منذ ثلاثة أعوام، وإن قطر منفتحة على إجراء مفاوضات، لكن مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي اشترط عودة العلاقات مع قطر باستجابتها للمطالب ((المشروعة)) لدول الرباعي العربي، والتي يأتي في مقدمتها إنهاء الوجود العسكري التركي وتخفيض العلاقة مع إيران.
ما قاله عبدالله معلمي هو خير دليل على ان السعودية تراجعت عن شروطها الـ13 وهي اليوم راضية بتنفيذ شرطين لعودة العلاقات لمسارها السابق وحتى هذين الشرطين نعتقد ان الرياض ستتخلى عنهما قريبا، فجميع المؤشرات تدل على ان آل سعود في أسوء احوالهم ولن يكون بإمكانهم اطلاقا اتخاذ اي خطوة جديدة لاجبار الدوحة على فعل مالا تريده خاصة وان الدول الخليجية الصغيرة تمكنت من الخروج من الحصار بسلاسة عبر مساعدة ايران وتركيا ولن يكون بإمكانها اجبار قطر على الرضوخ حتى لهذين الشرطين.
الولايات المتحدة الامريكية تبذل قصار جهدها لتخفيف التوتر الحاصل ليس لعيني السعودية وانما لخدمة مصالحها في مواجهة ايران وتضييق الخناق عليها، ومن هذا المنطلق نجدها هذه الايام تحاول فتح المجال الجوي امام الطائرات القطرية لتحلق فوق سماء بقية الدول الخليجية والعربية، وفي هذا الاطار قال مسؤول في وزارة الخارجية لم يذكر اسمه لوسائل الإعلام: "من الضروري إصدار تصريح لرحلات قطر للطيران فوق سماء الدول العربية المجاورة، لأنه إذا لم تفعل ذلك، فستستخدم قطر الأجواء الإيرانية وستذهب أموال كثيرة إلى جيوب إيران". "إنه أمر مزعج بالنسبة لنا".
في الأسبوع الماضي ، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن واشنطن كثفت الضغط على الدول العربية التي تحاصر قطر لفتح الأجواء على رحلاتها.
ونقلت الصحيفة الأمريكية يوم الأربعاء عن مصادر قولها إن الرئيس دونالد ترامب ضغط على الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لرفع الحظر عن الرحلات القطرية من البلدين.
وفي اتصال هاتفي مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ضغط ترامب عليهم لإنهاء الحظر على الطائرات القطرية، حسبما ذكرت الصحيفة.
وقد دفع ذلك معظم الطائرات القطرية إلى استخدام المجال الجوي الإيراني، وقال وزير الخارجية القطري للجزيرة في الذكرى الثالثة لبدء الحصار البحري والبري والجوي القطري من قبل أربع دول عربية ونقلت الجزيرة عن الشيخ محمد قوله: "منفتحون على الحوار ومن يتقدم بخطوة نتقدم 10 شرط أن تكون جادة وصادقة"، ورغم جميع المبادرات التي اطلقتها قطر ومحاولاتها لاصلاح ذات البين الا ان السعودية وبقية الدول لم تستجب لاي من هذه المبادرات على امل ان ترضخ قطر.
السعودية لماذا لا تريد ان تقتنع ان العالم بدأ يتغير وانها لم تعد الآمر الناهي في منطقة الخليج، وما تقوم به الامارات في منطقة البحر الاحمر وليبيا وكذلك اليمن خير دليل على ذلك، وكذلك عجزها عن ارضاخ قطر هو دليل آخر، وعدم تمكنها من الانتصار في حرب اليمن وغرقها في وحل اليمن هو دليل ثالث وهناك عشرات الادلة على ان زمن آل سعود ولى إلى غير رجعة وان الامور بدأت تتغير وبدأت تظهر قوى جديدة غير القوى الكلاسيكية القديمة، حتى امريكا نفسها لم تعد امريكا السابقة فكيف بالسعودية.
قبل ثلاث سنوات ، ذكر البيان الأولي الصادر عن الدول المحاصرة في قطر أنه يجب على الدوحة قبول جميع هذه الشروط في غضون 10 أيام، وإلا سينتهي الاقتراح وستفرض شروط أكثر صعوبة على قطر. لكن بعد ثلاث سنوات، يبدو أنه بعد فشل المسؤولين السعوديين في إجبار قطر على قبول الشروط ، أصبحت الشروط أقل وأسهل بدلاً من أن تكون أصعب. لكن قطر لا تزال تعتبر هذه المطالب غير شرعية وتدخل في شؤونها الداخلية، والواضح جدا انها لن ترضخ لها.
ارسال التعليق