
لماذا نعتبر حضور هنية في ايران أمراً طبيعياً وأخلاقياً؟
[هادي الاحسائي]
لم يكن حضور، رئيس المكتب السياسي لحركة المُقاومة الإسلاميّة "حماس"، اسماعيل هنية، مراسم تشييع قائد فيلق القدس الإيراني، الشهيد قاسم سليماني، مستساغاً لأغلب الدول العربية لاسيما الخليجية منها، واعتبروه انقلابا عليهم وخروجا عن الحاضنة العربية، ولكن السؤال البارز هل احتضن هؤلاء حركة "حماس"، هل قدموا لها جزء بسيط مما قدمته لها ايران من أسلحة وعتاد ومال، ماذا قدم هؤلاء للمقاومة الفلسطينية حتى يتبجحوا بهذا الكلام؟.
حاول الكثير من الأطراف الخليجية حرف زيارة هنية إلى طهران عن مسارها الطبيعي الذي جاء في سياق تقديم واجب العزاء للدولة التي وقفت إلى جانب حماس، وحاول هؤلاء اللعب على الوتر الطائفي.
البعض رأى أن زيارة هنية إلى طهران سيؤثر على العلاقة مع السعودية، والسؤال مالذي سيؤثر على حماس في هذه الحالة، هل ستقطع عنها السعودية الهواء؟، ماذا قدمت الرياض لحركة المقاومة الاسلامية كي تخاف من غضب السعودية منها، ألم يصف المسؤولون السعوديون حماس بأنها منظمة ارهابية؟، نعم وصفوها وجاء ذلك على لسان عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عندما قال في تصريحات أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في بروكسل، في 22 فبراير/ شباط 2018، إن حركة حماس "متطرفة". وسبق وأن طالب الجبير من باريس، في يونيو/ حزيران 2017، قطر بالتوقف عن دعم جماعات، وصفها بالإرهابية، وذكر منها حركة حماس.
هل تتوقع السعودية أن تلهث حماس خلفها بعد هذا الكلام؟، كيف يمكن لحركات المقاومة أن تتقرب من السعودية وهي من ساند الولايات المتحدة الامريكية في صفقة القرن وهي من يستقبل اسرائيليين على اراضيها، وهي التي تسعى للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يقتل ويشرد الفلسطينيين يوميا وعلى مدار السنة.
البعض يرى أن حماس، مضطرة للتقارب مع إيران، بحثا عن الدعم المالي والعسكري، في ظل موجة العداء التي تشنها ضدها اكثر الدول العربية، ولا يمكن لأحد أن يلوم حماس وهي التي قدمت كل ما بوسعها لكي تبني علاقات جيدة وايجابية مع جميع الدول العربية واكثرها كانت محاولات مع السعودية لكنها في المقابل كانت تواجه الرفض والممانعة دائما وابدا.
إن التقاء المصالح بين حماس وإيران، يلعب دوراً مهماً في تراكم القوة العسكرية لصالح المقاومة الفلسطينية، لكنّ ليس ذلك هو المهم الوحيد في تلك العلاقة، فحماس رأت في طهران أنّها صاحبة أعلى سقف سياسي مناهض للاحتلال، يرفض الاعتراف بإسرائيل، ويدعم المقاومة بشكلٍ معلن ويعتبرها السبيل الوحيد لتحرير فلسطين.
ويجب ألا ننسى أن تكنولوجيا الصّواريخ الإيرانيّة التي وصلت إلى حركات المُقاومة الإسلاميّة في قِطاع غزّة هي التي حقّقت الرّدع مع دولة الاحتلال، وهي التي دفعت بملايين المُستوطنين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وجعلت بنيامين نِتنياهو يهرُب مِثل الفأر من تجمّع انتخابي في مدينة أسدود، وجعلت من حُروب دولة الاحتلال على قِطاع غزة لا تمتد لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام فقط يُهروِل في يومها الأوّل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مِصر طالبًا وقف إطلاق النّار تَجنُّبًا لقصف تل أبيب ومطارها.
نعم يحق لرئيس المكتب السياسي لحركة المُقاومة الإسلاميّة "حماس"، اسماعيل هنية أن يقول أن سليماني هو "شهيد القدس"، كيف لا وهو من دافع بكل ما يملك ومن خلفه دولته لدعم الحركات الفلسطينية بجميع السبل الممكنة .
ارسال التعليق