بينما يتفاني بعض العرب لخدمة العدو الصهيوني... تبتعد بعض النخب الغربية والأمريكية عنه!!
[عبد العزيز المكي]
في مقابلة له مع إذاعة الجيش الصهيوني، في 15/3/2021، كشف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد تطوع باستثمار 40 مليار شيكل (12 مليار دولار) في " إسرائيل"، وأكد نتنياهو أن بن زايد أبلغه انه: " يريد أن يكون شريكاً في مشاريع من شأنها تعزيز اقتصاد " إسرائيل" بعد جائحة كورونا"!! وكانت الإمارات قد أعلنت يوم 11/3/2021، أي قبل أربعة أيام مما كشفه نتنياهو.. أعلنت إطلاق صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار للاستثمار في " إسرائيل" وفق بيان أوردته وكالة أبناء الأمارات الرسمية! وتم الإعلان عن الصندوق عقب مكالمة هاتفية جرت بين نتنياهو وبن زايد في اليوم ذاته!!
يشار إلى أن الإمارات والكيان الصهيوني وقعاً منذ اتفاق التطبيع الكامل بينهما في منتصف سبتمبر2020، عشرات الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والتكنولوجية والصحية والمصرفية، وبالطبع بالاضافة الى الاتفاقيات في المجالات الأمنية والعسكرية والتجسسية وما إلى ذلك!!
وفي الواقع، أن ما أعلنه نتنياهو هو جزء صغير جداً من جهد ضخم يقوم به المطبعون العرب الجدد من خدمة وتحالفات وتعاون متعدد الآفاق، مع قاتل العرب والفلسطينيين ومغتصب أرضهم، ومقدسات المسلمين!! فلا يمر يوم إلّا ويحدثنا الإعلام العربي، الإعلام المُطبع خصوصاً عن جزء من تطور العلاقات والتعاون بين العدو والأنظمة الخليجية المطبعة، ففي اليوم الذي أعلنت فيه الأمارات عن إنشاء صندوق استثماري بعشرة مليارات دولار مع العدو، أي في 11/3/2021، أعلنت مجموعة " أيد ج" الإماراتية المتخصصة بالصناعات الدفاعية بالإمارات، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية المتخصصة بقطاع الفضاء والطيران: لتطوير نظام متقدم للدفاع ضد الطائرات دون طيار.. وفي حينها قالت وكالة الأنباء الإماراتية في بيان لها أن مذكرة التفاهم تلك تعد نقطة انطلاق نحو مزيد من الأعمال والتحالفات الإستراتيجية بين الجانبين، وستعزز التعاون في مجالات البحث والتطوير والابتكار التكنولوجي!! وتعليقاً على مذكرة التفاهم تلك قال فيصل البناي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة الإماراتية المشار إليها:" تماشياً مع اتفاق إبراهام " للسلام" وروح التعاون والشراكة الجديدة مع " إسرائيل"، بلغنا لخطة مهمة بالنسبة لتوحيد جهودنا مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية"!!
من جهته الاحتلال الصهيوني أعلن عن إطلاق خط طيران بين تل أبيب وأبو ظبي في 6 نيسان/ابريل 2021، وأكدت شركة طيران الاتحاد الإماراتية ما أعلنه الاحتلال، وقالت أنها " أعادت جدولة الرحلة الأولى إلى تل أبيب في 6 نيسان/أبريل 2021 بواقع رحلتين أسبوعياً على متن طائرة من طراز بوينج 787-9"!! في السياق ذاته قال موقع " والاه" الصهيوني، إن شرطة الاحتلال ستعين مندوباً ثابتاً من قبلها في دولة الأمارات!! وقال الموقع ان الخطوة ستكون متبادلة حيث إن دولة الإمارات ترغب بتعيين ملحق شرطي خاص من قبلها في " إسرائيل "قريباً!! وأكد الموقع أيضاً، أن مندوب الشرطة الصهيونية في الإمارات سيكون ضابطاً برتبة مقدم كما هو متبع في الممثليات الدبلوماسية في أنحاء العالم!
هذا نزر يسير جداً من التعاون والتنسيق بين الامارات والعدو، وهو تعاون تتوسع آفاقه وتتعزز أواصره بتسارع عجيب ومثير لدى الكثير من المراقبين العرب والرأي العام العربي والاسلامي، أما بقية الأنظمة المطبعة فالاعلام الصهيوني ينشر يومياً بعضٍ من نشاطاتها وتوثيق علاقاتها مع الكيان الصهيوني في تسابق واضح مع الامارات وهرولة متسارعة للارتماء باحضان العدو ومحاولة كسب ودّه!! ونشير في هذا السياق الى ما نشرته صحيفة " جيروزاليم بوست" الصهيونية من تحليل، ، نشرت ترجمته العربية صحيفة " ساسة بوست" في 11/3/2021، للكاتب " سيث فرانتزمان" محلل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط، ومراسلها هناك، تناول فيه ما تمثله السعودية وولي عهدها خاصة بالنسبة للكيان الصهيوني من أهمية استراتيجية.. فهذا الكاتب تحدث عن " مناقب" بن سلمان للعدو الصهيوني/ مشيداً ومطرياً عليه لما حققه لكيان الصهيوني، مشيراً الى انه على الرغم من ان السعودية لم تعلن رسمياً عن التطبيع مع هذا العدو، لكنها على تواصل مستمر معه، وثمة تنسيق كامل بين الطرفين، موضحاً أهمية ما أسماه الموقف الأيجابي للملكة في مختلف القضايا بالنسبة للكيان الغاصب!! وعبر هذا الكاتب عن تبرمه وغضب الاوساط الصهيونية من الموقف الأخير للولايات المتحدة في ظل الأدارة الجديدة من النظام السعودي، مشيراً بدور هذا النظام الرئيسي في تغيير وجهات النظر في جميع أنحاء المنطقة لصالح " اسرائيل"!
و قد تعرض هذا الكاتب الى ما أسماه العاصفة من الانتقادات الامريكية لبن سلمان بسبب اتهامه بقتل خاشقجي، قائلا انه يجب ألا نضع بن سلمان والسعودية في مأزق نتيجة السياسات الأمريكية المنتقدة لها.
ما يؤكد قول هذا الكاتب هو الخطوات العملية المتواصلة التي يقوم بها النظام السعودي على صعيد التعاون والتنسيق العسكري والأمني والاقتصادي مع العدو الصهيوني، بل وعلى الصعيد الثقافي، حيث قالت الصحف البريطانية ومنها صحيفة الديلي تلغراف ان النظام السعودي أزال كل مفاهيم ومصطلحات معاداة اليهود والجهاد لتحرير فلسطين من مناهج التعليم في المدارس السعودية والجامعات أيضاً!! بالاضافة الى نشاط قطيع كبير من الاعلاميين والسياسيين السعوديين يطبلون للعدو ويسوقونه للرأي العام، بعد تلميعه وتزويقه في محاولة لتغيير رأي الأوساط الشعبية بهذا الكيان الغاصب والأرهابي الذي يمارس هذا الأرهاب يومياً بحق الشعب الفلسطيني وبقية شعوب المنطقة.
تفاني المغرب ومسؤوليه وتعبيرهم المبالغ فيه عن حبهم للعدو الصهيوني لا يختلف هو الآخر، عن نظرائهم في السعودية والامارات والبحرين، فهذا عبد الرحيم بيوض رئيس مكتب الاتصال المغربي في الكيان الصهيوني ما ان وصل تل أبيب في 10/2/2021، مارس مهامه الدبلوماسية بلهفة واعرب عن اعتزازه بتعيينه في هذا المنصب لتعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده والكيان الصهيوني وفقاً لما نشرته صحيفة هيسبريس المغربية!! وقال " شعرت بالسعادة عندما أبلغني ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، بأنني سأسافر إلى " إسرائيل" وسأعمل على دفع العلاقات بين الدولتين"!! على حد قوله.
وما عبر عنه السفير المغربي في الاعلام، فأن نظيره الاماراتي عبر عنه بالعمل والاعلام معاً لدرجة ان وسائل الإعلام العبرية أشادت واطرت على تفانيه في تعزيز التعاون بين الامارات والكيان الصهيوني، واعتبرت وسائل الاعلام هذه ان تطبيع الأمارات يفوق تطبيع مصر مع العدو فائدة وتعاونا ومودة، ففيما يحاول المسؤولون المصريون إخفاء اتصالاتهم بالمسؤولين الصهاينة وكذلك مشاريعهم معهم، يتفاخر الأماراتيون بذلك، كما جاء ذلك في مقال صحيفة معاريف الصهيونية لكاتبها جاكي خوجي الذي نشر موقع عربي 21 ترجمته !!العربية في7/3/2021 اكثر من ذلك هو ما كشفته شبكة ( آي24 نيوز) " الاسرائيلية"، من أن الاحتلال يسعى لبناء تحالف أمني دفاعي شبيه بحلف شمالي الاطلسي ( الناتو) لمواجهة ما أسمته " التهديد الإيراني"!! وسيكون كل من الامارات والسعودية والبحرين، شركاء " إسرائيل" في هذا الحلف! وأفادت الشبكة الصهيونية المذكورة بأنها نقلت هذه المعلومات عن مصادر خليجية مطلعة على الأمر، مبينة ان المفاوضات مع الثلاثي( السعودية والإمارات والبحرين) تجري من أشهر عدة!
هذا غيض من فيض جهد وحركة وتهالك وحماس المطبعين العرب الخليجيون منهم خاصة نحو الارتماء في أحضان العدو الصهيوني، والمفارقة انه بينما يزداد هذا المشهد سخونة وحرارة واتساعاً، نرى في المقابل مشهداً آخر ومغاير تماماً في الوسط النخبوي والأكاديمي في الولايات المتحدة وفي الدول الغربية من ناحية تنامي الوعي في ربوع هذا الوسط بحقيقة الكيان الصهيوني وعدم شرعيته.. وهذا ما أكدته الدراسات الصهيونية، والباحثون الصهاينة، ففي هذا السياق نشر موقع عربي 21في 10/2/2021 الترجمة العربية لدراسة البروفسورة ميريام ايلمان الباحثة "الإسرائيلية" واستاذة العلوم السياسية في كلية ماكسويل للمواطنة بجامعة سيراكيوز، وزميلة بمؤسسة روبرت للتميز في التدريس.. ونشر هذه الدراسة معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قالت هذه الباحثة في دراستها ان " ظاهرة نزع الشرعية عن " اسرائيل " تتجلى بصورة متزايدة في السنوات الأخيرة في العديد من جامعات الولايات المتحدة" وأضافت البروفسورة القول: أن " معظم الجامعات في الولايات المتحدة غارقة في معاداة السامية، وباتت محاضن لها تحت ستار معاداة الصهيونية، ما يساهم في خلق مناخ سلبي ضد اليهود في الحرم الجامعي". وأوضحت إيلمان التي تدير شبكة المشاركة الاكاديمية (AEN) وهي منظمة تعليمية تروج للدراسات " الأسرائيلية" في الاوساط الاكاديمية في الولايات المتحدة، وتكافح معاداة السامية في الحرم الجامعي، ان " اليمين واليسار المتطرف معاً يخترقان هذه الجامعات الأمريكية أكثر فأكثر، عبر توزيع منشورات معادية للسامية في جميع أنحاء الجامعات". وأكدت ان " مسؤولي الجامعات والكليات يستجيبون لهذا النوع من معاداة السامية، وغالبا ما يُنظَر لمظاهر التمييز والمضايقات المتعلقة باسرائيل على أنها تعبير سياسي لايبرر اي تدخل من سلطات الجامعة". واشارت الى ان " هذه المظاهر تتمثل بمناهضة العنصرية، والتعبير عن موقف تجاه" اسرائيل"، واتهامها بحياكة المؤامرات، وتتوحد مختلف الفئات الطلابية ضد "اسرائيل" ، وخلق جو عام تزدهر فيه معاداتها خلف ستار حقوق الانسان" على حد قولها. وتحدثت مطولاً عن أجواء الجامعات المعادية للعدو وكيفية وضع العراقيل أو منع اساتذة يهود من تسنم مناصب قيادية في الجامعات بحجة انهم صهاينة، وأشارت الى استبعاد الطلاب الصهاينة من المشاركة في مجموعات تعمل من أجل القضايا التقدمية الى الدعاية الفاحشة التي تشوه سمعة المنظمات اليهودية الأمريكية.. لمنع أو تقييد أنشطتهم في الحرم الجامعي" بحسب قولها.
في السياق ذاته قام مجموعة من الباحثين في مركز موريس ومرلين كوهين للدراسات اليهودية الحديثة ، بانجازها بُنيت على مسح اجري في ربيع عام 2016 بين طلاب يهود في 50 جامعة أمريكية.. قال معظمهم انهم شعروا ببيئة معادية " لإسرائيل" وقال ربعهم انهم شعروا ببيئة عداء عامة لليهود في جامعاتهم. كما ان الدراسات صنفت جامعة مدينة نيويورك وجامعة نورثوستون والعديد من الكليات في نظام جامعة كاليفورنيا من بين اكثر الجامعات عداء للطلاب اليهود مع مستويات عالية من المضايقات المعادية للسامية ونشاطات معادية " لاسرائيل"
الدراسة الآنفة ودراسات أخرى تحدثت أيضاً وبالتفصيل عن تنامي مظاهر الكراهية للطلاب اليهود، واشارت الى المضايقات التي يتعرضون لها في الجامعات الأمريكية، بسبب سياسات الكيان الصهيوني في المنطقة، بسبب تنامي مشاعر شريحة من الأمريكيين بأن اللوبيات الصهيونية وسيطرتها على مراكز القرار والتأثير في أمريكا، سبب الكثير من الويلات للأمريكيين، ولدافعي الضرائب في الولايات المتحدة. وفي الحقيقة ان هذه المشاعر بدأت قبل اكثر من عقد من الزمان، وفي الحرب التي شنت من أجل الكيان الصهيوني ومن أجل حمايته وليس من أجل مصلحة الولايات الأمريكية، الأمر الذي دفع برؤساء تلك الجامعات الى اخراج هؤلاء الأساتذة وفصلهم من جامعاتهم نكاية بهم على خلفية حملة شرسة معادية لهم، شنتها يومذاك، مراكز التأثير الصهيوني في الولايات المتحدة، وفي الكيان الصهيوني..
الوعي المتنامي بارهابية العدو الصهيوني لايقتصر على الوسط الثقافي الأمريكي فحسب، وانما هذا الوعي يشمل أغلب الدول الأوربية، وهذا ما اكدته الدراسات وعمليات الاحصاء التي تقوم بها الجهات المختصة حول هذا الأمر فكل هذه الدراسات تؤشر الى هذه الحقيقة، التي باتت تثير القلق عند الصهاينة فعلى سبيل المثال أجرت شبكة السي ان ان الأمريكية استطلاعاً حول الموضوع في 28 نوفمبر عام 2018، شمل قرابة7000شاب ينحدرون من فرنسا والمانيا ولولونيا والسويد، اذ كشفت نتائج هذا الاستطلاع ان 44%منهم يعتقدون بأن الوعي ومظاهر العداء للعدو في تزايد مستمر، كما ان اكثر من 38% لا يعترفون بما يسوقه الصهاينة " حول مزاعم المحارق النازية" بل ان البعض منهم لم يسمع بها.. وكان العدو قد أكد سنة 2015 انزعاجه من تنامي موجة معاداة السامية بالعديد من الدول الأوربية.. وينطوي هذا الوعي الأوربي بعدوانية وارهابية العدو، على أهمية مضاعفة إذا أخذنا بنظر الاعتبار ما قام ومايزال يقوم به الصهاينة من جهد وعمل حثيث للوقوف بوجه هذه الظاهرة فكان شيمون بيريز قد علق على أخبار تنامي الوعي الاسلامي في فرنسا وفي الدول الأوربية، في عام 1995، معلناً القلق الصهيوني من هذا التنامي في الوعي الاسلامي، ومتوعداً بالعمل على قلب النتيجة رأساً على عقب ومنذ ذلك الوقت ظهرت القاعدة واخواتها وداعش واخواتها ونشطت الوهابية التكفيرية السعودية في كل مكان، وطال الاجرام الوهابي أنحاء العالم، في العراق وفي أفغانستان وفي فرنسا والولايات المتحدة ولبنان وسوريا ومصر و.و القائمة تطول، حتى نجح هؤلاء بتشويه الإسلام والمسلمين وخلقوا صورة، أو تركت اعمالهم البشعة والدموية صورة مشوهة في ذهنية الأوروبي!! والأمريكي أيضاً!! عن الاسلام وعن المسلمين!!
و بدلاً من ان يكون هذا الوعي الاوروبي الأمريكي بعدوانية وعدم مشروعية العدو والمتزايد حافزاً ودافعاً أيضاً لبعض أنظمة الخليج العربية وغيرها، لمعرفة حقيقة هذا العدو، وزيادة التعاون في مواجهة هذا الغاصب لاحظنا ونلاحظ تلك الحماسة والهرولة، ليس للتطبيع وحسب، وانما لتسويقه حليفاً وصديقاً فتحت له هذه الانظمة كل الآفاق الأمر الذي ترك انعكاسات كثيرة ضد مصالح الأمة، وخدمت العدو خدمة اعترف مسؤولوه مراراً وتكراراً انهم لم يكن يحلموا يوماً بها!! ومنها ما يلي:-
1- في الوقت الذي يتنامى وعي العالم بعدوانية وعدم مشروعية الكيان الصهيوني، يضفي حكام الامارات والسعودية وبقية الانظمة المطبعة المشروعية على هذا الكيان المجرم، لدرجة ان وظف الأخير التهالك العربي نحو التعاون والتنسيق معه، في مواجهة تنامي الرفض والنفور عند الاوربيين والأمريكيين، وقد اعترف المسؤولون الصهاينة والاوساط الأعلامية الصهيونية بأن هذا التهالك العربي قدم خدمات ضخمة للعدو في تسويق نفسه للعالم الغربي، وفي تسويغ ممارساته العدوانية مع الشعب الفلسطيني واعتداءاته المتكررة على الشعوب المجاورة!!
2- انه في الوقت الذي يعاني فيه الكيان من الضعف الاقتصادي نتيجة انخفاض التبرعات الامريكية المالية والدعم الاقتصادي له من جانب الحكومة الأمريكية، ونتيجة تراجع الوضع الاقتصادي الصهيوني.. في هذا الوقت يتبرع حاكم الأمارات بـ12 مليار دولار لدعم الاقتصاد الصهيوني، ويقوم ولي العهد السعودي ببناء مدينة كاملة لتكون جسراً في منطقة نيوم، للعدو للاندماج الاقتصادي والتجاري إضافة للابعاد العسكرية والأمنية والاستخبارية لهذا المشروع الذي رصد له بن سلمان500مليار دولار، وللاشارة فأن الصهاينة وعلى رأسهم نتنياهو صرحوا صراحة ان هذا الدعم الاقتصادي من قبل دول الخليج المطبعة سوف ينعش الاقتصاد الصهيوني وسوف ينعش الصناعات العسكرية الصهيونية، ويمنح العدو قوة إضافية يستخدمها في العدوان على العرب وعلى الشعب الفلسطيني خاصة!!
3- أنه في الوقت الذي تحكم فيه قوى المقاومة حصارها على العدو الصهيوني باعتراف مسؤولية واعلامييه، وباعترافهم ان عمر هذا الكيان بات محدوداً، يوفر له النظامان السعودي والأماراتي وبقية الانظمة العربية المطبعة فرص التمدد والحصول على العمق الجغرافي واللوجستي والعسكري بفتحها الأراضي والاجواء لهذا العدو، وبمنحه القواعد العسكرية والتسهيلات الأمنية، واقامته أوكار التجسس على المنطقة وعلى قوى المقاومة، في حين يفترض بهذه الانظمة الاستفادة من حصار قوى المقاومة لهذا العدو، ومن تنامي الوعي الغربي والأمريكي بارهابية وعدم مشروعية، للمساهمة في الأطباق على هذا العدو والتخلص منه، ما يؤشر ذلك الى التواطئ الضخم لهذه الانظمة المطبعة على الشعب الفلسطيني وعلى القضية الاسلامية والعربية قضية فلسطين.
4- المفارقة الأكثر إثارة وتحدياً لمشاعر الأمة الأسلامية، الشعب الفلسطيني على وجه خاص، هي أنه في الوقت الذي يتنامى فيه انكشاف حقيقة إرهابية وعدوانية وعدم مشروعية العدو الصهيوني، يواصل اعلام هؤلاء المطبعين تسويق العدو، على أنه " الحمل الوديع" و" والصديق الحميم للعرب" وما الى ذلك من المقولات التي يواصل تسويقها الاعلام المذكور، والسعودي منه على وجه خاص، من أجل تلميع وجه العدو واخفاء تجاعيد وجهه الأرهابية والدموية، واقناع الرأي العام بالقبول هناك تداعيات كثيرة لهذه المفارقة، اي تنامي الوعي الغربي بارهابية وعدم مشروعية العدو مقابل اضفاء تلك المشروعية عليه وتسويقه في المنطقة من جانب الانظمة المطبعة!! نقول تداعيات كثيرة لاتغيب عن ذهن القارئ الكريم.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق