التغيير

توصل تحقيق اجرته صحيفة "بيزنس انسايدر" الأمريكية وترجمه "التغيير" إلى انه قد بات من الواضح تماماً أن محمد بن سلمان ليس جدياً أبداً فيما يتعلق بالحرص على حقوق الإنسان فقد حكمت المملكة يوم الثلاثاء على عامل إغاثة بالسجن لمدة 20 عامًا لإدارة حساب على تويتر استخدمه للسخرية من محمد بن سلمان - المعروف أيضًا باسم MBS - وحكومته.

عبد الرحمن السدحان ، 37 عامًا ، اعتقلته الشرطة السرية في مارس 2018 في مكاتب الهلال الأحمر، وهي وكالة إغاثة كان يعمل بها في الرياض. وقد حكمت عليه محكمة إرهاب متخصصة لكن التهم المحددة لم يتم الكشف عنها كما يواجه حظر سفر لمدة 20 عامًا بعد السجن.

قالت شقيقته أريج السدحان، وهي مواطنة أمريكية تعمل في صناعة التكنولوجيا في منطقة الخليج ، لـ Insider إن الحكم على شقيقها هو علامة واضحة على أن محمد بن سلمان يختبر وعد الرئيس جو بايدن بإلحاق الضرر بالقيادة في المملكة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.

في العامين اللذين سبقا انتخابه، تحدث بايدن بشدة عن المملكة، ووعد في أواخر عام 2019 بجعل قادة البلاد "منبوذين" لإسكات المعارضة وانتهاك حقوق الإنسان.

أخبرت أريج السدحان موقع Insider عن الحكم الصادر بحق شقيقها: "من الواضح أن آل سعود يختبرون التزام الرئيس بايدن بمقاربة حقوق الإنسان أولاً في المملكة".

وقالت: "هذا يظهر فقط أن الحكومة ليست جادة في تحسين حقوق الإنسان على الإطلاق".

بدورها اتصل موقع Insider بالسفارة الملكية للمملكة في واشنطن العاصمة، والمركز الدولية للاتصالات للتعليق.

ومضت أريج السدحان في دعوة بايدن وإدارته للتحرك وقالت لـ Insider: "أطلب من الرئيس بايدن النظر في هذا الأمر بجدية. نحن بحاجة ماسة لمساعدته مع نشطاء حقوق الإنسان، والدفاع عن حقوق الإنسان كما وعد. مجرد رفض النظر في هذه الانتهاكات سيؤدي إلى المزيد من الانتهاكات".

"إنهم يشعرون بالجرأة"

وأضافت السدحان أن المملكة تشعر بأنها لا يمكن المساس بها بسبب فشل إدارة بايدن في معاقبة المسؤولين عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.

أصدرت إدارة بايدن في فبراير / شباط تقريراً استخباراتياً أمريكياً قال إن محمد بن سلمان وافق على مقتل خاشقجي، لكنه لم يُدرج بن سلمان في قائمة تضم 76 مسؤولًا في نظام آل سعود معاقبتهم على جريمة القتل.

وقالت: "بدون عواقب على مقتل خاشقجي ، فإنهم يشعرون بالجرأة لارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان".

ولم يعلق بايدن ووزير الخارجية أنطوني بلينكين بعد على الحكم الصادر بحق السدحان، لكن وزارة الخارجية الأمريكية أعربت عن قلقها يوم الثلاثاء وقال المتحدث نيد برايس في بيان "كما قلنا للمسؤولين على كافة المستويات، يجب ألا تكون حرية التعبير جريمة يعاقب عليها أبدا" كما أصدرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بيانًا تنتقد فيه معاملة المملكة للسدحان ، قائلة: "إن الحكم الوحشي على عامل الإغاثة الإنسانية عبد الرحمن السدحان ، الذي أعقب اختفائه لسنوات طويلة وسجنه دون محاكمة ، يعد ظلماً فادحاً ومروعاً. . "

وأضافت "الرياض بحاجة إلى معرفة أن العالم يراقب أعمالها المزعجة وأننا سنحاسبها".

كيف تم القبض على السدحان

يُعتقد أن الكشف عن حساب السدحان على تويتر مرتبط باختراق تويتر عام 2016 قام به جاسوسان يعملان لدى تويتر في سان فرانسيسكو. وشهد الاختراق قيام السلطات في المملكة بالكشف عن عشرات الحسابات التي كانت تنتقد بن سلمان والحكومة.

قال أحد المعارضين الذين تم اختراق حسابه، المحلل الخليجي علي الأحمد ، لـ Insider سابقًا أن الاختراق أدى إلى اختفاء العديد من معارفه في المملكة وإنه يقاضي تويتر للحصول على تعويضات.

أخبرت أريج السدحان موقع Insider أن السلطات دخلت إلى حساب شقيقها على تويتر، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك نتيجة اختراق حساب الأحمد على تويتر.

منذ توليها المنصب في يناير / كانون الثاني ، بذلت إدارة بايدن جهوداً متضافرة للضغط على المملكة للسيطرة على انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وقد جاءت هذه الخطوة جنباً إلى جنب مع بعض التطورات.

في فبراير / شباط ، أنهت الولايات المتحدة دعمها للحرب التي تقودها المملكة في اليمن، ودعا بلينكين نظيره وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود، إلى تصحيح سجل المملكة السيئ في مجال حقوق الإنسان. كما أجرى البيت الأبيض نظرة تافهة على محمد بن سلمان، وأعلن أن نظير بايدن في المملكة هو الملك سلمان وليس نجله محمد.

تم الإفراج الجزئي عن العديد من الناشطين الحقوقيين البارزين في عام 2021 ، وأبرزهم الناشطة في مجال حق المرأة في قيادة السيارة لجين الهذلول.

وفي فبراير / شباط، أُطلق سراح العالم بدر الإبراهيم ، وصلاح الحيدر ، نجل الناشطة الحقوقية عزيزة اليوسف. تم اعتقالهما في أبريل 2019 ووجهت إليهما تهم بجرائم تتعلق بالإرهاب وما زالوا جميعاً تحت حظر السفر.