"إسرائيل ديفينس": الطريق إلى الرياض تمر بصنعاء.. لماذا يصرّون في "إسرائيل" على اليمن؟
التغيير
ذكر موقع "إسرائيل ديفينس" أنهم في "إسرائيل" بدأوا في الأيام الأخيرة "زيادة الضغط الإعلامي حول " أنصار الله " في اليمن. الخشية الإسرائيلية هي أن يطلق " أنصار الله "، بأمرٍ من إيران، طائرة مسيّرة أو صاروخ على إيلات. من مسافة حوالي 2000 كلم. مع هذا، صواريخ وطائرات مسيّرة إلى هذه المسافات يمكن إطلاقها من إيران بصورة مريحة. النتيجة ستكون مشابهة – في الحالتين الولايات المتحدة و"إسرائيل" ستعتبران إيران مسؤولة".
الهدف: اتفاق مع الرياض
إذا كان في الحالتين، إطلاق من اليمن أو إيران نحو إيلات، الرد سيكون ضد إيران، فلماذا يصرون في "إسرائيل" على اليمن؟ فيما لا يوجد تفسيرٌ واضح، بل يمكن التقدير. إحدى الأطروحات هي مساعدة المملكة في إطار مفاوضات دبلوماسية. في "إسرائيل" يريدون إنجاز اتفاق تطبيع مع المملكة، ويعلمون أن الطريق إلى الرياض تمر بصنعاء، وإذا أرادوا تقديم "هدية" ل محمد بن سلمان، ليس هناك هدية أفضل من المساعدة ضد " أنصار الله". شعور النصر لدى ابن سلمان سيمكّن نتنياهو من إنجاز اتفاقٍ مع الرياض. وربما حتى قبل الانتخابات [الإسرائيلية العامة] في آذار/مارس المقبل.
العدو الأساسي لـ" أنصار الله " لغاية كتابة هذه الأسطر هو حكام المملكة. آل سعود، رغم أموالهم التي تشتري وسائل قتالية باهظة، يجدون صعوبة في التعامل مع القتال اللا-متناظر مع " أنصار الله ". في البر، يتلقّى آل سعود خسائر بالأرواح والعتاد. لذلك يركّزون على معركة جوية، التي أيضاً ليست ناجحة كثيراً. في أعقابها تلقّى آل سعود انتقادات عالمية حول استهداف غير متورطين [أبرياء]، إلى حد أن بعض مزوّدي الأسلحة للرياض علّقوا شحناتهم مؤقتاً. لا مشكلة، الشحنات عادت بزخمٍ أكبر. المال يشتري كل شيء. مؤخراً فقط أنجزت الولايات المتحدة صفقة ضخمة مع المملكة لشراء ذخائر جوية دقيقة. الهدف: اليمن.
كجزءٍ من العملية، نتنياهو أرسل رئيس الموساد، يوسي كوِهِن، إلى واشنطن، على ما يبدو لدفع عقوبات على " أنصار الله" وتصنيفهم منظمة إرهاب قبل تولّي جو بايدن منصبه. التقدير هو أن بايدن سيريد التقرب من إيران، ولذلك لن يسارع إلى تصنيف " أنصار الله " منظمة "إرهابية".
في كل الأحوال: إيران ستكون مسؤولة
لنعد إلى منطق التهديد على إيلات من اليمن. هنا سارعوا إلى نشر صورة قمر صناعي إسرائيلي (على ما يبدو "أوفِك-6")، تدل على أن إيران بنت قاعدة طائرات مسيّرة في اليمن. كالتي تستطيع ضرب إيلات. في هذه الحالة، بتبسيط، طائرة مسيّرة يمكنها العمل على أساس اتصالات لاسلكية محدودة المدى (300 – 400 كلم) أو من قمر صناعي (آلاف الكيلومترات). نعم، توجد هنا أيضاً إمكانية إطلاقها على أساس GPS وINS(inertial navigation system - نظام الملاحة بالقصور الذاتي)، من دون سيطرة من بُعد. هل بإمكان إيران فعل هذا؟ لا دليل. هل هذه هي الوسائل التي زوّدتها إيران لـ" أنصار الله"؟ لا دليل. أي إنها تكهنات نظرية على الأكثر.
فيما خص الصواريخ، الفرضية السائدة وسط أجهزة الأمن هي أن إيران تمتلك صواريخ يصل مداها إلى 2000 كلم وربما أكثر. أي لا جديد في هذا. صواريخ كهذه سبق وشوهدت في اليمن لدى " أنصار الله ". وكذلك ليس هناك منطق في إطلاقها من اليمن. لماذا تجهد إيران كثيراً إلى هذا الحد في اللوجستية لنقلها إلى اليمن، وتشغيلها من هناك، وصيانتها في اليمن ضمن ظروفٍ أقل جودة من إيران؟ يمكنها ببساطة إطلاق صواريخ نحو إيلات من قاعدة تحت الأرض في إيران.
كما قلنا في بداية التقرير، لا يغير شيئاً من إين تُطلق إيران نحو "إسرائيل" – من لبنان، سوريا أو اليمن. من ناحية "إسرائيل" والولايات المتحدة، إيران ستكون مسؤولة. الرد، إذا حصل، سيكون وفق طريقة عمل محتملة مُعدّة لهذا السيناريو. فلماذا يتصدر اليمن العناوين؟
ارسال التعليق