الحوار الإيراني السعودي إلى أين؟
الكاتب حازم عياد/ كاتب صحفي أردني.
الهجمات المتواصلة للطائرات الحوثية المسيَّرة داخل السعودية لم تقف عائقاً أمام تفاؤل كبير يعبر عنه مسؤولون في كل من الرياض وطهران.
التصعيد في الإقليم لا يخدم مصالح السعودية وكذلك لا معنى له لإيران إنْ لم يفضِ إلى حوارات ومفاوضات جادة تكرس نفوذ إيران ودورها في الإقليم.
جلسات الحوار السعودي الايراني لم يعد هناك ما يوقفها إذ تسارعت الخطى نحو تطبيع العلاقات بين البلدين في محاولة لإرساء قاعدة ثابتة تسهم في تقدم الحوار.
رغم صعوبات تواجه الحوار السعودي الايراني لكنها خطوات تعزز موقف طهران بمفاوضات النووي وتتيح للسعودية تفرغا لإصلاح اقتصادها وإنهاء الصراع في اليمن.
***
في ذروة الاشتباك بين قوات الحكومة الشرعية اليمنية في محافظة مأرب وقوات الحوثيين المتقدمة جنوب المدينة؛ أعلن عن استئناف الحركة التجارية بين إيران والسعودية باعتبارها خطوة تعكس تقدماً في المفاوضات والحوارات التي جمعت البلدين في العاصمة العراقية بغداد.
رغم الهجمات المتواصلة للطائرات الحوثية المسيَّرة داخل الأراضي السعودية؛ إلا أن الهجمات لم تقف عائقاً أمام التفاؤل الكبير الذي يعبر عنه مسؤولو البلدين في كل من الرياض وطهران.
فمساء اليوم الاثنين شكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير اللهيان في اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي يوسف العثيمين على مساعدة الأمانة في تسهيل تمثيل بعثة الجمهورية الاسلامية الايرانية في جدة.
جلسات الحوار السعودي الايراني لم يعد هناك ما يوقفها؛ إذ تسارعت الخطى نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، في محاولة لإرساء قاعدة ثابتة تسهم في تقدم الحوار، مستبقة بذلك تشكيل الحكومة العراقية التي يتوقع أن تدخل في مخاض عسير يرغب البلدان في تجاوزه من خلال استباق التطورات، واتخاذ خطوات جدية نحو المصالحة.
فغياب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وانشغاله بالمشهد الداخلي؛ يتم تعويضه بخطوات عملية على الأرض؛ تسمح بفتح قنوات دبلوماسية جديدة ومباشرة.
لا شك أن الخطوات التي قادت إلى إعادة الممثلية الإيرانية إلى مدينة جدة، وفتح الباب للصادرات الايرانية خطوة تؤكد جدية السعودية في بحثها عن تهدئة طويلة ومستدامة مع طهران.
فالساعات والأيام القليلة الماضية أكدت أن السعودية وإيران تسيران بخطوات ثابته نحو المصالحة؛ ولا يعلم تداعيات ذلك على الإقليم وعلى الصراعات الدائرة في العراق وسوريا ولبنان.
ختاماً.. رغم الصعوبات التي تواجهها الحوارات السعودية الايرانية؛ إلا أنها خطوات تخدم طهران بتعزيز موقفها في مفاوضات الملف النووي، كما أنها تفتح الباب واسعا للسعودية للتفرغ لإصلاحاتها الاقتصادية، بالتوازي مع جهودها لإنهاء الصراع في اليمن، فالتصعيد في الإقليم لا يخدم مصالح السعودية، وفي الآن ذاته لا معنى له لإيران؛ إنْ لم يفضِ إلى حوارات ومفاوضات جادة تكرس نفوذ إيران ودورها في الإقليم.
ارسال التعليق