التغيير

أطلقت قبائل محافظة المهرة اليمنية، المحاذية لسلطنة عُمان، أول تحرُّكاتها المناهضة للاحتلال، وذلك بعد نزول قوات بريطانية في المحافظة بادّعاء حماية الملاحة في بحر العرب، في أعقاب تعرُّض سفينة تابعة للعدو الإسرائيلي، لهجوم، ما أرعب قوات الاحتلال المنتشرة في المحافظة.

لجنة الاعتصام التي يقودها الشيخ علي سالم الحريزي، أطلقت الجمعة، أوّل تظاهرة غاضبة مناهضة لوجود قوات آل سعود والبريطانية في مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة.

وأثارت التظاهرة، التي شارك فيها الآلاف من أبناء قبائل المهرة، حالة ذعر في أوساط قوات آل سعود المنتشرة في 53 معسكراً وثكنة عسكرية على امتداد المحافظة الحدودية مع سلطنة عُمان، كون معظم المشاركين فيها مسلّحين، ما دفع الرياض إلى المسارعة للاتصال بنائب هادي، الفريق علي محسن الأحمر، للإعراب عن قلقها إزاء اتّساع نطاق الغضب الشعبي، وفشل سياسة الاستقطاب والاختراق التي أُوكلت إليه، لتهدئة الشارع واختراق قبائل المهرة، لشراء ولاءات العديد منها.

وأفادت مصادر محلية في المهرة بأن "خطّة الاستقطاب التي تعتمدها المملكة، منذ ثلاث سنوات، عبر اللجوء إلى الإغراءات المالية، فشلت حتى الآن".

وكانت الرياض دفعت، الأسبوع الماضي، بسلطان المهرة السابق، عبد الله بن عيسى آل عفرار، الذي أعلن ولاءه، مطلع العام الجاري، لـ"التحالف"  الإماراتي بقيادة نظام آل سعود، إلى إفشال التصعيد الشعبي. واتهم بن عفرار القبائل الرافضة للوجود الأجنبي، باختلاق الفوضى وإدخال المحافظة في دائرة العنف، قائلاً إن "القوات البريطانية قَدِمت إلى مطار الغيضة، الشهر الماضي، بطلب رسمي من قيادة دول التحالف".

ووسط اتهامات لحكومة هادي بالتواطؤ مع المملكة في احتلال المهرة وإدخال قوات بريطانية إلى مناطقها، طالبت القبائل، المملكة وبريطانيا والولايات المتحدة، بسحب قواتها من المحافظة، وأعلنت رفضها المطلق لكلّ ذرائع الاحتلال ، لاستهداف المهرة وتشويه سمعة أبنائها، مؤكدة، في بيان صادر عن تظاهرة الغيضة، رفضها الوجود الأجنبي في المحافظة، إلى درجة أنها أبدت استعدادها للقتال وإخراج تلك القوات الغازية بقوّة السلاح، في حال عدم الاستجابة لمطالبها.

واتهم البيان الاحتلال الإماراتي - البريطاني – الأميركي بقيادة نظام آل سعود  بتبنّي وتغذية تنظيمَي القاعدة وداعش، ودعْم التهريب وتمويل التخريب وتجنيد العملاء للنيْل من المهرة، مشيراً إلى أن الرياض ولندن تتعمّدان الكذب وتؤلّفان الأباطيل في شأن مزاعم استهداف أبناء المهرة الملاحة الدولية في بحر العرب وخليج عُمان، بهدف تكريس الاحتلال واستغلال خيرات المحافظة والسيطرة على منافذها البرية والبحرية والجوية. ودعا أبناء المهرة، في البيان، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل أحرار العالم، إلى الضغط على الاحتلال لسحب قواته من جميع مناطقهم، مشدّدين على ضرورة الاصطفاف لإفشال مخطّط الاحتلال وأدواته التي تحاول جلْب الإرهابيين والمتشدّدين إلى المحافظة.