بعد تصفية الحويطي.. داعية يبيع اخرته بدنيا ابن سلمان ويفتي.. لا فرق بين توسيع الحرمين وبناء المراقص والخمّارات
التغيير
أقر جهاز أمن الدولة بمملكة آل سعود، بتصفية "عبد الرحيم الحويطي" أحد أبناء قبيلة الحويطات، والذي قتلته قوات الأمن الإثنين، إثر رفضه تسليم منزله للسلطات في إطار مخطط لتهجير السكان من أجل إقامة مشروع "نيوم" على البحر الأحمر بشمال غربي الجزيرة العربية.
وبعد صمت دام أكثر من 48 ساعة، نقلت وكالة الأنباء التابعة لنظام آل سعود "واس"، عن المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة، زعمه أنه "في صباح يوم الإثنين وأثناء قيام الجهة المختصة بمهام القبض على أحد المطلوبين ويدعى عبدالرحيم بن أحمد محمود أبو طقيقة الحويطي (سعودي الجنسية) بمنزله في منطقة تبوك، بادر بإطلاق النار تجاه رجال الأمن".
وتابعت: "وكان متحصناً في أعلى المبنى خلف سواتر عبارة عن أكياس رملية، ولم يستجب لكل الدعوات التي وجهت له بتسليم نفسه من قبل رجال الأمن ومن أحد أشقائه، ونتيجة لاستمراره في إطلاق النار وإلقاء زجاجات حارقة (مولوتوف) اقتضى الموقف التعامل معه لتحييد خطره، ما نتج عنه وفاته وإصابة اثنين من رجال الأمن اللذين جرى نقلهما إلى المستشفى في حينه، وحالتهما الصحية مستقرة".
وادعى أمن الدولة السعودي أنه "بتفتيش الموقع ضبط بداخله، رشاش، ومسدس، وبندقية، وعدد 33 طلقة رشاش حية، وعدد 12 طلقة بندقية حية، وصندوق بداخله عدد 13 زجاجة حارقة".
وعلى الفور سارعت وسائل الإعلام الرسمية بل تبارت في الترويج للرواية الرسمية، دون النظر ولو للحظة واحدة إلى الرواية الحقيقة، غير أن ناشطون وإعلاميون بارزون على مواقع التواصل الاجتماعي فضحوا تلك المحاولات، ودافعوا عن "الحويطي".
وفي محاولة على ما يبدو لتبرير تصفية قوات الأمن للشهيد عبدالرحيم الحويطي الذي رفض ترك منزله قسرا لصالح مشروع "نيوم"، أفتى داعية سعودي بجواز نزع الملكية بالقوة.
وعن تلك الواقعة، قال الداعية "خالد المزيني"، في تغريدات عبر حسابه على تويتر، إن "نزع الملكية الخاصة أمر مشروع باتفاق الفقهاء وللدولة إجبار من يرفض ذلك، وهو ما جرى به عمل الخلفاء الراشدين وقرره العلماء".
وأضاف أن كل توسعة للمسجد الحرام والمسجد النبوي عبر التاريخ كانت تنزع فيها ملكيات خاصة.
حديث الداعية السعودي، أثار حالة من الجدل والسخط بين ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف مغردون حديث الداعية السعودي بـ"الفقه البارد" الذي لم ينظر إلى ما ترتب على هذا النزع من استباحة دم مسلم تفوق حرمته حرمة البيت الحرام.
وتوالت الردود الساخطة على المزيني الذي أفتى لإبن سلمان بغير حق و اباح له القتل لانتزاع ملكيات الخلق لبناء خمارات و دور زنى بما يتنافى مع المصلحة العامة و يصب في بند المنافع الخاصة.
وفي هذا السياق علّق حساب حمودي على تغريدات المزيني قائلاً : فأين المصلحة العامة من خمور تستباح ومن زنا وفساد صراح . وقد شرط المجمع الفقهي : أن لا يؤول العقار إلى توظيفه في استثمار عامٍ أو خاصٍ هذا وقد خُلي هذا الشرط فهو شطط ووكس لا ينبغي أن يخالجنا ريب نحوه .
وتمكن "الحويطي" قبل قتله، من توثيق تواجد قوات الأمن حول منزله، قائلاً إنّ أي مواطن لا يسلم بيته لهم تأتيه قوات المباحث والطوارئ للتصرف معه بالقوة.
ويسعى محمد بن سلمان إلى بناء مدينة "نيوم" على البحر الأحمر، لتكون الواجهة الحضارية للمملكة.
والمشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية تصل إلى 26500 كم2، ويمتد 460 كيلومتراً على ساحل البحر الأحمر، تأمل المملكة أن يحل محل وادي السيليكون في مجال التكنولوجيا، وهوليوود في مجال الترفيه، والريفيرا الفرنسية في مجال السياحة.
ولعل ضخامة المشروع، سوف تفرض على الحويطات الرحيل عن ديارهم في مقابل تعويضات مجزية.
بيد أن أهالي الحويطات، يرفضون التهجير من أراضيهم من أجل بناء المشروع الضخم، حيث يؤكد أهالي الحويطات تمسكهم بديارهم، ورغبتهم بأن يكونوا جزءاً من المشروع الجديد، وليس خارجه.
وسبق أن قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه من أجل تطوير "نيوم"، تخطط حكومة آل سعود لنقل أكثر من 20 ألف شخص بالقوة، وكان العديد منهم قد سكنوا في المنطقة لعدة أجيال.
ارسال التعليق