تفاصيل وساطات: بن سلمان يساوم الجبري لمنعه من كشف فضائحه
التغيير:
كشف مصدر رفيع المستوى النقاب عن إرسال ولى عهد آل سعود محمد بن سلمان، وسطاء دوليين، لرجل الاستخبارات السابق سعد الجبري في سبيل التوصل لصفقة تبادل.
وأفاد المصدر المقرب من العائلة – وفضل عدم الكشف عن هويته – بأن بن سلمان عرض عبر الوسطاء للجبري الهارب من مملكة آل سعود والمقيم في كندا حاليا، ضمانات بالإفراج عن أبنائه وشقيقه المعتقلين في سجون سرية داخل مقابل عدم كشفه أسرار آل سعود.
وقال المصدر: إن البحث جاري حاليا عن آليات الضمانات لعدم كشف مسؤول الاستخبارات السعودية السابق، أسرار نظام آل سعود مقابل الافراج عن أبنائه وشقيقه.
وقبل أيام، كشف مغرد شهير، تفاصيل جديدة عن ملاحقة ولي عهد آل سعود ، للمسؤول الاستخباراتي السابق، مستشار المعتقل محمد بن نايف.
وقال حساب “العهد الجديد” والمعروف بكشفه لخبايا وتفاصيل الحكم في مملكة آل سعود: إن خشية بن سلمان من بقاء سعد الجبري في المهجر يأتي بسبب علاقته الوثيقة مع الدولة العميقة الأمريكية التي قد تعود للتعامل مع محمد بن نايف في حال سقوط ترامب.
وأوضح “العهد الجديد” أن بن سلمان يخشى أن يتم التنسيق في ذلك من خلال الجبري، متابعا: “لذلك يضغط بن سلمان عليه ليعيده إلى البلد من خلال عائلته، وهناك مصادر تتحدث عن إيقاف أحد إخوانه كذلك”.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية النقاب عن اعتقال آل سعود لـ سارة وعمر ابني سعد الجبري، بالإضافة لاعتقال شقيقه المسن.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن خالد الجبري نجل المستشار السابق، أن سلطات آل سعود تضغط على الأب للعودة من كندا التي فرّ إليها.
وقالت الصحيفة إن أربعة عقود من عمل الجبري في الداخلية بمملكة آل سعود “جعلته منغمسا في العديد من القضايا الحساسة داخليا وخارجيا، ويعرف مكان دفن الأسرار في المملكة”.
كما نقلت عن ضابط سابق في الاستخبارات الأميركية، قائلا “إن جهاز المراقبة الواسع بوزارة الداخلية ربما أعطى الجبري كنزا من أسرار مملكة آل سعود ، بما في ذلك أنشطة أفراد العائلة المالكة، ومخططات الفساد والجريمة”.
وأضاف الضابط الأميركي: “كما جعله مطلعا على معلومات ربما تكون غير جيدة عن محمد بن سلمان نفسه”.
ورغم أن الجبري لم يكن منتقدا علنيا ل محمد بن سلمان، لكن مشكلته “أنه كان حليفا قويا لمنافسه الأكبر الأمير محمد بن نايف”.
وشغل سعد الجبري منصب وزير دولة، وكان أحد كبار الضباط في الداخلية ، وهو خبير في الذكاء الاصطناعي ولاعب أدوار رئيسة في معركة مملكة آل سعود ضد تنظيم القاعدة وتنسيقها الأمني مع الولايات المتحدة.
لكن مهمته في الداخلية انتهت كضحية للصراع بين من سيحكم المملكة، فقد فوجئ أواخر عام 2015 بإعلان التلفزيون السعودي خبر إقالته من وظيفته.
وبحسب “واشنطن بوست”، جاء طرده بعد لقائه مدير المخابرات الأميركية السابق جون برينان في سبتمبر/أيلول 2015 في واشنطن، من دون معرفة بن سلمان.
لذا وبعد عودته صدر مرسوم ملكي بعزله، وقد استطاع بعد ذلك بطريقة ما السفر إلى الولايات المتحدة، وكان فيها عندما أعلنت إقالة محمد بن نايف من ولاية العهد.
إلا أنه لم يشعر بالأمان في أميركا تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، خوفا من تسليمه إلى بن سلمان، لذا ترك الولايات المتحدة عام 2017 إلى كندا، وهذا ما جعل بعضا من الخبراء يشيرون إلى أن “شبح الجبري” ربما كان في خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين مملكة آل سعود وكندا في أغسطس/آب 2018.
وتسود حالة من القلق أوساط مسؤولي مخابرات بريطانيين وأميركيين، من حملة الاستهداف التي تقوم بها سلطات آل سعود سعود ضد الجبري.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية – التي نقلت عن المسؤولين- إن هذا القلق والاستغراب يعود لسجل رجل المخابرات الجبري ودوره المحوري في إنشاء برنامج مكافحة الإرهاب في مملكة آل سعود .
وذكر مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بالوكالة سابقا مايكل موريل، أن الجبري أنقذ خلال عمله حياة العديد من المواطنين والأميركيين. وهو الموقف نفسه الذي أكده أيضا مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق جورج تينيت.
ووصف موريل استهداف سلطات آل سعود للجبري واعتقالها ابنه وابنته في المملكة بغير المقبول.
وفي أوائل آذار/مارس 2020، اعتقلت سلطات آل سعود ثلاثة منهم أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى جانب ولي العهد السابق ووزير الداخلية محمد بن نايف، وبعد ذلك وُضِع تحت الإقامة الجبرية الطويلة.
وإلى جانب هؤلاء، تعتقل السلطات فيصل بن عبد الله آل سعود، نجل الراحل عبد الله، والرئيس السابق لـ “هيئة الهلال الأحمر” في مملكة آل سعود ، إضافة إلى الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود المعتقلة في سجن (الحائر).
ارسال التعليق