أعلنت شبكة “سي أن أن” الأمريكية، عن حصولها على وثائق سرية قالت: إنها “مئات الوثائق، من داخل المحاكمات” التي جرت لـ37 شخصًا، أعدمتهم السلطات في المملكة العربية السعودية قبل أيام، في حين تؤكد الوثائق براءتهم. وأوضحت الشبكة، أن 25 متهمًا ممن نفذ بحقهم حكم القتل، صدر بعد ثلاث جلسات في العام 2016، ومنهم 11 متهمًا وجدوا مذنبين في تهمة التجسس لصالح إيران التي تعتبر عدو المملكة في المنطقة. وكشفت الشبكة الأمريكية، أن الوثائق الحصرية التي تتعلق بمحاكمات جرت في السعودية لـ37 متهماً انتهت بالإعدام. ووفقاً للوثائق فإن حكم الإعدام الذي صدر بحق 25 متهماً جاء فقط بعد ثلاث جلسات. وبحسب ما ذكرته “سي أن أن” فإن 14 متهمًا آخر، وجدوا مذنبين بتهمة تشكيل خلية إرهابية خلال المظاهرات المعادية للحكومة عام 2011 و2012. وبينت الوثائق أن بعض المتهمين قالوا للمحكمة: إن “اعترافاتهم كاذبة، وإنها جاءت تحت التعذيب” ، وفي بعض الأحيان قال المتهمون إنهم لا يعلمون شيئاً عن الاعترافات سوى بصمات أصابعهم، وإن هذه الاعترافات كتبها الأشخاص الذين زعموا أنهم عُذبوا على أيديهم.

وبحسب الوثائق فإن أحد المتهمين اعترف بممارسة أعمال منافية مع أربعة من المتهمين الآخرين في القضية ذاتها، وفقاً للوثائق المقدمة للمحكمة، وعلاقاته وردت مرتين في البيانات المنشورة إلى جانب تفاصيل عن أعمال عدائية ضد الحكومة، وبسبب كرهه للدولة ورجالها وقوات الأمن فيها، في حين قال محامي الدفاع عنه إن المحقق قد “اخترع” هذه الاعترافات ولفقها. أما المتهم منير الآدم، البالغ من العمر 27 عاماً، وأُدرج اسمه ضمن المنفذ بحقهم حكم القتل، قال وفقاً للوثائق خلال جلسة محاكمته: “هذه ليست كلماتي”، في إشارة إلى الاعترافات، مضيفاً: “لم أكتب الرسالة. هذا افتراء كتبها المحقق بيديه”.

وقال المتهم حسين المسلم وفقاً للوثائق إنه يعاني من جروح عديدة، منها كسر بأنفه وعظمة الترقوة وقدمه، مضيفاً أمام المحكمة: “لا شيء في هذه الاعترافات صحيح، ولا يمكنني إثبات أنني أجبرت على القيام بها، ولكن هناك تقارير من مستشفى السجن بالدمام، وأطلب منكم إحضارها وستُظهر التقارير آثار التعذيب على جسدي” . وكان من بين مَن وجهت له تهمة تشكيل “خلية إرهابية”، المتهم مجتبى سويكات حيث قال والده الذي وكل بالدفاع عنه، إن القضية برمتها “وجدت لخلق وهم الخلية الإرهابية”، وذلك أمام القضاء، وفقاً للوثائق.

ونقلت الشبكة عن مسؤول سعودي لم تذكر اسمه، أنه قال في تصريح لها إن المتهمين المنفذ بحقهم حكم القتل “اعترفوا” بالتهم المنسوبة لهم، و”العدالة أخذت مجراها” . وأضاف: “أن المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة قد تبنت سياسة عدم التسامح تجاه الإرهابيين ممن أراقوا دماء الأبرياء، وهددوا الأمن الوطني”. وتابع المسئول: “المجرمون المدانون ممن أعدموا ظهروا أمام القضاء وأخذوا فرصتهم في المحكمة ووجدوا مذنبين في قضايا خطيرة للغاية”.