عبدالرازق القوسي يثير سخرية بمقال عن تاريخ اليهود في فلسطين
تداول ناشطون ووسائل إعلام مقالا كتبه المطبع السعودي "عبدالرازق القوسي"، ونشرته صحيفة "معاريف" العبرية، حاول أن يزعم فيه أن اليهود وجدوا على أرض فلسطين قبل العرب، لكنه وقع في تناقض جعل مقاله محط سخرية.
"القوسي"، الذي زار (إسرائيل) نهاية العام الماضي، زعم أن الأقلية اليهودية التي كانت على أرض فلسطين مطلع القرن العشرين استقرت هناك قبل قدوم العرب إليها.
لكن التناقض الذي وقع فيه المطبع السعودي جاء عندما ذكر التواريخ، حيث أشار إلى الحقيقة التاريخية التي لا خلاف عليها بين المؤرخين، وهي أن الكنعانيين العرب قدموا من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين في الفترة ما بين 2500 إلى 3000 سنة قبل الميلاد، فيما قدم بنو (إسرائيل) إلى هناك في 1250 قبل الميلاد، أي أنه حسب هذه الحقائق، فقد أقام العرب في فلسطين قبل اليهود بـ1350 عاماً.
باقي مقال "القوسي" أورد تحميل الدول العربية المسؤولية عن تهجير اليهود منها إلى (إسرائيل) مطلع خمسينيات القرن الماضي، حيث يتناقض هذا الزعم مع الكثير من الوثائق التي تؤكد أن (إسرائيل) مسؤولة في كثير من الأحيان عن دفع اليهود في بعض الدول العربية إلى الهجرة إليها عبر تكليف الموساد شنّ عمليات تخريبية ضد الأهداف اليهودية هناك، ولا سيما في العراق.
وانتقد المطبع السعودي محاربة الدول العربية لـ(إسرائيل)، بزعم أنه لا يمكن إزالة دولة حصلت على اعتراف الأمم المتحدة، محملا الفلسطينيين المسؤولية عما وصلت إليه أوضاعهم وقضيتهم، لافتاً إلى أنهم لم يستغلوا قرار التقسيم في تدشين دولة، ولأنهم راهنوا على دعم الآخرين في مواجهة (إسرائيل).
وفي أواخر 2019، زار "عبدالرزاق القوسي" دولة الاحتلال والتقى وزير خارجية الاحتلال "يسرائيل كاتس"، في خطوة حظيت بإشادة أوساط إسرائيلية، لا سيما بعدما قال "القوسي" خلال الزيارة، إن "الشعب الإسرائيلي طيب مسالم لا تصدر منه إلا الكلمة الطيبة".
وجاءت زيارة "القوسي" إلى (إسرائيل) بعد زيارة سابقة لمواطنه المدون "محمد سعود".
وزادت وتيرة التطبيع خلال الفترة الأخيرة بأشكال متعددة بين الإسرائيليين ودول خليجية، عبر مشاركات إسرائيلية في نشاطات رياضية وثقافية.
وتحدث مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة، مؤخرا، عن وجود "تغير إيجابي" في إطار التطبيع مع العرب، رغم الرفض الشعبي الواسع.
علماً بأنه منذ استيلاء سلمان بن عبدالعزيز على مقاليد الحكم، واستلام ابنه المدلل محمد ولاية العهد صعدة وتيرة التطبيع المجاني بين ال سعود وصهاينة اليهود الى ذروتها، واصبحت الزيارات والقاءات المتبادلة على قدم وساق، وتطورت العلاقات سعودية - إسرائيلية شبه رسمية تطورا ملحوظاً، لكنها لم تخرج إلى العلن على المستوى الرسمي، وإن كانت المؤشرات حول الدفء بين الجانبين تتزايد بشكل سريع في الفضاء الإعلامي والسياسي والنخبوي السعودي، أي المقربين والممثليين عن الديوان الملكي الذين هم تحت سيطرة وأمرة سلمان وابنه، وقد شنت سلطات ال سعود حملة شعواء وعادت كل من يخالف ويعارض سياسة الكيان الصهيوني في المنطقة.
ارسال التعليق