متطلبات إنهاء حرب اليمن نقطة خلاف رئيسية بالمحادثات السعودية الإيرانية
كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن متطلبات إنهاء حرب اليمن مثلت نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات التي أجريت بين السعودية وإيران بوساطة عراقية.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إن إيران طلبت من السعودية إعادة فتح القنصليتين السعودية والإيرانية في مدينة جدة ومشهد، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران كمقدمة لإنهاء الحرب في اليمن.
في المقابل؛ تصر السعودية على إنهاء الحرب اليمنية أولا قبل القيام بأي خطوات تطبيعية في علاقاتها مع الدولة الفارسية.
وتدعم كل دولة طرفا في الحرب اليمنية، فإيران تدعم وتؤيد جماعة الحوثي، بينما تدعم السعودية مرتزقة "عبدربه منصور هادي".
ورغم تقدم المحادثات بشكل عام إلا أنها تتعثر عندما يتعلق الأمر بتلك النقطتين الرئيستين.
ومع تراجع اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط؛ بدأت السعودية بتحسين علاقاتها مع حلفاء إيران العرب لتخفيف التوتر وتعزيز أمنها.
ومن الناحية السياسية؛ فإيران في وضع أفضل من جارتها، رغم العقوبات المشددة التي فرضها "دونالد ترامب" ضد طهران بعد خروجه من الاتفاقية النووية، كما تتقرب منها القوى الدولية وتقوم جماعاتها الوكيلة بإحداث الفوضى في اليمن والعراق ولبنان، فهي في وضع قوي بأي مفاوضات.
يذكر أن المحادثات بين القوى الدولية وإيران توقفت منذ انتخاب الرئيس المتشدد "إبراهيم رئيسي" في يونيو/حزيران الماضي.
وأطلق "رئيسي" عددا من التصريحات الإيجابية بشأن علاقات بلاده مع السعودية، معبرا عن رغبة في إعادة فتح السفارتين.
في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قال وزير الخارجية "حسين أمير عبد اللهيان" إنه تم توقيع عدد من الاتفاقيات في أثناء المحادثات الجارية مع السعودية لكنه لم يقدم تفاصيل.
وقال وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان" إن المحادثات لا تزال في مرحلتها الاستكشافية مع أنه عبر عن أمل بلاده "لحل الموضوعات العالقة بين البلدين".
وعبر رئيس وزراء الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية "معين عبد الملك" عن قلقه من أي صفقة قد تأتي على حساب حكومته، مؤكدا أنه يجب ألا يكون اليمن "ورقة مقايضة".
وقال إن وصول الحكومة المتشددة إلى الحكم في طهران تقترح أنها لن تتوقف عن دعم الحوثيين في محاولاتهم للسيطرة على البلد.
ويشهد اليمن منذ 2015 حرباً مدمرة تتواضع أمامها جرائم الحرب بين التحالف السعودي ـ الإماراتي والميليشيات التابعة له من جهة، والحوثيين الشيعة من جهة ثانية بذريعة اعادة عبد زربه منصور هادي الى سدة الحكم، حيث تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بحسب احصائيات منظمات دولية إنسانية، ناهيك عن المجاعة، والأمراض المزمنة، التي خلفها الحصار، الذي فرضه التحالف على الشعب اليمن الفقير.
ارسال التعليق