«مجتهد»: تدريبات «رعد الشمال» تمهيد للتدخل السعودي في سوريا
قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، إن التدخل السعودي في سوريا قرار أمريكي، ولكن تحقيق الهدف منه مستحيل وقد ينقلب الأمر لصالح تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم الأحد، تساءل «مجتهد»: «هل لتمرين رعد الشمال علاقة بمحاربة داعش؟ هل هناك تنسيق مع روسيا؟ هل تتضمن الحملة جبهة النصرة؟ هل تشمل العراق؟»، ثما اجاب على تساؤلاته قائلا: «إن كان ما يجري تداوله بين الضباط صحيحا فتمرين رعد الشمال ليس إلا تهيئة للحملة التي ستتجه لسوريا من خلال الأردن وعلى الأرجح ستتحاشى العراق».
وأضاف: «ستكون العناصر المقاتلة في الجبهة (ضباط وجنود) من دول سنية مثل السعودية والأردن ومصر وباكستان وربما المغرب والسودان وستكون القيادة أمريكية».
وتابع: «وافق الروس على التوقف عن القصف خلال الحملة بشرط عدم اقتراب الحملة من مناطق نفوذ حددها النظام وأن تخرج القوات الموالية للسعودية وأمريكا منها، والنية تقسيم سوريا إلى منطقة خاضعة للنظام تشتمل على الجزء الممتد من شمال حلب إلى درعا والباقي خاضع لنفوذ الفصائل الموالية لأمريكا والسعودية».
وأشار إلى أنه «يفترض ألا تدخل القوات العراق لكن يدعي الضباط أن هناك تنسيقا لهجوم عراقي إيراني شامل على داعش في نفس الفترة في العراق حتى تحارب على جبهتين».
وقال إنه «بالحسابات العسكرية السطحية تبدو الخطة ناجحة وسوف تقضي على داعش في مدة قصيرة خاصة إذا نجح التنسيق مع العراقيين والإيرانيين في الموصل والفلوجة، لكن العارفين بفسيفساء سوريا وتداخل المناطق والفصائل وحقيقة جيوش الدول المشاركة يقولون إن تحقيق الهدف مستحيل وقد ينقلب الوضع لصالح داعش».
«مجتهد» أردف: «يتداول الضباط بينهم أن مستشاري محمد بن سلمان حذروه من خطورة انضمام عدد كبير من مقاتليه لداعش إذا وصلوا الجبهة لكنه لم يكترث بهذا الرأي، كما يتسائل الضباط عن سبب اتخاذ قرار بالمحاربة في ميدان صعب مثل سوريا رغم استمرار المواجهة مع الحوثيين والتي لا تجري لصالح الجيش السعودي».
واختتم تغريداته بالقول: «التدخل السعودي في سوريا قرارأمريكي أعلنه سيناتور أمريكي قبل شهرين وأشار إليه عاموس جلعاد مسؤول في وزارة دفاع إسرائيل».
وكانت شبكة «CNN» الأمريكية، ذكرت أمس السبت، أن قوات أردنية متواجدة في المملكة العربية السعودية، تستعد للتدخل مع قوات عربية في سوريا عبر البوابة التركية، بعد يومين من إعلان الرياض استعدادها لإرسال قوات برية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصدرين سعوديين مطلعين على خطط المملكة السعودية للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، قولهما إن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديين مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حاليا.
والتزمت المغرب بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، ومنذ أسبوعين عين السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.
وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والتي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثي إلى السعودية.
وشدد السعوديون سابقا على أن الغارات الجوية وحدها لن تهزم «الدولة الإسلامية»، ولكنهم عادوا ليراجعوا استراتيجيتهم التي من المرجح أن يعرضوها في اجتماع حلف الشمال الأطلسي «الناتو» لوزراء الدفاع في العاصمة البلجيكية بروكسل، إذ يقول السعوديون إنهم دعموا الغارات الجوية ضد التنظيم كجزء من التحالف ضد «الدولة الإسلامية» ولكن نادرا ما طلب منهم المشاركة في الغارات.
وأعلنت السعودية مشاركتها في 119 طلعة جوية منذ انضمامها إلى التحالف في 23 من سبتمبر/أيلول 2014، وأن آخر طلب من التحالف للمشاركة في إحدى الطلعات كان في الأول من يناير/كانون الثاني الماضي، مما يدفع المسؤولين في المملكة لرؤية أن الضربات الجوية لم تنفذ بكامل كثافتها وفعاليتها.
كما يرى السعوديون أنه عندما يهزم التنظيم يمكن لهذه القوة المشتركة أن تقوم بإعادة التوازن لساحة القتال ونشر السلام.
وتعتقد المملكة أن مارس/آذار المقبل سيكون أنسب وقت لبداية التدريبات العسكرية، لأن السعودية تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريبا، إذ ترى القوات السعودية أن مقاومة «الحوثيين» تتضاءل وأن ضربة مكثفة من قوات التحالف العربي ستمكن الرئيس «عبدربه منصور هادي» من السيطرة على العاصمة، ما سيتيح للسعودية فرصة التركيز على سوريا.
وأعلن الجيش السوداني، الجمعة الماضية، مشاركته في مناورات «رعد الشمال»، التي دعت إليها السعودية في أراضيها، ضمن عدد من جيوش المنطقة، والمتوقع أن تبدأ بداية مارس/ آذار المقبل.
وتلك المناوارات من المفترض أن تجري في منطقة «حفر الباطن» في السعودية، وتشارك فيها إلى جانب مصر والسعودية، قوات من دول الخليج المشاركة في التحالف العربي الذي يقاتل في اليمن؛ بالإضافة إلى الأردن وباكستان واليمن فضلا عن عدد من الدول التي دعتها السعودية إلى حضور التدريبات بصفة مراقب.
وقبل أيام، أعلن العميد «محمد سمير» المتحدث العسكري باسم الجيش المصري توجه عناصر من القوات المسلحة إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في تدريب «رعد الشمال».
وتشارك في المناورات وحدات مقاتلة من القوات البرية والجوية ووسائل الدفاع الجوي والقوات الخاصة لعدد من الدول العربية والإسلامية.
واعتبر خبير عسكري مصري أن رعاية السعودية لتمرين «رعد الشمال»، تصب في سياق الحفاظ على الأمن العربي المشترك.
والمناورة العسكرية في السعودية هي الأكبر في منطقة حفر الباطن، ربما تحمل نتائجها رسائل هامة للقوى العسكرية الموجودة في الشرق الأوسط، خاصة طهران، التي تمتد أذرعتها العسكرية في سوريا ولبنان والعراق واليمن والصومال وتتدخل في شؤون دول الخليج، حسبما يقول قادة خليجيون.
كما يرى مراقبون أن هذه المناورات تندرج ضمن تحركات المملكة العربية السعودية الهادفة إلى وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة، والحد من خطورتها، بحسب مواقع خليجية.
ارسال التعليق