أرقام قياسية متتالية تحققها السلطات السعودية في قمع حرية التعبير فبعد حكم بالسجن 34 عاما على الطبيبة سلمى الشهاب وحكم بالسجن 45 عاما على نورة القحطاني و 16 على مواطن أمريكي – سعودي (سعد الماضي) بسبب "تغريدات"، حققت السعودية رقما قياسيا جديدا حيث قضت المحاكم السعودية بسجن الطبيبة التونسية مهدية المرزوقي، المقيمة على أراضيها، 15 عاما لأنها أبدت “إعجابها” -قامت بعمل لايك على تويتر- بفيديو لمسيرات مؤيدة للمقاومة اللبنانية ”حزب الله” في العاصمة التونسية!.

الأغرب من الحكم كانت التهمة المترتبة على الاعجاب أو "اللايك" الذي قامت به المرزوقي، حيث وصفته السلطات السعودية بأنه “إساءة إلى النظام وتهديد تماسك المجتمع والتعدي على نظام الدولة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، ومن غير المعروف ما اذا كانت مثل هذه المحاكمات تدخل ضمن خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 2030 لتطوير المملكة وجعلها سباقة بين الأمم أم لا؟!

وكتب حساب “معتقلي الرأي” الذي يعنى بأوضاع معتقلي السعودية عبر “تويتر” أن مهدية طبيبة، وعمرها 51 عامًا.

وبين أن المرزوقي تقيم في السعودية منذ عام 2008، واعتقلت بيوليو 2020، والتحقيق معها استمر لعام كامل.

وبين “معتقلي الرأي” أن النيابة وجهت لـها تهم، أهمها الإساءة لنظام الحكم، والتعدي على نظام الدولة بمواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة قضت بسجن المرزوقي سنتين و8 أشهر، مع وقف تنفيذ سنة منها، قبل تغليطه من محكمة الاستئناف لـ15سنة.

وتعتبر السعودية بحسب عدد كبير من المنظمات الحقوقية من أسوأ بلدان العالم في وضع الحريات، بل وتتهمها بعض المنظمات بمعاداة المرأة، وتصنف منظمة مراسلون بلا حدود RSF الدولية المملكة العربية السعودية من بين أسوأ السجون في العالم بالنسبة للصحفيين، وفي أكتوبر الماضي، قال موقع Techdirt للأخبار التقنية إن النظام السعودي تجسس على آلاف النشطاء، بينهم شخصيات عربية بارزة، وتسلل الى هواتفهم بواسطة برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.

وبالعودة الى الحكم السعودي بسجن الطبيبة التونسية المرزوقي على خلفية تفاعلها مع تغريدة، فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر مستهجنة الحكم السعودي الجائر، ووصلت وسوم #مهدية_المرزوقي و #الحرية_لمهدية_المرزوقي الى الترند الاول في معظم البلدان العربية وعلى رأسها تونس حيث طالب الناشطون السلطات التونسية بالتحرك العالجل لوقف المهزلة السعودية وانقاذ المرزوقي.

وصنفت منظمة مراسلون بلا حدود RSF الدولية السعودية من بين أسوأ السجون في العالم بالنسبة للصحفيين.

وأشارت إلى أن السعودية جاءت ضمن أسوأ دول العالم في حرية الصحافة، بالمرتبة 166 عالمياً بدرجة 33.71، وفقاً لمؤشرها لعام 2022.