محللون يقرأون مبادرة أنصار الله لـ "تبادل الأسرى" مع آل سعود
التغيير
أثارت مبادرة أنصار الله، إجراء عملية تبادل بين ضباط سعوديين أسرى لدى الجماعة باليمن، بمجموعة من المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين المقربين من حماس في سجون آل سعود، العديد من التفسيرات والتساؤلات وردود الفعل.
وفي الوقت الذي شكرت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المبادرة، مع ما يمكن اعتباره رفضا أدبيا لها، ذهب محللون يمنيون لتحليل خطوة أنصار الله وأبعادها وتوقيتها.
ففي الوقت الذي اعتبر فيه مؤيدون لجماعة أنصار الله في الخطوة "ترجمة حقيقية لدعم أنصار الله للقضية الفلسطينية"، رأى فيها آخرون "دعاية لتحسين صورة الجماعة وأفعالها باليمن".
وقال زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي، في خطاب له الخميس، "نعلن استعدادنا الإفراج عن أحد الطيارين السعوديين وأربعة من ضباط وجنود النظام السعودي، مقابل الإفراج عن المعتقلين المظلومين من أعضاء حركة حماس في سجون آل سعود".
وأضاف: "نؤكد جاهزيتنا التامة لإنجاز عملية تبادل الأسرى التي دأب العدوان على التنصل منها".
والسعوديون هم عسكريون وقعوا في الأسر لدى جماعة أنصار الله، في أوقات سابقة، فيما لا يعرف إجمالي عدد الأسرى السعوديين لدى الجماعة.
ولم يصدر على الفور تعليق من قبل الجانب السعودي حول العرض، فيما أعربت حركة "حماس" عن شكرها لمبادرة أنصار الله، وجددت دعوتها للرياض إلى الإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين لديها.
وكانت "حماس" قد أعلنت في أوقات سابقة، أن الرياض تحاكم عددًا من المقربين منها بدعوى "الانتماء لتنظيم إرهابي، وجمع الأموال".
دعم القضية الفلسطينية
ويقول المحلل السياسي طالب الحسني، في حديثه للأناضول، إن "دعوة أنصار الله إلى الإفراج عن أعضاء حماس المعتقلين في سجون آل سعود، ترجمة حقيقية لدعم الشعب الفلسطيني في نضالاته، وخطوة ذكية للبحث عن تحالفات جديدة في الإقليم".
ويضيف الحسني: "آل سعود والولايات المتحدة وإسرائيل عدو مشترك للطرفين، اللذين وجدا نفسيهما بالضرورة في صف واحد".
ويرى أن "مبادرة أنصار الله سببت إحراجاً كبيراً للنظام السعودي، الذي ما زال يحتجز أعضاء من حركة حماس بسبب تهم غير معقولة".
ومضى يقول: "أثبتت جماعة أنصار الله أن رفعها شعار العداء لإسرائيل لم يكن مجرد مزايدة أو توظيفاً سياسياً، بل تحول إلى واقع يُفرض من منطق القوة".
وحول رفض الجماعة الإفراج عن الأسرى اليمنيين في سجونها، قال إن "أنصار الله سبق وأن أعلنت أنها ستفرج عن الكل مقابل الكل، لكن الطرف الآخر (حكومة هادي) لم يضمن تطبيق تلك الخطوة".
تقدير فلسطيني
وبعيدا عن وجهات النظر اليمنية المختلفة، فقد لاقت مبادرة أنصار الله تقديرا من حركة "حماس" التي تربطها علاقات وثيقة مع إيران، الحليف الرئيسي للجماعة اليمنية.
وقالت الحركة الفلسطينية، في بيان لها، إنها تقدر وتشكر مبادرة زعيم أنصار الله، وتجدد مطالبتها سلطات آل سعود بالإفراج العاجل عن كل المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.
وأضافت: "إزاء هذه المبادرة الذاتية، نقدر عاليا روح التآخي والتعاطف مع الشعب الفلسطيني ودعم صموده ومقاومته، ونعبر عن شكرنا على هذا الاهتمام والمبادرة".
وكان عضو مكتب العلاقات الدولية في "حماس" باسم نعيم، قد كشف قبل أيام، في تصريحات للأناضول، عن أن الحركة تجري اتصالات مباشرة، وعبر وسطاء، مع آل سعود لإطلاق سراح المعتقلين المذكورين.
وفي 9 أيلول/ سبتمبر 2019، أعلنت "حماس" عن اعتقال سلطات آل سعود للفلسطيني محمد الخضري ونجله، وقالت إنه كان مسؤولا عن إدارة "العلاقة مع آل سعود على مدى عقدين من الزمان، كما أنه تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة".
وأضافت أن اعتقاله يأتي "ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في مملكة آل سعود"، دون مزيد من الإيضاحات.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، في بيان أصدره يوم 6 أيلول/ سبتمبر 2019، إن سلطات آل سعود تخفي قسريا 60 فلسطينيا؛ من بينهم الخضري ونجله.
ولم تصدر الرياض، منذ بدء الحديث عن قضية المعتقلين الفلسطينيين في سجون آل سعود، أي تعقيب أو إيضاحات.
ارسال التعليق