التغيير

تستأنف هيئة الترفيه التابعة لنظام آل سعود حفلات نشر الإفساد والانحلال في المملكة بعد انقطاع إجباري بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد وما فرضته من إغلاق شامل حول العالم.

وضمن سلسلة برامج وحفلات غنائية في بلاد الحرمين الشريفيين، أعلنت الهيئة العامة للترفيه عن تنظيم حفلة غنائية للمطربة اللبنانية “إليسا”، ضمن فعاليات “معيدين معاكم”.

وتعرض أمسية “إليسا”، المتوقعة الخميس المقبل، بتنسيق بين هيئة الترفيه وشبكة “روتانا” ومجموعة “إم بي سي”.

وأثار خبر دعوة “إليسا” من قبل هيئة الترفيه جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأطلق مغردون هاشتاغ “الشعب السعودي يرفض إليسا”، قائلين إن المطربة اللبنانية أساءت للمملكة سابقا، ولا ينبغي دعوتها.

فيما رد آخرون بهاشتاغ “سعوديين ندعم إليسا”، عبروا فيه عن إعجابهم بالمطربة اللبنانية، ورفضهم محاولات إسقاطها.

وفي أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، وجه رئيس هيئة الترفيه، تركي آل الشيخ، إهانات لأليسا، بعد قول الأخيرة إنها ستشارك في حفلات آل سعود في الوقت المناسب وليس بدعوة من أحد.

وقال آل الشيخ حينها: "المملكة لا يستحق أن يطأ ترابها الغالي إلا من يستحقه"، و "ما بننتظر محبتك… محبتك خليها ليكي… ولا شكر على واجب".

ومنذ إعلان محمد بن سلمان، عن رؤيته لعام 2030، والمملكة تشهد تغييرات واسعة، خاصة بعد إنشاء الهيئة العامة للترفيه، التي من المفترض أنها توفر فرص الترفيه لكافة شرائح المجتمع في كل مناطق المملكة.

وافتتح في المملكة العام الماضي، سلسلة نوادي ليلية إلى جانب أول معهد لتدريس الموسيقى. وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مملكة آل سعود هاشتاغ #ديسكوفيجده الذي تصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في المملكة حاصدا أكثر من 37 ألف تغريدة.

وطالب عدد من المغردين بعودة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت “تفرض الأخلاق الإسلامية وتوقف وتعتقل أي شخص يقوم بانتهاك القيم والمبادئ الإسلامية، وتتأكد من إغلاق المحلات وقت الصلاة وحظر شرب الكحول وحتى تقبض على أي شخصين من جنسين مختلفين لا تربطهما علاقة قرابة مباشرة أو زواج كما تعمل ضد السحر وتكافح الابتزاز”.

ولكن في 2016 أقرت سلطات آل سعود تنظيما جديدا لـ “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” يحد من صلاحياتها ويمنعها من توقيف الأشخاص وملاحقتهم، كما يشترط على أعضاء الهيئة أن يكونوا “من ذوي المؤهلات العلمية، إضافة لحسن السيرة والسلوك”.

وفي يناير/ كانون ثان 2020 منحت هيئة الترفيه بمملكة آل سعود، المغنية الإماراتية “أحلام الشامسي”، درعا من الذهب الخالص، كتكريم لها في ختام الحفلة التي أحيتها في بوليفارد الرياض.

وسلم مدير التواصل في الهيئة، “بندر الأيداء”، الدرع لـ”أحلام” وسط تصفيق الحضور.

وكادت الدرع أن يسقط من يد “أحلام” بسبب ثقل وزنها، بينما علقت مقدمة الحفل قائلة “ثقيل، تستاهلين يا أم فهد”.

والدرع الممنوحة لـ”أحلام” مصنوعة على هيئة تاج، وهي مستوحاة من شعار الفنانة أحلام المعروف باسم “الملكة”، وقد صنعت الدرع من الذهب الخالص.

وتعتبر “أحلام” المغنية العربية الوحيدة التي يتم تكريمها بين مجموعة كبيرة من النجوم الكبار في موسم الرياض الحالي.

وقدمت أحلام خلال حفلها على مسرح “أبو بكر سالم” في ختام موسم الرياض المستمر منذ أشهر عددا كبيرا من أغنياتها المميزة، التي لاقت تفاعلا من الجمهور الحاضر، ومن بين الأغاني: “الله يعين قلوبهم، تعودت الجراح، موعدك، أحلف، أنا ما أدري عن الناس، تغير الوقت”، وغيرها.

كما شكرت أحلام خلال الحفلة أول شخص أنتج لها أول ألبوم في مشوارها الفني، إذ قالت: “يشرفني اليوم ويسعدني حضور شخص آمن بصوتي، وقال أحلام أنا راح أنتجلك أول ألبوم لأني آمنت بصوتك، وأنتِ راح تكونين فنانة كبيرة لها جمهور في يوم من الأيام، اسمحوا لي أرحب بأستاذي الكبير أنور عبدالله، اليوم، معنا هو وعائلته، رحبوا معي به ترحيبا كبيرا”.

واختصت هيئة الترفيه “أحلام” بليلة تكريمية ضمن “ليالي الأساطير” التي نظمتها على هامش فعاليات الموسم، لتصبح بذلك المغنية العربية الوحيدة التي تكرم بين الذين حضروا موسم الرياض.

وكان ظهور أحلام خلال موسم الرياض قد أثار جدلا واسعا بعدما أشار مغردون إلى أنها كانت ترتدي مجوهرات تجاوزت قيمتها 7 ملايين دولار.

وتتزامن حفلات الترفيه والغناء في المملكة، مع حملة اعتقالات شملت أمراء ونشطاء ورجال دين، أغلبهم ممن دعوا في الأساس إلى تلك الإصلاحات، بجانب آخرين انتقدوا الهيئة العامة للترفيه، وفق تقارير حقوقية.

ولا تفصح السلطات عن أعداد “المعتقلين” في سجونها على خلفية حرية الرأي، ولا تسمح للمؤسسات الحقوقية بزيارتهم أو الاطلاع على أوضاعهم، مما يُثير شكوكًا كثيرة في هذا الملف.

ويسود الشارع السعودي، أجواء غضب عقب إقرارا وزارة المالية في المملكة سلسلة قرارات “مؤلمة” تشمل إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءا من شهر يونيو/حزيران وكذلك رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15% بدءا من الأول من شهر يوليو/تموز لعام 2020؛ وذلك في مسعى لاحتواء أزمة كورونا وانخفاض أسعار النفط العام.