المشروع النووي السعودي سيخضع للمراقبة والتفتيش
رأت صحيفة إسرائيلية، أن التحرّكات الدولية قد تنتهي إلى إمكانية فرض رقابة على المفاعل النووي الذي تحاول السعودية الحصول عليه، فيما لو صدرت موافقة لإنشائه. وقالت صحيفة “مكور ريشون” العبرية في مقال نشرته للكاتب إلحان شفايزر: إن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلبت أن يتم تعميم البروتوكول المطبّق على إيران، باتجاه المملكة العربية السعودية التي تقيم مفاعلاً نووياً لإنتاج الكهرباء”، مضيفاً أن “مُراقبين دوليين أبلغوا الرياض بأنها قبيل أن تبدأ بتشغيل هذا المفاعل النووي، فإن عليها مهمة لابد من القيام بها تتعلق بالرقابة والتفتيش”. وأشار إلى أن “مستوى المتابعة الدولية لهذا المشروع السعودي حظي بنسبة متزايدة عقب تحقيق شرع به الكونجرس الأمريكي، بزعم أن التكنولوجيا النووية وصلت الرياض بطريقة غير قانونية، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تتساهل إزاء محاولات السعودية الحصول على المعدات اللازمة لإنتاج سلاح نووي، ما دفعها لأن تعلن هذا الأسبوع عن توجهها بإرسال مُراقبين من قبلها لمتابعة الأمر ميدانياً”.
ونقل عن “يوكيا أمانو الأمين العام للمنظمة الدولية قوله: إن مشروع الرياض أقيم بناءً على مسودة قديمة من قانون الوكالة، وهي تسعى لاستكمال إقامة مشروعها النووي الأول خلال عام من الآن، لكن الوكالة ستطلب من جميع الدول الالتزام بالمواثيق الجديدة للمنظمة الدولية، ومن بينها السعودية”. ولفت إلى أن “الدبلوماسي الياباني يقصد بالمواثيق الجديدة ذلك البروتوكول الذي تم توقيعه بين إيران والمجتمع الدولي في الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو الماضي، وهو البروتوكول الأكثر شدة ورقابة على المشاريع النووية في العالم”.
وأكد أن “تصريحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تهدّد الاحتياجات اللازمة للمملكة، لأنها تفرض شروطاً صارمة على الحصول على المواد النووية لإنتاج تلك المشاريع، وفي حال عدم التوصّل لتفاهمات مع الوكالة فإن خطة السعودية لإنتاج 3.2 جيجاوات من الطاقة النووية حتى نهاية العقد الجاري كفيلة بالتراجع والانهيار”. وتابع قائلاً: إن “السعودية لم تقدّم إجابات على الأسئلة التي أرسلتها الوكالة الدولية عبر الهاتف والبريد الإلكتروني من العاصمة النمساوية فيينا حيث مقرها الرئيس”. ونقل عن روبرت كيلي المدير العام السابق للوكالة الدولية أن “السعودية قد تلجأ لفحص ما قدّمته إيران، عدوتها الرئيسة، من تنازلات لإتمام اتفاقها النووي مع المجتمع الدولي قبل سنوات، لأن الاتفاق مع إيران غير مسبوق من ناحية التنازلات، ما جعل دولاً موقّعة على الاتفاق كالصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا تواصل رفضها لطلب الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق”. وختم كيلي بالقول إنه “مع السعوديين، لدينا اتفاق ضعيف يبعث على السخرية، والبروتوكول الإضافي هو المعيار الذهبي، وسيكون له بعض الأسنان في فرض مزيد من الرقابة”، على حد وصفه.
ارسال التعليق