أزمة جفاف في ولاية أريزونا الأمريكية بسبب السعودية
المجلس التشريعي لولاية أريزونا الأمريكية، يفكر في فرض حظر لزراعة البرسيم على معظم المزارع المملوكة للأجانب، بسبب شركة سعودية تستهلك كميات كبيرة من المياه، وسط أزمة جفاف تمر بها الولاية منذ عدة سنوات.
هكذا كشفت شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأمربكية، حين قالت في تقرير لها إن الشركة السعودية تستنزف كميات كبيرة من المياه الجوفية لزراعة البرسيم، وتقوم بشحن المحصول إلى المملكة، التي تمنع زراعته لأنه يستهلك الكثير من المياه.
ونقلت الشبكة عن مدعي عام الولاية كريس مايز، القول إن "المضخات تأخذ المياه من الأراضي التابعة لولاية أريزونا، ويتم تصدير المحصول أساسا إلى المملكة العربية السعودية".
واشترت شركة "فوندومونتي"، المملوكة لشركة "المراعي" إحدى أكبر شركات الألبان في السعودية، مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية غرب ولاية أريزونا، حيث يوجد هناك كميات ضخمة من المياه الجوفية.
وأرجعت الشبكة هذه الخطوة لعدم وجود لوائح بشأن كمية المياه التي يمكن سحبها من الأرض في أريزونا، حيث يمكن لأي شخص أن يشتري أو يستأجر الأراضي وينشأ بئرا ويسحب المياه.
وتعتمد الولاية على نهر كولورادو، الذي استنفد بسبب الإفراط في الاستخدام وتغير المناخ وبلغ أدنى مستوياته العام الماضي، مما أدى لموجة جفاف.
وقال مايز إن الولاية "لا يمكن أن تتحمل منح المياه لأي شخص، ناهيك عن السعوديين، بالمجان".
فيما لفتت المسؤولة في مقاطعة لاباز هولي إروين إن شركة "فوندومونتي" تزرع البرسيم في صحراء أريزونا "لأنها استنفدت مواردها الطبيعية" في السعودية.
وذكرت "سي بي إس" أن شركة "فوندومونتي" رفضت التعليق.
وهذه ليست المرة الا,لى التي يتم فيها إثارة القضية، دون تحرك فعلي من السلطات الأمريكية، حيث أثار عمود رأي بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نهاية العام الماضي، قضية أزمة الجفاف التي تعيشها أريزونا وعلاقة السعودية في انخفاض المياه بشكل مقلق بالولاية.
وحينها كتبت أستاذة الجغرافيا بجامعة سيراكيوز ناتالي كوخ، عمودا يسلط الضوء على "شراء واستئجار" شركة المراعي لأراضي في أرياف أريزونا منذ عام 2014 بهدف زراعة البرسيم لتغذية مراعي الشركة في المملكة.
وأوضحت أن هذه العمليات الزراعية تعمل على سحب احتياطيات المياه الجوفية للولاية مجانا.
وقالت كوخ إن التركيز على المخطط السعودي يخفي مشكلة أكثر جوهرية: "ضخ المياه الجوفية في ولاية أريزونا لا يزال غير منظم إلى حد كبير".
وأضافت: "هذا الفشل القانوني هو الذي يسمح بشكل جزئي للشركة السعودية بسحب كميات غير محدودة من المياه لزراعة محصول البرسيم الذي يغذي أبقار الألبان على بعد 8000 ميل".
وتابعت: "ربما تكون فضيحة المزرعة السعودية قد ساعدت في تسليط الضوء على شدة أزمة المياه في ولاية أريزونا، ولكن سيتعين على الولاية أن تذهب إلى أبعد من ذلك لمعالجة السبب الجذري".
وقالت إن أريزونا "تحتاج إلى تطبيق لوائح ضخ المياه الجوفية في جميع أنحاء الولاية، وليس فقط في مناطقها الحضرية.. لن يكون الأمر سهلا".
ووفقا لدراسات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن البرسيم في "وادي بتلر" غرب أريزونا يتطلب 6.4 أقدام فدان من المياه لكل فدان، وهذا يعني أن الشركة السعودية كانت تضخ على الأرجح 22400 قدم فدان من المياه كل عام على مدار السنوات السبع الماضية.
وينظم قانون ولاية أريزونا لعام 1980 استخدام المياه الجوفية في المناطق الحضرية، لكن 80% من أراضي الولاية الريفية لا تنطبق عليها هذه اللوائح، حسب الكاتبة.
وتعتمد الولاية على نهر كولورادو، الذي استنفد بسبب الإفراط في الاستخدام وتغير المناخ وبلغ أدنى مستوياته هذا العام.
وفي عام 2023، قررت الحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة نسبة المياه الممنوحة لأريزونا بـ21%، وبـ8% في نيفادا، وبـ7% في دولة المكسيك التي يصبّ فيها نهر كولورادو.
وفي معظم المناطق الريفية بولاية أريزونا، يمكن لمن لديه المال لحفر بئر أن يستمر في الضخ حتى آخر قطرة ماء، حسبما تقول كوخ.
وأشارت الكاتبة إلى أن عمليات الزراعة ليست هي المستفيدة فقط من قوانين المياه المتراخية في أريزونا، حيث إن قطاعات أخرى مثل التعدين والجيش، والتي لها وجود كبير في الولاية، يستفيدون من هذا الوضع أيضا.
وقارنت الكاتبة لوائح أريزونا بالقوانين"الأكثر صرامة" الموجودة في كاليفورنيا بشأن المياه الجوفية، لافتة إلى أن بعض المزارع التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها تتطلع للانتقال لأريزونا المجاورة بهدف الحصول على "المياه الرخيصة"، حيث يمكن للشركات والمزارع الكبرى الأخرى تحمل تكاليف حفر الآبار العميقة مما يؤثر على منسوب المياه الجوفية.
وأضافت: "يجب أن تضع أريزونا حدا لصفقة فوندومونتي المشبوهة، وكلما أسرع كان ذلك أفضل".
وتابعت: "لكن أريزونا ليست ضحية الغرباء الأشرار. إنها ضحية غطرستها وإخفاقاتها السياسية التي تسمح لمثل هذا النظام بالوجود".
ومن المقرر أن تصدر أستاذة الجغرافيا قريبا، كتابا بعنوان "الإمبراطورية القاحلة.. المصير المشتبك بين أريزونا والسعودية".
في وقت سابق العام الماضي، نشرت صحيفة "أريزونا ريبابليك" تقريرا يوضح أن وزارة الأراضي بولاية أريزونا قامت بتأجير 3500 فدان من الأراضي العامة لشركة "المراعي" بسعر منخفض "بشكل مريب"
وكانت قيمة الإيجار السنوي بين وزارة الأراضي بولاية أريزونا وشركة "فوندومونتي" التابعة لعملاق الألبان السعودي "المراعي" 25 دولارا فقط لكل فدان، بحسب الصحيفة.
وبموجب عقد الإيجار الذي يعود لعام 2015، فإنه يسمح لشركة "فوندومونتي" بضخ كميات غير محدودة من المياه الجوفية دون أي تكلفة مهما كانت.
وأثارت القضية دعوات لإجراء تحقيق في الكيفية التي جعل شركة أجنبية تستفيد من إمدادات المياه المتضائلة للولاية مقابل رسوم قد تصل إلى سدس سعر السوق.
ارسال التعليق