النظام السعودي يسعى للقفز عن تاريخه الدموي في العراق
خصصت صحيفة “عكاظ” السعودية مساحة تطرقت فيه إلى اللقاء الذي جمع “أمين عام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب”، محمد بن سعيد المغيدي ومدير الاستخبارات العسكرية بجمهورية العراق اللواء زيد حوشي خلف وادي.
وأشارت إلى تناوله “القضايا ذات الاهتمام المشترك بين التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وجمهورية العراق، واستعرض جهود التحالف في محاربة الإرهاب في المجالات الأربعة (الفكري والإعلامي ومحاربة تمويل الإرهاب والعسكري)، والدور الذي يقوم به لتنسيق جهود الدول الأعضاء في التحالف وتفعيلها لمحاربة الإرهاب.”
الاجتماع الذي انعقد في مركز “التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب” في الرياض، تطرق خلاله المستضيف السعودي المبتلة أيدي زعمائه بالدم العراقي منذ السقوط والاحتلال الأميركي للبلاد، إلى ما “عاناه العراق من الإرهاب والجماعات المتطرفة، مشيداً بجهودها في حربها المستمرة والدائمة على كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار العراق، داعيا الحكومة العراقية إلى الانضمام إلى التحالف الإسلامي للعمل جنباً إلى جنب مع الدول الأعضاء لردع هذه الآفة المقيتة؛ التي من شأنها إثارة الفتن والتطرف العنيف أو تبنيه أو العمل عليه، إضافةً إلى تبادل الخبرات الدولية في هذا الشأن، منوهاً بأن الجمهورية العراقية، تلعب دوراً محورياً في محاربة الإرهاب والتطرف العنيف في المنطقة، مشيرا إلى أن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب يمثل منظومة متكاملة تسعى إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، إضافةً إلى ارتكازه على قيم الشرعية والاستقلالية والتنسيق والمشاركة والسعي إلى ضمان أن تكون جميع أعمال وجهود دول التحالف في محاربة الإرهاب متوافقة مع الأنظمة والأعراف والقوانين الدولية”، وفقا لما جاء في الصحيفة.
وكانت برقيات السفير الأميركي السابق في العراق “كريستوفر هيل”، قد كشفت ضمن مجموعة برقيات سرية بعثها الى وزارة الخارجية الأميركية، مشيرا فيها الى ان “السعودية تشكل التحدي الأكبر والمشكلة الأكثر تعقيدا بالنسبة الى الساسة العراقيين الذين يحاولون تشكيل حكومة مستقرة ومستقلة”.
وبحسب صحيفة “غارديان”، لقد عزا هيل اساب هذه القلائق من قبل الساسة العراقيين الى “المال السعودي ومواقفها المعادية للطوائف الاخرى وهواجس تعزيز نفوذ بعض بلدان المنطقة إقليميا”.
واكد هيل نقلا عن مصادر مخابراتية “أن السعودية تقوم بجهد في دول الخليج العربية لزعزعة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كما تمول هجمات تنظيم القاعدة في العراق”.
وبينت البرقيات التي بعث بها السفير الاميركي السابق في العراق ان السعودية كانت “ترعى التحريض الطائفي وتسمح لشيوخها بإصدار فتاوى تحريضية على قتل اتباع الطوائف الاخرى”.
وفي سياق متصل، نقلت الغارديان عن هيل قوله في برقيته المؤرخة في ٢٤ أيلول ٢٠٠٩، حول علاقات العراق مع الدول المجاورة الرئيسة السعودية والكويت وسوريا وتركيا، أن “المسؤولين العراقيين يرون بأن العلاقات مع السعودية من أكثر مشكلاتهم تعقيدا”؛ مبينا أنهم “يؤكدون سماح القيادة السعودية بصورة دورية لرجال الدين السعوديين بصب جام غضبهم الطائفي على طائفة معينة والتحريض ضدها”.
وربط آل سعود تحركاتهم في العراق بالاستراتيجية الأميركية لهذا البلد وغيره، كما ربطوا تحركاتهم في اليمن ولبنان وسوريا.
أما اليوم، فقد تزامنت التطورات السياسية، التي تجاوزت الكثير من العصي التي كان يضعها مقتدى الصدر أمام عجلة المشهد السياسي في البلاد، مع توتر العلاقات بين النظام السعودي والإدارة الأميركية على خلفية قرار (أوبك +) بخفض الإنتاج، ورعاية بغداد للمحادثات بين طهران والرياض التي سبقت توقيع الاتفاقية الإيرانية السعودية في الصين.
هذا ولم يكن خفياً على أي من المتابعين للشأن العراقي، أن النظام السعودي استفاد كثيراً في الآونة الأخيرة من أداء مقتدى الصدر السياسي والشعبي، وهو الذي وجّه سهاماً كثيراً من داخل البيت السياسي الشيعي، والشارع الشعبي الشيعي، إلى إيران، تماماً كما يفعل بعض مَن يوصفون بالتغيريين، ويوفر لهم الإعلام السعودي مساحة واسعة من تغطياته اليومية، ويتناغم معهم الذباب الإلكتروني السعودي، الذين يحولون كل ما يقذفون به المناويين للمشروع السعودي من أكاذيب وفبركات، إلى حقيقة مقدّسة.
وكان الصدر قد توجه في زيارتين الى “السعودية”، ومن بعدها الى الإمارات، أثارت العديد من ردود الأفعال في العراق، قال الصدر حينها بأنهما خصصتا لبحث العلاقات بين العراق وبين الدولتين.
ارسال التعليق