الإعلام السعودي والإماراتي يتبنى رواية الاحتلال!
عرّى اغتيال المراسلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، الكثير من الوجوه وحتى المنصات الإعلامية التي لطالما أخفت التطبيع مع كيان الإحتلال. فقد شكل خبر استشهادها فرصة سانحة أمام الرأي العام للكشف عن هذه الوجوه والقنوات التي تقاعست حتى عن إدانة إجرام "اسرائيل" في مقتل أبو عاقلة أمام مرأى العالم.
فقد كان لافتاً حجم التغريدات التي نعت الصحافية الفلسطينية على شبكات التواصل الإجتماعي وتوريتها بالمقابل لليد المجرمة التي قامت باغتيالها، خدمة لـ"اسرائيل"، الى جانب أداء الإعلام الإماراتي والسعودي، الذي وقع في أفخاخ التطبيع وتبنى الرواية "الإسرائيلية" في اغتيال أبو عاقلة.
عدا أن خبر الإغتيال الذي هزّ العالم، لم تعره أهمية هذه القنوات، ووضعته في نهاية نشراتها الإخبارية، فإن بعض التقارير الإخبارية لا يمكن وصفها الا بالمخزية، وبالمطبعة.
تبنى الإعلام الإماراتي ومعه السعودي الرواية الإسرائيلية التي حمّلت "مسلحين فلسطينيين مسؤولية مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة". في الوقت الذي سارعت فيه الماكينة الإعلامية والتواصلية لها في العمل على خطين، الأول هو التشكيك في حيثيات جريمة الاغتيال، والتي هي في واقع الأمر عملية تنفيذ إعدام ميداني واضحة الأركان والحيثيات، في محاولة لتبرئة الجيش الصهيوني من تبعاتها، وكأنها جريمة القتل الأولى بحق الصحافيين الفلسطينيين.
والخط الثاني، وقد تولاه الذباب الإلكتروني وساهم فيه المضللون والمغرر بهم والجهلة ويستهدف التشويش على بعض التفاصيل ذات العلاقة كوصف القتيلة بأنها شهيدة، ورفض الترحم عليها لأنها مسيحية وليست مسلمة.
ومن الجدير الإشارة إلى أن المواقع السعودية كـ"العربية" و"الحرة" أصرّت على نقل سردية المراحل المتعلقة بمسعى الكيان للتملّص من مسؤوليته، والتي اتهمت "مسلحين فلسطينيين" بقتل أبو عاقلة، وأفردت مساحة لتصريحات قادة الإحتلال، يبررون فيها جريمتهم، ويدعون أن إطلاقهم للنار في مخيم "جنين" جاء "رداً على تعرض القوات الإسرائيلية لإطلاق نار عشوائي".
ويكفي أن تتداول وسائل الإعلام الأجنبية تعليقات بينيت وغانتس والناطق العسكري، لتتحقّق مهمة تعمية الحقيقة وتسويفها.
لاحقاً، حوّلت "إسرائيل" حادثة قتلها أبو عاقلة إلى سجال ما بعد القتل مع السلطة الفلسطينية، عبر حديثها عن عرض تقدَّم به الجانب" الإسرائيلي" للسلطة، لإجراء تحقيق مشترك، لكن من دون أي ردّ من السلطة في رام الله، في حين أن السلطة ردّت على الادعاء "الإسرائيلي"، بأنّ لا طلب وردها من "إسرائيل"، يتعلق بتحقيقات مشتركة في عملية القتل. لكن مجرّد الحديث عن التحقيق المشترك وتداوله، كان كافياً كي يتحرك مصدر أمني "إسرائيلي" رفيع المستوى، متحدثاً إلى أكثر من مراسل لوسيلة عبرية وأجنبية، قائلاً: "رفض الفلسطينيون التحقيق المشترك، وقاموا فوراً بدفن الصحافية أبو عاقلة، ما يعني أنّ الفلسطينيين دفنوا الحقيقة معها".
كل ما ورد، رصدته وسائل الإعلام في الرياض وأبو ظبي في سعيها لغسل العار الصهيوني.
وفي هذا الإطار، اعتبر القيادي في المقاومة الإسلامية حماس، الدكتور صلاح البردويل، أن "ردود الفعل الشاذة التي ظهرت في بعض وسائل الإعلام تعكس حقيقة كونها وسائل إجرامية ذليلة"، وأضاف " لا يمكن لي أن أتابع مثل هذه المحطات والمواقع، على اعتبار أنها لا ترى في مسألة المقاومة والكرامة أولوية".
وتابع: "إن أي وسيلة إعلام أو جهة سياسية عربية شاذة عن المنطق وعن التاريخ والإحساس القومي والديني والأخلاقي ممكن أن تتعاطف مع المجرم وتتشفى في الضحية". موضحاً أن "العدو الصهيوني يتولى في بعض الوسائل الإعلامية صياغة العناوين والتخطيط والهندسة. فلا نستغرب أن نرى هذه الردود الشاذة والتي تصدر عن ما يسمون بأبناء العروبة ويتبنون السردية الصهيونية ويقاتلون الضحية". مستشهدا بما قاله الشاعر نزار قباني " يا من يعاتب مذبوحا على دمه ونزف شريانه ما أسهل العتب". وأعرب القيادي في "حماس" عن اعتقاده بأن "من قام بالتشفّي من استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة وصل حداً من الحقارة والبلادة والذلة لا يمكن وصفه، حيث لا يمكن تصنيفهم ضمن قائمة البشر على الإطلاق".
ارسال التعليق