حرب الإمارات والسعودية تستعر.. وتكشف غبار جرائمهم السابقة
“التاريخ يكتبه المنتصرون”، جملة لطالما ترددت على مسامعنا. إلا أنها تعكس حقيقة واحدة بأن ما يقدمه “المنتصر” ليس الحقيقة بعينها، بل بالطريقة التي تخدم سرديته وتعلي من أهمية الانجاز الذي حققه. نورد ما ذكر للقول بأن التاريخ لطالما شكل مساحة للجدل والأخذ والردّ حتى ولو بعد عقود. أمر شبيه لوحظ بين الجيش الإلكتروني السعودي والإماراتي في الآونة الأخيرة، على خلفية التشكيك في تاريخ الإمارات و”حقيقة” أنها تتبع جغرافيا وتاريخيا “للمملكة السعودية”. حتى كشف الجدل عن قلوب محقونة. إذ أنه تحت ستار التحالف وتشبيك الأيدي يخفي كلا النظامين عن أحقاد مبيتة ومطامع تاريخية. ومع وصول محمد ابن سلمان إلى الحكم رد الكثير من المعلقين سياساته التوسعية بمحاولته بناء دبي جديدة في الرياض وسحب البساط من تحت محمد بن زايد. دون التغافل عن ما كشفه العدوان على اليمن من خلافات عميقة بين النظامين، سيما في ملف المرتزقة ومحاولات السيطرة على المحافظات والجزر الاستراتيجية.
وفي السياق، اعتبر حساب حمد المرر الإماراتي سلسلة من التغريدات في إطار حملة الاتهامات المتبادلة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات و”السعودية”. وعنون الحساب السلسلة بـ “الرد على خرافات الدولة السعودية الأولى، والمحاولات الفاشلة لإخضاع أبو ظبي وقبيلة بني ياس للسلطة النجدية “ ثريد | الرد على خرافات الدولة السعودية الأولى والمحاولات "الفاشلة" لاخضاع أبوظبي وقبيلة بني ياس للسلطة النجديّة.
واعتبر أن ” الهجمات والغزوات السعودية امتدت شرقا في بدايات القرن التاسع عشر ميلادي. لتشمل الأراضي وعمان و”الصير” التي تُعرف اليوم بـالإمارات العربية المتحدة فأخذت الدرعية ترسل القادة والفرسان لمحاولة اخضاع المنطقة للحكم السعودي عنوةً”.
وأضاف أنه “وعلى الرغم أن المنطقة كانت تعيش في حالة ضعف بسبب الصراعات الأهلية ( بين الحزبين الهناوي والغافري ) الا ان معظم القبائل تصدت لهذه الهجمات ببسالة ومن بين هذه القبائل “قبيلة بني ياس” التي تحكم أبوظبي ودبي واجزاء من قطر ، وقبائل أخرى في عمان الداخل”.
وتابع : “1800م وخلال مدة هذه الغزوات كان بنو ياس دائمًا ضد الوهابيين، ولم يستطع الوهابيين ابدا ان يخضعوهم ” فكانت قبيلة بني ياس تظهر العداء لهم ، وقاتلتهم ورفضت ان تخضع لهم ولم يتمكنوا من ارغامهم على دفع الزكاة والتبعية”.
وفي محاولته ذكر عدد ممن أسماهم بـ”القادة السعوديين”، للحديث عن غزوات آل سعود قذكر ” إبراهيم بن عفيصان: وكان من اوائل القادة الذين أُرسلوا الى الظفرة لمحاولة ضمها للسيادة السعودية وأُرسل ومعه جيش كبير من الغزاة ودام القتال بينه وبين بني ياس حتى عُقد الصلح ، وسُمي بـ”صلح الدرعية” والصلح لا يكون الا بين طرفين متخاصمين ، ليس بين تابع ومتبوع !
مطلق المطيري واستمرت الغزوات النجدية بقيادة “مطلق المطيري” الذي أُمر من قبل إمام الدرعية بغزو عمان الصير حيث تسكن قبيلة بني ياس ولكنه فشل في الاستيلاء على هذه المنطقة وهُزم ومن معه وبعد هزيمته من قبل بني ياس ، اتخذ مطلق المطيري من ( البريمي ) مقرًا له”.
وأشار إلى أنه لا بد من توضيح الآتي : “استيلاء مطلق المطيري على البريمي لا يعني انه كانت له السلطة على عمان وقبائلها او بني ياس ، فالبريمي هي قرية من بين مئات القرى في المنطقة ، وتاريخيًا البريمي لم تكن عاصمة بني ياس ولا ديارهم ، بل هي منطقة متنازع عليها على مر التاريخ”.
والصحيح ان عاصمة بني ياس كانت “ابوظبي” ومعظم عشائر بني ياس تسكن في “الظفرة” والتي هُزم فيها مطلق المطيري ومن معه من الغزاة وفشلوا في الاستيلاء عليها ، فقرروا التوجه الى البريمي وبعدما اتخذ مطلق المطيري قاعدته في البريمي ، دخل في معارك عدة مع القبائل العمانية”.
وذكر أن الأمر استمر على هذه الحال “حتى قُتل مطلق المطيري سنة 1813م بطريقة شنيعة من قبل قبيلة الحجريين الهناوية ، وفصلوا رأسه عن جسده ودُفن بلا رأس * لم يُذكر تاريخيًا انه وصل الى مسقط او الظفرة وحكمها ( كما جاء في الخزعبلات ) ، بل كان ينهب القرى المجاورة لها حتى هلك”.
وتابع الحساب الإماراتي سلسلة تغريداته بالقول ” وكان من المقرر ان يسلك طريقه نحو البريمي عن طريق اراضي بينونة والظفرة ولكن بعد هزيمته من بني ياس انضم لمطلق المطيري جموع من أهل نجد ودخل الى عمان قاصدًا ساحل الباطنة وتصدى لهم عزان بن قيس وحدثت بعدها الهجمات والمعارك بين أهالي الباطنة والمطيري والتي لا تخص “بني ياس” و “الظفرة".
وعن باقي “القادة” الغازيين التابعين لآل سعود ” عبدالعزيز بن غردقة: بعدما فشل مطلق المطيري في الاستيلاء على الظفرة وتوجهه نحو البريمي، أرسل الإمام السعودي القائد “عبدالعزيز بن غردقة” ومعه جيش كبير لاخضاع الظفرة وبني ياس وما ان وصل الى مشارف الظفرة حتى قتلوه بني ياس وقتلوا من معه من الغزاة وأبادوهم عن بكرة أبيهم".
وأورد ” بتال بن محمد المطيري وهو شقيق “مطلق” المذكور سالفًا بعد وفاة مطلق المطيري قدم الى البريمي لاسترجاع حكم أخيه ، لكنه فشل فشلًا ذريعًا فهزمته قبائل المنطقة ( البريمي ) ومن بين تلك القبائل بني ياس".
وأكد الحساب الإماراتي أنه ” باستثناء ما ذكرته في هذا “الثريد” فإن ذكر بني ياس كان شبه منقطع في السير النجدية ، والسبب انهم بعدما انهزموا على مرتين في الظفرة لم يحاولوا الهجوم عليها مجددًا ، واكتفوا باتخاذ البريمي والباطنة معسكرًا لهم للهجوم على عمان الداخل ونواحي مسقط وصحار حتى قُتل كبيرهم مطلق المطيري”.
ولفت إلى أنه ” بذلك انتهت الهجمات السعودية الأولى في المنطقة وانتهت دون ان يدوّن التاريخ اي سطوة لهم على الظفرة وبني ياس ، بل حتى على عمان كلها لا ننكر انهم قد اخضعوا بعض القبائل العمانية “خصوصًا من الحزب الغافري” ولكن محاولاتهم في ضم للدولة السعودية الأولى فشلت”.
وأضاف الحساب الإماراتي سلسلة تغريداته بالتأكيد على “أن قبيلة بني ياس ومعها قبائل أخرى كانو مثل <الظواهر والعوامر> قد تمسكوا بالمذهب المالكي رغم انتشار العقيدة الوهابية في المنطقة اثر هجماتهم وهذا ان دل فيدل على ان هذه القبائل لم تخضع للحكم السعودي “الذي ينص في أساسه على المذهب” في الوقت الذي كانت فيه بعض القبائل تسارع لذلك ..” .
وختم بالقول متحديا ” ثم انني لازلت اطالب من المؤرخين الذين يدّعون ان قبيلة بني ياس خضعت للحكم السعودي ودفعت الزكاة للائمة ان يأتوا بدليل واحد فقط ، وجميعهم هربوا من ذلك واكتفوا بالشعارات الكاذبة والخرائط والكتابات المبنية على “جرعات الهياط” وان كانت مهنتهم التدليس فلابد منّا ان نبيّن الحقيقة” .
واستشهد بكل ما ورد من معلومات بذكر المصادر التي ارتكز عليها في المحاججة التي قدمها ” المصادر | • عنوان المجد في تاريخ نجد • التحكيم بشأن البريمي بين السعودية وأبوظبي “FO 464/36″ • المفصل في تاريخ الإمارات العربية المتحدة – فالح حنظل • الدولة السعودية الأولى ( ج1 ) – عبدالرحيم عبدالرحمن • نقل الأخبار في وفيات المشايخ وحوادث هذه الديار – حميد بن سلطان الشامسي”.
أما حساب شخبوط الإماراتي استهزأ بما ورد في تغريدة لحساب سعودي اقترح بتدويل مصطلح ( المملكة العربية السعودية ودول ساحل الخليج العربي ويكون مجلس التعاون الخليجي مجلس التعاون العربي فنحن الجزيرة العربية) ورد الحساب الإماراتي ” هذا يبا دول الخليج العربي تفرض تاشيرات دخول على مواطنين الدوله اللي يزعم انه منها وبعد اكيد لازم يلقى له كفيل !! بالله عليك يوم واحد نفس هالتيس شريحة كبيره تدعم طرحه الجاهلي انا ما أقول الا سلم على البوش والهوش ، والله يفشلون وفضايح”.
هذا وأثارت تغريدة حساب شخبوط استفزاز رئيس تحرير صحيفة وطن السعودية سليمان العقيلي فدخل الزوبعة وقال ” لا فائدة من المواطنة الخليجية راهناً طالما انها تستخدم من البعض لاغراق السوق السعودية بالمجنسين الذين افسدوا مشروع توطين سوق العمل السعودي المواجه للبطالة ! ولان بعض الدول مثل بلدك عطل الاتحاد الجمركي ورفض العملة الخليجية الموحدة، فان السوق الخليجية المشتركة اصبحت بلا معنى !”.
ارسال التعليق