مسؤول إيراني: التفاوض هو السبيل الوحيد للسعوديين لإنهاء الحرب في اليمن
بعد سنوات من سياسة العداء القصوى التي مارستها “السعودية” تجاه إيران تجد اليوم التفاوض هو الخلاص الأمثل من مستنقع حرب اليمن الذي غرقت فيه منذ سنوات. اليوم تقطع واشنطن حبل الخلاص للرياض وهي تتخبّط في الخسائر المادية والعسكرية التي ترهق الاقتصاد السعودي في مقابل صفر إنجازات ما يجعلها تطرق باب إيران الذي لم يغلق يوماً.
وفي ظل هزائم التحالف السعودي في اليمن، يؤكد مساعد شؤون العمليات في الحرس الثوري الإيراني عباس فروشان، أن السعوديين ليس لديهم خيار سوى التفاوض على إنهاء الحرب اليمنية مشيراً إلى أن “الطريقة الأكثر حكمة هي التوصل إلى اتفاق سلمي”.
فروشان وفي مقابلة مع وكالة “تسنيم” الإيرانية قال إن القوات اليمنية تطوّرت عسكرياً بما يكفي، وأضاف أن “العدو لا يستطيع هزيمة جبهة المقاومة اليمنية”.
يأتي ذلك في سياق تزايد المؤشرات على إحراز المفاوضات بين “السعودية” وإيران تقدماً نحو تطبيع العلاقات التي قُطعت منذ أكثر من خمس سنوات.
وعلى مدار الأشهر الماضية، عقد مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات مباحثات في بغداد إذ تحدّث الجانبان بشكل إيجابي مؤخرًا عن هذه المحادثات التي كان آخرها في 21 سبتمبر، فيما يتوقع عقد جولة أخرى قريباً.
وبحسب وكالة “بلومبرج” طلبت إيران من “السعودية” إعادة فتح قنصلياتها واستعادة العلاقات الدبلوماسية، تمهيدًا لإنهاء الحرب في اليمن.
وأفادت الوكالة أنه في حين تدفع القوى العالمية لإجراء مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، عقدت الجمهورية الإسلامية بهدوء أربع جولات من المناقشات تهدف إلى تخفيف التوترات مع “السعودية” على مدى سنوات.
من جهتها صحيفة “هآرتس” اعتبرت أن التقارب بين إيران و”السعودية” هو ضربة قاسية في الجناح الإسرائيلي، فهو لا يسود فقط عدم توافق جوهري بين رئيس الحكومة نفتالي بينيت، وبين جو بايدن في مسألة البرنامج النووي الإيراني، والاتفاق النووي الذي تدفع إليه واشنطن، كذلك فقاعة التحالف العربي المعادي لإيران على وشك الانفجار والتشظي. لكن من البداية كان هذا فزاعة بث فيها نتنياهو هواءً ساخناً.
طائرات سعودية لم تكن لتقلع لشن هجومٍ منسّق مع “إسرائيل” على إيران من دون موافقة الولايات المتحدة، وهذا أوضح حتى في أيام ترامب أنها تيمم وجهها نحو الدبلوماسية وليس إلى حرب. الطموح السعودي لإنهاء الحرب في اليمن وفق الصحيفة تحطّم أمام ثبات “أنصار الله”، الذين سيطروا على أجزاءٍ واسعة من اليمن، بما فيها العاصمة صنعاء.
وذكرت أنه بعدما ذهبت “السعودية” إلى الحرب كجزءٍ من استراتيجية معادية لإيران، وجدت نفسها في غضون 4 سنوات على مسارِ صدامٍ ليس فقط مع “فقط مع “أنصار الله”، بل وأيضاً مع الكونغرس الأميركي الذي سعى لأن يفرض عليها وقف الحرب التي قُتل فيها أكثر من 100 ألف شخص وأصبحت أكبر كارثة إنسانية، بحسب وصف سكرتير الأمم المتحدة.
يأتي ذلك في ظل تواتر الإخفاقات السعودية في اليمن، إذ قال الناطق باسم القوات اليمنية المسلحة العميد يحيى سريع أصبحت مأرب تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، إذ باتت محاصرة من جهة الجوف والبيضاء والمناطق المحاذية لها من شبوة، الأمر الذي يجعل من استكمال تحريرها من قبل الجيش واللجان الشعبية قاب قوسين أو أدنى وفق متابعون.
ارسال التعليق