السعودية تسير على خطى الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل
منذ تطبيع العلاقات مع إسرائيل من قبل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، يتابع العديد من المراقبين تطور العلاقات السرية بين السعودية وإسرائيل لتوقع متى يتم إضفاء الطابع الرسمي على هذه العلاقة.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الأول، زار وفد من القادة اليهود الأمريكيين السعودية، حيث التقوا بشخصيات رفيعة المستوى من العائلة المالكة ووزراء، وذلك وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وبالرغم أن الاجتماعات سارت بشكل جيد كما ورد، إلا أن القليل من المؤشرات ظهرت حول اقتراب قرار التطبيع الذي يستلزم الموافقة النهائية عليه من قبل الملك "سلمان" البالغ من العمر 85 عامًا.
ولا يعد سير العملية ببطء مفاجئا فقد استغرقت عملية التطبيع سنوات مع الإمارات لتتحرك تدريجياً نحو علاقات أكثر انفتاحاً. ولدى السعودية حساسية خاصة تتعلق بعدم اليقين بشأن رد فعل الجمهور والعائلة المالكة.
وعمليا، فإن السعودية وإسرائيل متحالفتان ضد إيران والإسلام السياسي. وتتطلع السعودية حاليا لتقنيات إسرائيل الزراعية والطبية والسيبرانية والدفاعية، بما في ذلك الأنظمة المضادة للقذائف مثل القبة الحديدية، بالرغم أن السعودية من المؤيدين الرئيسيين لوجود دولة فلسطينية منذ قيام إسرائيل.
ولا تزال سمعة المملكة الإقليمية وشرعيتها الدبلوماسية مرتبطة بدعمها للقضية الفلسطينية.
ومن المرجح أن يكون الشباب السعوديون أقل اهتمامًا بالقضية الفلسطينية من كبار السن، لكن المعلومات المحدودة المتوفرة عن المشاعر السعودية تشير إلى أن معظمهم لا يزالون يعارضون فكرة التطبيع دون حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أن آراء العائلة المالكة السعودية بشأن هذه المسألة منقسمة.
ويقود ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، الذي يُزعم أنه التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو" في عام 2019، جهود التطبيع. لكن ورد أن والده الملك "سلمان" لا يزال متشبثًا بفكرة الدولة الفلسطينية قبل أن تعترف المملكة رسميًا بإسرائيل.
ومن أجل إعادة تشكيل الرأي العام والملكي، من المرجح أن تشارك السعودية في اتصالات منخفضة المستوى مع الإسرائيليين من خلال الرياضة والثقافة والترفيه والمؤتمرات الدولية والتدريبات العسكرية، ما يخلق فرصًا للشركات والقطاعات التي تستضيف هذه الأحداث.
وكلما أصبحت هذه الأحداث علنية، زاد الدليل على ارتياح الرياض المتزايد لفكرة فتح العلاقات مع إسرائيل، خاصةً إذا كانت الأحداث تُقام في السعودية.
في غضون ذلك، يمكن للمسؤولين الإسرائيليين والسعوديين الاستمرار في الاجتماع خلسة لمناقشة التطبيع. كما يمكنهم أيضًا بناء العلاقات من خلال الاجتماعات التي يشرف عليها الحلفاء المشتركون مثل الولايات المتحدة والإمارات.
وسابقا، استخدمت الإمارات البطولات الرياضية كوسيلة لاختبار المشاعر الشعبية تجاه زيارات الإسرائيليين غير السياسيين ولتطبيع الزيارات الإسرائيلية.
ومن خلال استضافة هؤلاء الإسرائيليين غير السياسيين، كانت حكومة الإمارات قادرة على اختبار المشاعر الشعبية والبدء في تعويد الإماراتيين على فكرة أن يقوم الإسرائيليون بزيارة بلادهم.
وكجزء من مساعيها لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط، تسعى السعودية إلى تعزيز قطاع الرياضة، لذلك قد تتبع الإمارات في استخدام الرياضة كغطاء لاختبار مشاعر السعوديين تجاه التطبيع مع إسرائيل. وفي البداية، قد تؤكد الرياض أن الرياضيين لا يزورون المملكة كممثلين عن إسرائيل مع تجنب رفع العلم الإسرائيلي.
وبالإضافة للرياضة هناك قطاع الثقافة والترفيه، ويمكن للرياض دعوة المخرجين والممثلين والفنانين الإسرائيليين لتقديم عروض للسعوديين، ما يساهم في كسر محظور التطبيع في نظر الجمهور. ويمكن للمملكة أيضًا الاعتماد على بعض العرب الإسرائيليين لتمهيد الطريق لهذه الاستراتيجية، خاصة أن العرب الإسرائيليين سُمح لهم منذ فترة طويلة بزيارة السعودية لأداء فريضة الحج السنوية.
وفضلا عن ذلك، تشترك السعودية وإسرائيل في عضوية العديد من المؤسسات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية. ويوفر ذلك فرصًا للمسؤولين السعوديين والإسرائيليين لبناء علاقات وعقد لقاءات على هامش الاجتماعات العادية التي تعقدها هذه المنظمات.
ويمكن للسعودية أيضًا أن تقلد الإمارات من خلال دعوة المسؤولين الإسرائيليين لزيارة المملكة تحت ستار مثل هذه الاجتماعات (زار وزير الخارجية الإسرائيلي الإمارات لحضور مؤتمر للأمم المتحدة في عام 2019 والذي اعتُبر لاحقًا حدثًا مهمًا وخطوة نحو التطبيع).
ويمكن للتدريبات العسكرية المشتركة أن تمكن القوات المسلحة السعودية والإسرائيلية من المشاركة في الأنشطة جنبًا إلى جنب. وقد انخرطت القوات الإماراتية في التدريبات العسكرية الغربية التي شاركت فيها أيضًا قوات إسرائيلية في وقت مبكر من عام 2017.
ارسال التعليق