السعوديون يقبلون على الاستثمار في الإمارات عكس ما يشتهي ابن سلمان
رغم المنافسة الاقتصادية بين الرياض وأبوظبي، لم يتوقف ضخ المستثمرين السعوديين للسيولة النقدية في أسواق الإمارات، وفق تقرير لوكالة "بلومبرج".
وحصل المشترون السعوديون على حصص ذات معنى في الصفقات الأخيرة وسوف ينظرون أيضا إلى صفقات في دبي، وفقا لـ"كريستيان كابان"، رئيس أسواق رأس المال في "بنك أوف أمريكا كورب" وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال "كابان": "رأينا الآن المزيد من المستثمرين من السعودية يستثمرون في الإمارات، وهو أمر مثير للاهتمام للغاية لأنه لم يكن لدينا ذلك من قبل".
وأردف قائلا: "تحدثنا عن ذلك كثيرا ولكنه لم يحدث أبدا".
في صيف العام الماضي، تنامى خلاف نادر بين السعودية والإمارات حول تمديد اتفاق لإنتاج النفط، حيث تدفع الرياض ومعها موسكو باتجاه ذلك حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، وفق خطة لضخ ما مقداره 400 ألف برميل يوميا، لكن الإمارات ترفض وتطالب بإعادة مناقشة مستويات الإنتاج بحلول نهاية الاتفاق في أبريل/نيسان.
كما يضغط المسؤولون السعوديون على الشركات الدولية لنقل مقراتها إلى الرياض بدلا من دبي.
واستجابت الإمارات من خلال تخفيف القيود التجارية والثقافية لتضع نفسها على أنها المكان الأكثر جاذبية للعيش والعمل، وفق الموقع الأمريكي.
ولم يحد ذلك من طلب المستثمرين السعوديين على فورة العروض العامة الأولية في العاصمة الإماراتية أبوظبي العام الماضي.
واجتاحت موجة الاكتتاب العام الأولي البالغة قيمتها 9.1 مليار دولار المنطقة العام الماضي.
ومع ذلك، تسعى دبي- المركز التجاري للإمارات- إلى سد الفجوة مع أبوظبي والرياض، مع خطة لإدراج 10 شركات مملوكة للدولة وتعزيز سوقها المتقلص.
في المقابل، تستفيد السعودية من قاعدة مشتري التجزئة الكبيرة وتتيح الاكتتابات العامة الأولية في الإمارات للمستثمرين فرصة لتنويع محافظهم الاستثمارية.
وأدى الاعتماد على المستثمرين السعوديين إلى نتائج عكسية بالنسبة للإمارات من قبل.
وكاد إدراج شركة إعمار للتطوير ش.م.ع. في عام 2017، وهو أحدث طرح عام أولي كبير في دبي، أن يخرج عن مساره في اللحظة الأخيرة بسبب الاعتقالات الواسعة في السعودية التي دفعت المستثمرين المحليين إلى التخلي عن التزاماتهم في اليوم الأخير من البيع.
ومع ذلك، قال "جورج تروب"، الشريك الإداري في شركة "لومينا كابيتال أدفايزرز" لتمويل الشركات، إن التنافس بين الرياض ودبي وأبوظبي من غير المرجح أن يؤثر على الغالبية العظمى من الإدراجات.
وتابع: "هناك منافسة صحية للغاية تبشر بالخير للمستقبل".
وتعد الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للسعودية، على صعيد المنطقة العربية بشكل عام، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، حيث يعد حجم التبادل التجاري بين الجانبين الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي.
ارسال التعليق