العلاقات السعودية-الإماراتية على حافة التدهور والانفصال
قال تحليل إخباري إن العلاقات بين أبوظبي والرياض تتجه للمزيد من التدهور بسبب عدة قضايا سياسية وجيوسياسية حصلت مؤخرًا.
وأشار التحليل إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تأثرت العلاقات بين المملكة والإمارات بمجموعة من الخلافات السياسية والاقتصادية، حيث تكشف نظرة فاحصة على علاقاتهما عن علامات التغيير.
فقد أدت الحرب على اليمن إلى فشل قوات التحالف في تحقيق أهداف ذلك العدوان وأضحت مستنقعًا يصعب الخروج منه، لأن الحوثيين لم يُعلنوا استسلامهم طوال السبع سنوات من عمر الحرب المستمرة، كما غير الحوثيون استراتيجيتهم من الدفاع إلى الهجوم، مستخدمين قوتهم الصاروخية.
وخلال العام الماضي، فهمت الإمارات الدرس جيدًا وقررت إعادة النظر في تورطها في حرب اليمن وتحالفها مع السعودية، علمًا أن دخولها في الحرب إلى جانب السعودية لم تُفدها فحسب؛ بل تحولت أراضيها أيضًا إلى ساحة لتنفيذ الهجمات من اليمن.
من ناحية أخرى، قادت المملكة تكاليف الحرب وحدها مع انسحاب القوات الإماراتية، مما أدى هذا إلى ظهور الانقسام الموجود بالفعل بين الحليفين تدريجياً.
في غضون ذلك، أدى تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني إلى إبرام اتفاقيات سياسية وعسكرية مع “تل أبيب”. فعلى سبيل المثال، أنشأت الإمارات والكيان بنية تحتية استخباراتية في جزيرة سقطرى اليمنية وبعبارة أخرى احتلتا هذه الجزيرة؛ وهو أمر يجده السعوديون يتناقض مع مصالحهم.
كما شهدت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والسعودية فترة باردة في الأشهر الأخيرة، ومن بين نقاط الخلاف بين البلدين في هذا المجال: القضايا المتعلقة بمنظمة أوبك والخلاف على إنتاج النفط.
ففي أواخر أكتوبر من العام الماضي، أعلنت المملكة عن نقل مقر أكثر من 20 شركة أجنبية كبرى في الإمارات إلى السعودية، في ضربة للاقتصاد الإماراتي.
وقال موقع مركز الخليج للدراسات والبحوث في تقرير سلط الضوء على العلاقات السعودية الإماراتية في عام 2022، إن البلدين يبدو أنهما يمضيان في مزيد من الصراع هذا العام، وإن كان ذلك سراً، حيث اتبعت دول الخليج العربي استراتيجية سياسية واقتصادية قائمة على المنافسة مع بعضها البعض، سيما الرياض وأبوظبي اللتان وضعتا بالفعل خططهما لتأمين مصالح السياسة الخارجية وزيادة القوة مع ارتفاع أسعار النفط في عام 2022.
كما انخرطت الإمارات في دبلوماسية وقائية على مدى الأشهر الأربعة الماضية مقارنة بدول الخليج الأخرى، حيث زار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد تركيا في 24 نوفمبر 2021 والتقى بالرئيس رجب طيب أردوغان. وقبل ذلك، سافر طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي إلى قطر، كما ذهب طحنون أيضًا إلى طهران في 6 ديسمبر، ويتم بذل كل هذه الجهود لنزع فتيل التوترات مع الجيران والجهات الفاعلة الإقليمية من أجل الاستعداد للوضع المستقبلي في المنطقة.
يُظهر إلقاء نظرة فاحصة على العلاقات بين الرياض وأبو ظبي أن الجانبين ذهبا في طرق منفصلة في الأشهر الأخيرة سعياً وراء مصالحهم الإقليمية، حيث يمكن أن يدفع هذا بعلاقاتهم المتوترة إلى مستويات أكثر برودة ويهيئ لتنافسهم السياسي والاقتصادي والعسكري والجيوسياسي.
وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز”، في تقرير عن الفجوة المتزايدة بينهما، إن إنتاج النفط ليس السبب الوحيد للخلاف بين الجانبين، لكن المنافسة الاقتصادية بينهما تتصاعد.
ارسال التعليق