ابن سلمان يحيط نفسه بأشباه رجال لا يجيدون غير كلمة نعم
قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن ولي عهد السعودي محمد بن سلمان دمر “نظام الإجماع” داخل العائلة المالكة، وجعله نظام “حكم الرجل الواحد”.
وذكرت الصحيفة أن ولي العهد المتهور أحاط نفسه بغرفة مليئة برجال يتردد صدى صوتهم بكلمة “نعم”.
وبينت أنه وعلى ابن سلمان التذكر أنه تمت الإطاحة بآخر شاه لإيران كحاكم استبدادي ذو سلوكيات قمعية، وله ميول لإدخال الحياة الغربية ببلاده.
وأكدت الصحيفة قلق كبير داخل العائلة المالكة السعودية بتحول ابن سلمان إلى ما يشبه شاه إيران.
وأشارت إلى أنه بات “منفصلاً بشكل لا يصدق عن الواقع، ولا يستطيع أحد أن يٌخبره بالحقائق”.
وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان شرع بتخويف عديد العائلات الثرية بالسعودية تحت شعار “الواجب الوطني”.
ونبه إلى أن ذلك جاء يرغمهم على الاستثمار في الاكتتاب العام لعملاق النفط السعودي أرامكو في 2019.
فيما قال مركز Council on Foreign Relations الأمريكي للدراسات إن طريقة تفكير ابن سلمان معقده، وهو شخص متهور وطائش ويصفوه من يعرفه بأنه معتل اجتماعيًا.
وأوضح المركز في تقرير أن ابن سلمان يحكم المملكة مثل جده، وليس مثل والده أو عمه، إذ يجمع كل السلطة بيده.
وأشار إلى أنه يُسخّر الموارد والتقنيات الحديثة من أجل إنشاء دولة أكثر استبداداً، وينوي الاستمرار في تركيز السلطة حوله.
وبين أن ابن سلمان لم يُجري إصلاحات حقيقية، إنه فقط سمح بمصارعة النساء، وحفلات الاختلاط، ووضع الناشطات والإسلاميين المعتدلين بالسجن.
وقال المركز إن ولي العهد أطلق العنان لشباب السعودية للاستمتاع بالأشياء التي كانوا يستمتعون بها عندما يذهبون إلى الدول الغربية.
وبين أنه يحاول فعلاً فرض تغيير بممارسات الإسلام بالسعودية، ومندوبيه يحاولون اقناع المسلمين باتباعها، وهذا شيء جذري للغاية يقوم به أمير سعودي”.
وذكر أنه سيكون ابن سلمان في مشكلة، إذا واجه تحدٍ كبير من العائلة المالكة، لأن المؤسسة الدينية -التي قلّص من دورها- ستتحالف ضده.
ونبه المركز إلى أن تقييد التأثير الاجتماعي والسياسي والتعليمي للمؤسسة الدينية داخل المملكة يسبب إحباطاً خفياً داخل المجتمع.
وختم بأنه: “من الصعب جدًا التكهن بدقة بما يحدث هناك، لكن هناك احتمال حدوث رد فعل عنيف نتيجةً لذلك”.
وفتح مسؤول الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري” النار على ابن سلمان.
واتهمه بأنه “قاتل مختل عقليا” وأنه دس السم للملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
وخرج المسؤول الذي يظهر لأول مرة منذ هروبه عن صمته طيلة مقابلته مع برنامج “60 دقيقة” على قناة “CBS” الإخبارية الأمريكية.
وقال الجبري إن إطلالته لـ”دق ناقوس الخطر بشأن قاتل مختل عقليا بموارد لا حصر لها، ويشكل خطرًا على شعبه والكوكب كله”.
مذيع الحلقة “سكوت بيلي” اعترض على الوصف، وسأله متعجبا: “مختل عقليا؟”، رد “الجبري”، بالقول: “مختل عقليا لا يتعاطف ولا يعاطف ولا يتعلم”.
وأكد أنه “شهدنا الفظائع والجرائم التي ارتكبها هذا القاتل”.
وتطرق الجبري لاتهامه لابن بإرسال فريق لكندا لاغتياله، واحتجاز ابنيه “سارة” و”عمر” في السعودية منذ سنوات.
وقال: “تلقيت تحذيرا بعدم الاقتراب من أي مبنى دبلوماسي سعودي بكندا، وعدم الذهاب إلى القنصلية أو السفارة”.
وأضاف: “عندما سألت لماذا؟، فقالوا لقد قطعوا الرجل، لقد قتلوه وأنت على رأس القائمة” بإشارة لاغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وبشأن اغتيال “خاشقجي”، قال “الجبري”: “رجال بن سلمان مجرمون، ويريدون تحقيق أهدافهم بأي طريقة ولا يهمهم الاحترافية”.
وذكر أن “ابن سلمان يخشى من المعلومات التي لدي وأتوقع أن أٌقتل يوما ما وهو لن يرتاح حتى يراني ميتًا”.
وتطرق الجبري لتفاصيل فريق به 6 أفراد هبط بمطار أوتاوا بمنتصف أكتوبر 2018.
وقال: “أعضاء الفريق كذبوا على الجمارك بشأن معرفة بعضهم، وحملوا معدات مشبوهة لتحليل الحمض النووي”، قبل ترحيل الفريق.
وبشأن سؤال: “هل تعتقد أن بن سلمان يخافك؟”، قال “الجبري”: “يخشى معلوماتي”.
وبين أن معلوماته تتضمن لقاء عام 2014 بين ابن سلمان ورئيس المخابرات آنذاك ولي العهد السابق محمد بن نايف.
وذكر أن الأمير الشاب (بن سلمان) بأنه يمكن أن يقتل الملك الجالس “عبدالله” لتخليص العرش لوالده.
وقال الجبري”: “قال له أريد اغتيال الملك عبدالله.. حصلت على خاتم مسموم من روسيا.. يكفي أن أصافحه وسوف ينتهي”.
وتابع: “هذا ما قاله.. سواء كان مجرد تفاخر أو لا، لكنه قال ذلك وأخذناه على محمل الجد”.
وكشف “الجبري”، أن المخابرات السعودية أخذت الأمر على محمل الجد، وتم التعامل معه داخل العائلة المالكة.
وأضاف: “شاهدت الاجتماع على شريط فيديو”، وزاد: “أعلم أن هناك نسختين من الشريط.. وأعرف أين هم”.
وبشأن اتهامات سعودية له بالاختلاس وسرقة أموال، نفى “الجبري” ما أشيع حوله.
وقال: “لقد خدمت العائلة الملكية عن كثب لعقدين، 3 ملوك و4 أولياء عهد، وكانوا لطيفين معي وأسخياء جدا”.
وأضاف: “إنها من عادات العائلة الملكية السعودية، يعتنون بالأشخاص المتواجدين حولهم”.
وطالب الجبري أمريكا بمساعدته بإطلاق سراح ابنيه من السعودية، قائلا: “أنا لا أفكر حاليا إلا في أبنائه المحتجزين في المملكة.
وأضاف: “أناشد الشعب الأمريكي والإدارة الأمريكية لمساعدتي في إنقاذ هؤلاء الأطفال، واستعادة حياتهم وحريتهم”.
وقال مذيع برنامج “60 دقيقة”، إن “الجبري صرح بتسجيل يكشف مزيد الأسرار عن العائلة الملكية السعودية والبعض في الولايات المتحدة”.
وأضاف المذيع: “أعطانا مقطع صغير من الفيديو بدون صوت، وقال لنا إنه يمكن نشره إذا قُتل”.
والفيديو به رسالة إلى أبنائه المعتقلين “سارة” و”عمر”، وهو يتأسف لهم ويقول: “لقد بذلت قصارى جهدي لإطلاق سراحكما”.
ارسال التعليق