توغل إماراتي زاحف في "عدن"يشعل خلافات بين رياض وابوظبي
كشف مصدران يمنيان،عن وصول قوات إماراتية إلى عدن، جنوبا، في سياق ترتيبات جديدة أثارت خلافات عاصفة مع السعودية.
وقال المصدران وهما مسؤولان حكوميان، طلبا عدم كشف هويتهما، إن حكومة أبوظبي دفعت في الأيام القليلة الماضية بقوة تتألف من مئات الضباط والجنود إلى مدينة عدن، على الرغم من إعلانها في تموز/ يوليو 2019 الانسحاب من اليمن.
وأضاف أحد المصدرين أن جزءا من تلك القوة الإماراتية، وصلت إلى قصر معاشيق الرئاسي، وانتشرت داخل المقر الذي يقيم فيه رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس وأعضاء الحكومة .
وأشارا المصدر إلى أن القوة الإماراتية، قامت أيضا، باستلام الإشراف والحماية الأمنية للقصر الرئاسي من القوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، ومنها "الحواجز الأمنية"، بالإضافة إلى دخول عدد من المباني السكنية التي كان يسكنها بعض المسؤولين الحكوميين في القصر، الذي يقع في منطقة حقات بمدينة كريتر، جنوب عدن، كما أنها طلبت إخلاء مبان أخرى.
وأكد المصدر أن القوة الإماراتية التي تتألف من 200 عسكري، انتشرت في عدة مبان مهمة داخل القصر منها "ديوان الرئيس" الواقع في أعلى القمة التي يوجد فيها المقر الرئاسي، وكذلك "مبنى العمليات والاتصالات التابع للرئاسة".
وقامت قيادة هذه القوات، وفقا للمصدر، بـ "توزيع مركبات مصفحة تحت وجوار أغلب المباني في القصر، على متنها أجهزة اتصالات وأنتينات (أجهزة بث الإشارات اللاسلكية)، فضلا عن كنتيرات ومعدات أخرى للسكن التي جلبتها القوة إلى داخل المقر الرئاسي".
ويتكون قصر المعاشيق من مجموعة من الفيلات تقع على تلة صخرية تطل على بحر العرب.
وبحسب المصدر فإنه في اليوم التالي، أي الأحد الماضي، تم توزيع العسكريين الإماراتيين في كل الحواجز الأمنية، و بمعدل "اثنين" عند كل حاجز في أرجاء ونواحي قصر المعاشيق، وذلك للإشراف على الدخول والخروج منه.
وقال المصدر ذاته، إنه "بعد ساعات من هذا الانتشار الإماراتي المفاجئ في المقر الرئاسي، نشبت خلافات بين قيادة القوات الإماراتية وقيادة القوات السعودية بشأن الصلاحيات فيما بينها".
وتابع بأن الإماراتيين رفضوا إشراك العسكريين السعوديين في الحماية الأمنية والإشراف على قصر معاشيق الرئاسي، ما صعد من وتيرة الخلاف بين الطرفين.
ولفت إلى أن الخلاف بين القيادتين الإماراتية والسعودية، انتهى بمغادرة القوات الإماراتية قصر معاشيق، بعد ساعات من انتشارها، حيث قامت بإخراج المعدات والأجهزة التي جلبتها معها، بما في ذلك "كلاب الحراسة".
وأوضح المصدر اليمني المسؤول أن الأمر المثير، أن وصول القوات الإماراتية وانتشارها في قصر معاشيق بعدن، لم يكن رئيس الحكومة وأعضاؤها وكذا قيادة قوات الحماية الرئاسية، على علم أو دراية به، كما أنهم لم يشاركوا في أي ترتيبات من هذا النوع.
ارسال التعليق