النظام السعودي يكرر خطأ حرب لبنان في غزة
مٌددت الهدنة ليومين إضافين، ما سمح بتبيان حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية التي ألمت بالقطاع وأهله. ومع ضغط السؤال عن اليوم الذي سيلي الهدنة وما يمكن تحقيقه بعد في التدمير والقصف العشوائي. سمح الهدوء المؤقت لتناول ما تحدث به نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشيخ صالح العاروري، عن أنّ الحركة كان لديها معلومات ومعطيات، عن نية العدو شنّ ضربة قاسية ضد فصائل المقاومة داخل فلسطين المحتلة، بما في ذلك تنفيذ عمليات الاغتيال لقيادات في داخل فلسطين وخارجها.
ما ورد يعيدنا لما جرى عام 2006 في لبنان، عندما تبيّن بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي أن قيادة كيان الاحتلال كانت تخطّط لشنّ حرب ساحقة ضد حزب الله في لبنان. إلا أن الموقف السعودي الرسمي من العدوان على قطاع غزة كان فاضحا هذه المرة، لناحية توجهه الحيادي، على أقل تقدير، والعدائي إذا ما أردنا التوصيف الدقيق .
وفي هذا الإطار، اعتبر عضو الهيئة القيادية في "لقاء" المعارضة بالجزيرة العربية، الدكتور حمزة الحسن أن "السعودية تكرر نفس أخطائها في حرب تموز ٢٠٠٦. لم تكن حماس تحارب، ومع هذا كان البيان السعودية قد شمل حماس وحزب الله، وأسماهم المغامرين، واتصلوا بأولمرت كي يواصل الحرب حتى إنهاء الحزب. النتيجة معروفة. ولم يعترف آل سعود بهزيمة الصهاينة! في طوفان الأقصى شملت الرياض في دعايتها كل المحور"
وعلى حسابه في منصة "إكس" تابع الحسن في سلسلة تغريدات قائلا " شتمت حماس وحزب الله وأنصار الله والمقاومة العراقية وقبلهم وبعدهم ايران، ومعهم ايضاً قطر! قالت انهم مغامرون أغبياء. قالت أنهم عملاء للصهاينة وبعضهم قال ولأمريكا ايضاً، مع ان المحور يشكل رأس الحربة في مواجهة المشروع الأمريكي. روجوا كما السابق بهزيمة المحور وحماس، وسيفاجأون بنصرهم!"
وأضاف " من الغباء السعودي.. تكرار الأخطاء، وعدم التعلم منها. كل العالم في وادٍ، والمسعودون في وادٍ آخر! تغيّرت المشاعر حتى بين مؤيدي ابن سلمان. من أيّده في التطبيع ابتداءً.. رفضه انتهاءً. المواطنون في مجملهم غاضبون على الصهاينة والأمريكان, وبديهي ان يشمل بعض الغضب والكره محمد بن سلمان!"
وأكد أنه كان ولازال يعتقد " النظام وحاشيته أغبياء، وجهلة، ولا يفكرون استراتيجياً ولا حتى يفهمون التحليل الصحيح. يعجبهم تحليلهم هم الذي لا يؤمن به أحد، ولا توجد لديهم معطيات صحيحة لتكون المخرجات صحيحة. اكتشفت هذه المرّة، أن النظام وادواته ومنظريه ليس فقط أغبياء، بل حمقى أيضاً. لماذا؟"
وأجاب "لأن المتوقع هو ان تتخذ الرياض موقفاً اولياً ضد حماس، وتقف مع الصهاينة بعد عملية طوفان الأقصى. هذا غباء. اما الحمق.. فهو أنه بعد شنّ الحرب على غزة، وبعد ظهور المشاعر العالمية في كل الدنيا ضد اسرائيل. بقي آل سعود يناطحون الجبل، ويستفزون المشاعر. وهذا هو عين الحمق المدفوع بالأحقاد!"
وتابع "كان يفترض ان تغيّر الرياض موقفها بعد اسبوع ـ في الأكثر ـ من مواقفها. لكن الرعونة والغباء والحمق السعودي لا حدود له. وقد وجدنا منظّرين مسعودين هم من أجهل خلق الله، يروجون تحليلات سقيمة لا قيمة علمية وواقعية لها. ثم يتناولها الذباب لإقناع المواطنين بأن حماس خاطئة واسرائيل على حق!"
وسأل الحسن " ماذا ربح ابن سلمان في استفزاز المواطنين والعرب والمسلمين بل وكل العالم، حين دعم ماكدونالدز والعالم يقاطعه، وحين روّج لموسم الرياض، وحين استقبل المغنيات اليسا وشاكيرا، وحين ترك الحبل على الغارب لمتصهينيه من الذباب والكتاب يهرفون ويشتمون ويحقّرون الفلسطيني ويدعمون الصهيوني؟"
وأضاف "ما حققه ابن سلمان هو صبّ اللعنات عليه وعلى مهلكته وعلى من يؤيده. والمشاعر متوترة، والنفوس موتورة، مما يشاهدونه. لأول مرة يفشل الذباب الالكتروني في حملته لتمرير الرواية السعودية، فبدأوا يشكون من مؤامرة! المؤامرة في عقلكم الصغير ليس إلاّ. ما ترونه مجرد رد فعل على سياسات بغل العوجا!"
وقال الدكتور حمزة الحسن "ماذا يستفيد ابن سلمان لو أن حماس هُزمت؟ وما سيخسر لو أن اسرائيل انتصرت؟ وماذا كان يضيره لو وقف على الحياد، وأغلق أفواه المتصهينين من ذبابه السلماني؟ هل كان بحاجة الى افتعال انتصارات زائفة لصالح فلسطين؟ كالقول بأنه وراء الهدنة! وهل كان بحاجة الى ذر الرماد في العيون بمساعدات عينية؟"
وختم القيادي سلسلته بالقول "حقاً أقول.. السياسة السعودية غبيّة تحرّكها مشاعر الحقد لا المصلحة. حسابات المصالح لدى النظام خاطئة. معلوماته مضروبة. أكاذيبه التي يصنعها يصدّقها هو وجماعته! ترى.. متى يرعوي هذا الأهبل ومن حوله، فيصمتون ولو متأخراً؟ أنا لا أتمنى صمتهم، لأن الله سبحانه يريد فضح نفاقهم وتصهينهم!"
ارسال التعليق