المؤامرة على المنطقة والبداية بالعوامية
امتصاص الغضب الشعبي المتصاعد ضد سلطتها حيث شهدت مناطق البلاد مظاهرات واحتجاجات واسعة للمطالبة بالإصلاح والتغيير.
تغيير اتجاه الشارع الغاضب وإشغاله عبر إثارة النعرات واللعب على الوتر الطائفي البغيض والتأجيج والتجييش ضد أهل الشرقية وبالخصوص القطيف والعوامية والأحساء والبحرين، والتخويف من خطر المكون الشيعي ومن الحراك في الشرقية وجعله العدو الأول الذي للأسف يتسابق له مرضى الطائفية الذي يؤمنون بفكر السلطة.
اتخاذ العوامية وقضية المطلوبين شماعة لتعليق أي فشل أمني وتنموي، وزيادة التجييش الطائفي ليقف بقية الشعب معها في ظل التأجيج الطائفي في المنطقة.
تشغيل الأمبراطورية الإعلامية الهائلة ضد حراك الشرقية وربطه بالخارج واتهام إفراده بالخيانة والعمالة .
لجوء السلطة لاستخدام كلمة الإرهاب المطاطية ووصف المشاركين في التظاهرات والمطلوبين بالإرهابيين (دون دليل) لخداع الإعلام الأجنبي والحصول على التأييد الخارجي لكي تمارس أبشع أساليبها الدموية ضد من تصفهم بالإرهابيين.
إعدام رمز الحراك الشهيد الشيخ نمر النمر وتشويه سمعته وزج اسمه بالإرهاب والإرهابيين.
تخويف المجتمع وبالخصوص الشخصيات والقيادات من أن مصير أي شخص يعارض السلطة أو يخرج في مظاهرات هو الإعدام باسم الإرهاب.
تهديد أي شخص لا يقف مع السلطة بكونه داعما للإرهاب، مما أدى لتسابق بعض الشخصيات إلى تأييد روايات السلطة بوصف المشاركين في التظاهرات بالإرهابيين (دون دليل).
استعراض السلطة عضلاتها وقوتها البوليسية الحربية لإثبات هيمنتها وارداتها بالقمع والتدمير والحرق والقتل والتهجير.
تمكن السلطة من اختراق مجتمع الشرقية بطريقة لم تحدث من قبل وإخضاع رموزه، إشعال الفتنة في المجتمع الشرقي.
تدمير آثار وتراث المنطقة وشراء أراضي في وسط الأحياء باسم السلطة.
إهانة عقيدة المكون الشيعي بالدخول إلى أماكن العبادة، والرقص فيها والاستعراض على أساس تحقيق هزيمة بمذهب وعقيدة أهل البيت. … وهذه الأهداف حتما تخضع ضمن مشروع لمؤامرة كبرى.
تساؤلات مثيرة؟؟
هل تسعى السلطات من خلال التدمير والحرق وتهجير الأهالي وشرائها للعقارات في العوامية وفي محافظة القطيف والأحساء والشرقية وكذلك في البحرين مع التجنيس لفرض تغيير ديمغرافي حسب مزاجها بطريقة جديدة مختلفة عن السابق على أساس أن الأرض لها بعد شرائها من أصحابها، وهي حرة في منحها لمن تريد وفعل ما تريد، ولماذا تستخدم أبشع أساليب العنف والدمار مع ملف العوامية؟.
ألا يوجد لدى السلطة قدرة على معالجة أي مشكلة وطنية عبر طرق أفضل بعقل وحكمة بعيدا عن إشعال حرب ضد عشرات الآلاف من السكان، للقبض على أشخاص أقل من عدد أصابع اليدين كما تقول هي؟.
هل يحق لأي سلطة حاكمة أن يصل بها (..) أن تقوم بتغيير ديمغرافي عبر شن الحرب وشراء العقار من المواطنين؟.
دور السلطة (الحكومة) في الدول الحديثة هو الإشراف لخدمة مصالح الشعب، فهي جهة منفذة عبر الوزارات والهيئات وهي سلطة مسؤولة يمكن محاسبتها على أي تقصير وهذا من حقوق الشعب في الدولة الحديثة، وأن قيام السلطة الحاكمة باستغلال نفوذها لفرض التغيير لشعب أصيل يملك الأرض قبل تأسيس الدولة الحديثة بمئات السنين، يعد جريمة تخالف كافة القوانين وينبغي محاسبتها، ولهذا على الشعب أن يكون واعيا لسياسة العائلة الحاكمة.
إن ما تقوم به سلطة الرياض من استهداف المنطقة وبالخصوص العوامية في هذه المرحلة بشن حرب شعواء باستخدام كافة الآلات الحربية مدرعات ودبابات وطائرات، بعد حملات إعلامية ضد أهالي المنطقة الشرقية، وحملات لتشويه سمعة المطلوبين وحملات من القمع والاعتقال والتعذيب والإعدامات، هو لزرع الترهيب والخوف في الشعب من مخالفة توجهاتها ولأجل إخضاعه وإرهابه أكثر، وحتما للسلطة أهداف كبيرة تتجاوز حدود العوامية والمطلوبين ومنها:
إن العائلة الحاكمة تحاول بسط أرادتها الدموية القمعية وهيبتها الوحشية واثبات قوتها ووجودها حتى لو أدى لموت مئات الآلاف وليس المئات وتجريف مدن وليس أرضاً، فهي لا تهتم بالمواطن والوطن.
تريد السلطة إيصال رسالة لكل النشطاء والحقوقيين في الوطن من كافة المناطق والفئات والتوجهات بأن الدولة ستمارس معهم أبشع الأساليب القمعية الوحشية أي رسالة تخويف وإرهاب.
بداية مشروع مؤامرة
الحرب الشاملة التي تقوم بها سلطة الرياض في المنطقة البحرين والشرقية وبالخصوص في العوامية، تمثل بداية مشروع للنظام أكثر من مجرد القبض على مطلوبين للجهات الأمنية بسبب الحراك السياسي والمظاهرات ومعارضة النظام، فالذي يحدث من تدمير شامل للعوامية يتجاوز حي المسورة التاريخي والعوامية والقطيف والشرقية والبحرين، والنفس الطائفي الذي ظهر به الجنود والعسكر عند الدخول إلى مسورة العوامية وما قاموا به من إهانة لدور العبادة والعقيدة والرموز هو استفزاز للملايين من أبناء مدرسة أهل البيت، ويؤكد ذلك على مدى التجييش والتحريض والكراهية لدى هؤلاء وغيرهم الكثير ضد المكون الوطني الشيعي وعقيدته عبر مؤسسات الدولة كالإعلام والتعليم حيث تدرس ذلك في مناهج التعليم والتي للأسف الشديد مازالت لغاية اليوم، وهي نفس الأفكار التي يؤمن بها داعش والجماعات التكفيرية. والأيام القادمة ستكشف المزيد من المؤامرة.
هل يؤمن المرء على نفسه ويثق في جنود وعسكر لديهم هذا النفس الطائفي الداعشي التكفيري، وفي السلطة الداعمة والمؤيدة لذلك الفكر؟.
أين بعض الشخصيات من المكون الشيعي الذين يمدحون السلطة ويصفونها بذات حكمة وعقل، والذين يتسابقون بالتطبيل لها وتأييدها والثناء على العسكر .. مما يحدث في مناهج ومؤسسات الدولة ومنها العسكرية تجييش وحقد وكراهية وقتل بنفس طائفي، والمسؤولة عن صناعة التكفيريين والإرهابيين الذين استهدفوا دور العبادة للشيعة في الأحساء والقطيف وغيرها من مدن داخلية، وفي الخارج دول كالكويت والعراق وغيرها؟.
إذا كان للسلطة مشروع القتل والتدمير والفتنة، فينبغي على أهل المنطقة أن يكون لديهم مشروع الحياة بكرامة وعزة والتمسك بالأرض وإعمارها، وأن يقف الجميع ضد مشروع القتل والتدمير والتشويه والإهانة للعقائد والرموز، بشكل عملي فالحياة الكريمة والمحافظة على الأرواح والأرض لبناء مستقبل أفضل للجميع وبالخصوص للأجيال القادمة فهي تستحق البذل والتضحية والتعب والتحمل وعدم الاكتفاء بالتفرج. كما أن العوامية مدينة غالية، وأهلها جزء من أهالي المنطقة، فينبغي التحرك لإيجاد حل بعيدا عن سفك المزيد من الدماء مهما كان المبرر، نعم الأهم حاليا إنقاذ الأرواح والتمسك بالأرض، وإفشال مشروع المؤامرة، قبل وقوع الكارثة فلا ينفع حينها الندم.
9/8/2017
بقلم : علي آل غراش
ارسال التعليق