ملاعب الرياضة.. ساحة استغلتها دول حصار قطر لتعميق الأزمة
التغيير
عملت دور حصار قطر بكل ما أوتيت من قوة لإيصال الأزمة الخليجية إلى نقطة "اللا عودة"؛ بعدما خططت لاستقطاب أكبر عدد من الدول العربية والإسلامية في صالحها لدعم إجراءاتها المتخذة ضد قطر، صيف عام 2017.
ولم تكتفِ دول الحصار، وهنا يدور الحديث حول الإمارات وآل سعود والبحرين إضافة إلى مصر، بتعميق الأزمة الخليجية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فحسب؛ بل أوصلت الأمور إلى ملاعب الرياضة وساحاتها في مختلف الألعاب والمسابقات الإقليمية والقارية والدولية.
ورغم أن "الرياضة تُصلح ما أفسدته السياسة"؛ فإن هذا لم يكن حاضراً على الإطلاق لدى الرباعي العربي في حصاره وإجراءاته غير المسبوقة ضد قطر بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتقول إنها تتعرض لمحاولة فرض السيطرة على قرارها المستقل والتعدي على سيادتها الوطنية.
وحاولت تلك الدول إقحام الأزمة بكافة تفاصيلها في الشأن الرياضي، وعملت على استغلال اتحادات رياضية تحت إمرتها أو مقربة منها لاتخاذ مواقف منددة بقطر والبطولات التي تستضيفها، حيث يأتي في مقدمتها الهجمة الإعلامية المسعورة ضد مونديال 2022.
موقعة الأحذية
قبل عام بالتمام والكمال من الآن، خرجت الإمارات وجماهيرها عن طورها بعدما قذفت لاعبي منتخب قطر بالأحذية وقوارير المياه، عقب كل هدف لنجوم "العنابي" في الشباك الإماراتية، خلال مباراة الفريقين، في الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم.
وشهد استاد "محمد بن زايد" بالعاصمة أبوظبي أحداثاً مؤسفة كان بطلها مشجعي البلد المضيف عندما لم يتحملوا فوز "العنابي" على منتخب بلادهم على أرضهم ووسط جماهيرهم، ورشقوا لاعبي "الأدعم"، لتخسر الإمارات كروياً برباعية مذلة، وأخلاقياً بخروج جماهيرها عن مبادئ الفيفا التي تولي أهمية كبيرة لـ"الروح الرياضية واللعب النظيف".
ولم تتوقف الخسائر الإماراتية عند هذا الحد فحسب؛ إذ تعرضت لخسارة ثالثة في المكاتب الإدارية عندما فرض الاتحاد الآسيوي للعبة، في مارس 2019، عقوبات إدارية ومالية صارمة على نظيره الإماراتي بسبب "موقعة الأحذية".
وحرم المنتخب الإماراتي من خوض أولى مبارياته في التصفيات المؤهلة لنهائيات النسخة المقبلة من كأس آسيا عام 2023 من دون جماهير، فضلاً عن غرامة مالية قدرها 150 ألف دولار أمريكي.
أفعال صبيانية
إقحام الأزمة الخليجية في الرياضة لم يتوقف عند منتخب قطر ولاعبيه؛ وإنما طال كل من تعاطف مع "العنابي" وناصره من الدول الخليجية والعربية، بالإشارة إلى ما فعلت الشرطة الإماراتية بمصادرة أعلام قطر من مشجّعين خليجيين كانوا يحتفلون بتتويج "العنابي" باللقب القاري، للمرة الأولى في تاريخه.
ولاحقت شرطة أبوظبي جماهير عُمانية وكويتية كانت تحتفل بالتتويج الآسيوي للمنتخب القطري، الذي حُرم مشجعوه من دخول الإمارات بقرار من السلطات الرسمية، فضلاً عن غياب الإعلام الرياضي القطري بسبب تلك الممارسات أيضاً.
الأسلوب العشوائي الذي انتهجته السلطات الإماراتية أوقعها في أزمة دبلوماسية مع بريطانيا بعدما احتجزت مشجعاً شاباً ارتدى قميص "العنابي" خلال مباراة منتخبي قطر والعراق بالدور ربع النهائي، وذلك على هامش قضائه عطلة في الإمارات إبان إقامة البطولة الآسيوية، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في فبراير 2019.
ونظراً لما تعرض له من إهانات وتعذيب جسدي ونفسي، رفع الشاب البريطاني، علي عيسى أحمد، دعوى قضائية ضد الإمارات، قائلاً إنه "تعرض لانتهاكات جسيمة خلال فترة احتجازه التي استمرت ثلاثة أسابيع، بما فيها التعذيب باستخدام الكهرباء، كما تعرض للطعن بسكين في زنزانة عامة، وللاعتداء بالضرب ومنعه من النوم والطعام".
أما على صعيد البث التلفزيوني الرياضي فقد قرصنت قناة تُدعى "بي آت كيو"، وتتخذ من عاصمة آل سعود مقراً لها، بث شبكة قنوات "بي إن سبورت" القطرية، وبثت محتواها بالكامل عبر قمر "عربسات"، وهو ما عرضها لتنديد واسع من الأسرة الرياضية الدولية، مع تهديدات بغرامات باهظة الثمن، فضلاً عن اعتبار الخطوة انحداراً أخلاقياً غير مسبوق أدانه الخليجيون والعرب.
ارسال التعليق