الاخبار
فنجان قهوة يزيد الراجحي بـ1582 ريالاً يُشعل غضب المواطنين
لم يكن ذلك الفنجان عاديًا، ففي 5 أكتوبر، جلس يزيد الراجحي في طائرته الخاصة يحتسي رشفة من الإسبريسو الفاخر، يزيد الراجحي ليس سياسيا ولا شخصية ذات بعد علمي ولكنه يقرر بصلف الدفاع عن سياسات ابن عمه احمد الراجحي ،الذي لم يوافق على تعيينه وزيرا لا الشعب مباشرة ولا مجلس منتخب بل حتى ولا المجلس المعين .
لكن تلك الرشفة، التي لم تستغرق سوى دقائق، تحولت إلى شرارة أشعلت منصات التواصل.
إذ تصدّر وسم "#مقاطعة_يزيد_الراجحي" قائمة الترند بأكثر من 100 ألف تفاعل في يوم واحد، وسط سيل من التغريدات الغاضبة التي وصفت تصريحاته بأنها "استهتار" بمعاناة الفقراء.
فنجان بطعم البذخ ورائحة الظلم
دعونا نحسبها:
قهوة إسبريسو فاخرة: 20 ريالًا (على أقل تقدير).
تشغيل الطائرة الخاصة لبضع دقائق (خلال تصريحه): 1,562 ريالًا (بحساب متوسط تكلفة 18,750 ريالًا للساعة الواحدة لأدنى قيمة تشغيل الطائرة الخاصة حسب معايير الطيران الخاص في السعودية).
الإجمالي؟ فنجان قهوة بـ 1,582 ريالًا (422 دولارًا)!
هذا المبلغ يكفي لتغطية معاش ضمان اجتماعي كامل لأرملة أو أسرة فقيرة لشهر كامل.
وفي الوقت ذاته، تم في أكتوبر 2025 قطع الدعم عن 7,300 مستفيد بحجة "عدم الاستحقاق".
لماذا اشتعل الغضب؟
لم يكن الفنجان بحد ذاته هو جوهر القضية، بل الفجوة المريرة بين رفاهية المسؤولين ومعاناة المواطنين.
فبينما يزيد يحلّق بطائرته الخاصة فوق سماء المملكة، يعيش عشرات الآلاف من السعوديين تحت ضغوط اقتصادية خانقة، مع نسب بطالة تتراوح بين 15% و20%، وقرارات تقشفية قاسية.
"قهوتك يا يزيد أغلى من رزق الفقير!"
هكذا لخّص كثيرون على منصات التواصل شعورهم، معتبرين تصريحات يزيد الراجحي صفعة جديدة بعد سنوات من تراجع مستويات المعيشة، وارتفاع الضرائب، واتساع رقعة الفقر، وتزايد شكاوى المواطنين من برنامج الضمان الاجتماعي المطور.
"#مقاطعة_يزيد_الراجحي": غضب يتضخم
لم تكن هذه الحملة الأولى من نوعها، ففي عام 2022، واجه الوزير أحمد الراجحي موجة انتقادات مشابهة. لكن هذه المرة، تضاعفت رقعة الغضب بشكل لافت، إذ ارتفع حجم التفاعل بنسبة 300% مقارنة بالحملات السابقة، ما يعكس تراكم الغضب الشعبي تجاه سياسات السلطة الاقتصادية والاجتماعية.
فرصة لتفريغ الغضب المكبوت
في بلد لا يستطيع فيه المواطنون توجيه انتقادات مباشرة للسلطة وعلى رأسها محمد بن سلمان، مثّلت هذه القضية فرصة نادرة لتفريغ الغضب.
فبينما بدا النقاش موجهًا ضد يزيد الراجحي، كان في جوهره هجومًا غير مباشر على محمد بن سلمان وآل سعود الذين يتحملون المسؤولية عن سياسات التمييز الطبقي التبذير، الفساد، البطالة، الضرائب المرتفعة، وقمع الحريات.
تصريحات يزيد كانت الشرارة، التي فتحت الباب أمام سيل من التعليقات التي كشفت حجم الاحتقان الشعبي تجاه سلطة تستأثر بالثروة والرفاهية، فيما يعيش الشعب ضيق العيش واليأس.
الفنجان الذي كشف الهوة
في النهاية، لم يكن فنجان القهوة سوى رمز للهوة المتسعة بين طبقة ضيقة تتحكم بالمال والسلطة، وبين شعب يئن تحت وطأة الغلاء والبطالة والقمع.
ويبقى السؤال مفتوحًا:
هل سيرتشف يزيد قهوته القادمة بصمت، أم أن فنجانًا جديدًا سيشعل ثورة أخرى؟!
الكاتب: حركة الحرية والتغيير
ارسال التعليق