السلطات السعودية تعتقل الشيخ عبدالله الأهدل
نشر البرلمان الحجازي بيانا يتعلق باعتقال الشيخ السيد عبدالله بن فيصل الاهدل، أكد فيه أن "النظام السعودي مازال يعتبر كل تعبير عن الرأي جريمة، ولاسيما في قضايا أمتنا الكبرى كقضية أهلنا في أرض الرباط فلسطين المباركة."
وأضاف البيان " ألقى النظام القبض على فضيلة الشيخ السيد عبدالله بن فيصل الأهدل، وذلك بمكة المكرمة بلد الله الحرام، يوم الخميس بتاريخ 9 جمادى الأولى 1445ه الموافق 23 نوفمبر 2023م وهو أحد العلماء المعروفين بالغيرة على الأمة وحرماتها"، وأوضح البيان أن حيثيات إيقاف الشيخ تأتي "على خلفية مقال كتبه ينتقد "القمة الإسلامية بالرياض" حيث بيّن الواجب الشرعي تجاه هؤلاء الحكام".
واعتبر البرلمان الحجازي في بيانه أن " هذه الأنظمة لا تريد وهج هذه الأصوات أن يعلو، لئلا تُفسد مسيرة تطبيعهم مع الكيان المحتل".
وتابع "من هنا نعود لأصل القضية برمتها، وهي الدعوة لتحرير الحجاز، ونذكر إخواننا في العالم أن الندب والبكاء على جرائم الأنظمة العربية والخليجية خصوصاً لا يكفي، فالواجب على كل مسلم المبادرة للنشاط ضد كل أحد بما يستطيع، وإلا سيظل النظام السعودي يفتك بالمسلمين ومقدساتهم بذريعة احتلال المقدسات في الحجاز واعتقال العلماء والنشطاء والنبلاء" .
يذكر أن أنباء انتشرت من صباح، الخميس، عن اعتقال الأمن السعودي لـ”عبدالله الأهدل” نائب رئيس مجلس علماء أهل السنة في حضرموت باليمن، وعضو مؤسس لـ “رابطة علماء العالم الإسلامي”، على خلفية دعمه للشعب الفلسطيني في أحاديثه واستنكاره لما يحدث في غزة من إبادة جماعية على يد الاحتلال.
وأكد خبر اعتقال الشيخ الأهدل أيضا عادل الحسني، رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن.
ويشن النظام السعودي منذ العام 2017 تحديدا حملة اعتقالات غاشمة ضد علماء ونشطاء ومؤثرين في السعودية، ممن والوا النظام السعودي تاريخيا لكنهم تجرأوا بتسجيل معارضتهم لسياسات محمد بن سلمان أو صمتوا وعدم تأييدهم علنيا هذه السياسات.
وليست المرة الأولى التي يعتقل النظام السعودي أفرادا جاهروا بتأيدهم لفلسطين، ففي وقت سابق أقدم النظام على اعتقال معتمر جزائري في المسجد النبوي واحتجرته لمدة 6 ساعات بتهمة الدعاء لأهل غزة.
وظهر المعتمر الجزائري في مقطع فيديو، قال فيه إنه يفتخر بكونه جزائريا، وأضاف: “أتشرف كامل الشرف أنني احتجزت في مدينة رسول الله لأكثر من ست ساعات بسبب الدعاء لإخواني في فلسطين”.
وأضاف أنه اغتنم فرصة أدائه العمرة في الدعاء للفلسطينيين المستضعفين في ظل المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستنكرا أن تعتبر بلادُ الحرمين هذا الأمر إجراما.
وأوضح أنه لم يكن علم بأن الدعاء للفلسطينيين في السعودية ممنوع، مشيرا إلى أنه فور انتهائه من الدعاء التفّ حوله عناصر الأمن.
ولفت إلى أنهم سحبوا من هاتفه، وسألوه عن الدعاء الذي أدلى به، رغم أنه لم يتطرق للسياسة ولا للأنظمة.
ونوه بأنه جرى احتجازه لمدة ست ساعات، نُقل خلالها من منطقة لأخرى، مستغربا ما جرى معه على هذا النحو، وأنه كان بالإمكان أن تتم مطالبته بحذف الفيديو وينتهي الأمر.
وأكّد أنه حذف مقطع الفيديو الذي ظهر فيه وهو يدعو للفلسطينيين.
وفي أيلول/ سبتمبر 2019، أعلنت حركة حماس أن السلطات السعودية اعتقلت أكثر من 60 فلسطينيا، بينهم محمد الخضري ممثل الحركة السابق في المملكة ونجله هاني (أفرج عنهما لاحقا)، وبعضهم يحمل الجنسية الأردنية. ويتوزع المعتقلون على أربعة سجون سياسية في السعودية (الحائر في الرياض، ذهبان في جدة، شعار في أبها، وسجن الدمام السياسي).
يذكر أنه منذ معركة طوفان الأقصى تداعى النظام إلى حرمان الشعب من الحق في التظاهر والتجمع السلمي والتضامن مع الفلسطينيين، فيما شهدت معظم مدن العالم مظاهرات تأييدا لحق الشعب الفلسطيني في الحياة. وسابقا، كانت السعودية قد اعنقلتخالد العميرعلى خلفية دعوته للتظاهر نصرة لغزة. إلى ذلك منعت السعودية نادي الهلال وهو أحد أندية صندوق الاستثمارات، من نشر صورة تظهر تضامنا مع الضحايا في القطاع، في تناقض واضح مع كلام ولي العهد.” المعلوماتأشارتإلى توجيهات رسمية للنادي دفعت إلى إزالة صورة أحد لاعبيه وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، فيما نشر العديد ممن شاركوهااعتذارا رسميا عن الحديث في أمور “سياسية في رياضتنا الحبيبة”.
هذا ورأت المنظمة الأوروبية السعودية أن “منع تضامن فريق كرة القدم مع الضحايا الفلسطينيين، هو إمعان في قمع حرية الرأي والتعبير واستخدام الرياضة، وهو مؤشر واضح إلى موقع الحكومة السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، من قضايا حقوق الإنسان في الداخل والخارج بعيدا عن الادعاءات وأموال الدعاية”.
ولم تمنع آلة القتل الإسرائيلية تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية الأسبق، من إثارت الجدل بعد أن أدان حركة حماس و”إسرائيل” على ما يحصل في القطاع.
وجاءت تصريحات تركي الفيصل، التي انتقد فيها أيضا استضافة قطر للمتحدث باسم حماس، في لقاء تلفزيوني له، على هامش ندوة في “معهد بيكر” للسياسة العامة، بمناسبة مرور نصف قرن على الحظر النفطي. وقال الفيصل، “يحق لجميع الشعوب المحتلة عسكرياً أن تقاوم الاحتلال، حتى باستخدام الوسائل العسكرية، لكني لا أؤيد الخيار العسكري في فلسطين، بل أفضل الخيار الآخر العصيان المدني، فهو الذي أسقط الإمبراطورية البريطانية في الهند والإمبراطورية السوفياتية في أوروبا الشرقية”. وأشار إلى أن “إسرائيل تتمتع بتفوق عسكري ساحق، ونحن نرى بأعيننا، الدمار والحرمان الذي تجلبه لشعب غزة”.
وشجب “بشكل قاطع قيام حركة حماس باستهداف المدنيين، من أي عمر أو جنس، بحسب الاتهامات الموجهة لها”، مضيفاً أن “مثل تلك الأفعال تكذب حماس بهويتها الإسلامية، زاعما أن “الإسلام يوصي بحرمة قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، كما يحظر تدنيس أماكن العبادة”. كما دان حماس “لمنحها أرضية أخلاقية أعلى لحكومة إسرائيلية، منبوذة عالمياً، وحتى من قبل نصف الجمهور الإسرائيلي أيضاً، باعتبارها حكومة فاشية وخبيثة ومكروهة”. وقال: “إنني أدين حماس، لأنها أعطت تلك الحكومة الفظيعة الذريعة للقيام بتطهير غزة عرقياً من سكانها وتدميرهم بشكل كامل، كما أدينها لمواصلة تقويض السلطة الفلسطينية كما تفعل إسرائيل”، كما دان حماس أيضاً “لتخريبها محاولة السعودية التوصل إلى حل سلمي لمحنة الشعب الفلسطيني”.
ارسال التعليق