فلسطين وآل سعود
السلطات السعودية تفتح باب سياحتها للصهاينة
ضمن مسار التطبيع المعروف، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وفدًا حكوميًا إسرائيليًا من المرجح أن يتوجه إلى "السعودية" في المستقبل القريب للمشاركة في مؤتمر سياحي سيُعقد هناك. حيث تستضيف السعودية الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والمقررة بين 7 و11 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أول من أمس الأحد، بأن وزارةً حكومية في تل أبيب تعمل على استكمال الإجراءات اللازمة للحصول على موافقة الرياض للمشاركة في المؤتمر، من دون أن تُحدّد اسم الوزارة أو طبيعة المؤتمر.
وستكون هذه الزيارة الرسمية الثانية من نوعها بعد زيارة وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس إلى "السعودية" في أواخر أيلول/سبتمبر 2023، عندما أصبح أول وزير إسرائيلي يزور "السعودية" رسميًا، حيث شارك في مؤتمر تنظمة منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة، حدث ذلك قبل أيام قليلة من هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ووفقًا للتقرير، لم يُمنح بعدُ الإذن النهائي لهذه الزيارة المرتقبة.
ويأتي خبر الرحلة بعد أيام قليلة من تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التي سخر فيها من احتمال التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية إذا كان يتضمن إقامة دولة فلسطينية، قائلاً للرياض: “استمروا في ركوب الجمال.”
وبعد ساعات من هذا التصريح، نشر سموتريتش مقطع فيديو على منصة "إكس" اعتذر فيه قائلاً: “تعليقي حول السعودية كان غير لائق تمامًا، وأعتذر عن الإهانة التي سببها.”
يُذكر أنه وتحت ذريعة وأكذوبة التراث اليهودي القديم، بدأت جمعيات يهودية تتغلغل في أرض الحجاز؛ للسيطرة على مناطق أثرية في مكة والمدينة ومناطق أخرى، سواء بطريق مباشر، أو بقناع المؤسسات الدولية المختصة بالآثار، والتي كثّفت نشاطاتها في السعودية، فيما يتعلق بالآثار التي تدعي نسبها لليهود في الحجاز.
في العام 2008، اطلق “جيسون غوبرمان” الاسم المثير للجدل (ديارنا) للإيحاء بأحقية اليهود في “استعادة” تراثهم المزعوم في مواقع متناثرة في الدول العربية. المشروع حتى هذه اللحظة لم يكن مجرد اسم فقط، بل تجاوز ذلك حدود الفعل في قلب بلاد الحجاز التي تسيطر عليها السعودية. الجمعية اليهودية تتخذ من “بوسطن” الأمريكية مقرًا له، كشفت عبر موقعها على الانترنت، عن تنظيم فرق متعددة من إدارة مشاريعها لزياراتٍ “ودية” إلى دولٍ عربية كالمغرب ومصر، ومؤخرًا "السعودية"، حيث تدّعي تواجد مواقع تراثية يهودية وتُطالب بترميمها سواءٌ بجهود ذات الدولة أو بدعمٍ من المشروع.
وكانت وسائل إعلام عبرية، قد كشفت في وقت سابق عن مطالباتٍ لسبع دول عربية وإيران بنحو رُبع ترليون دولار، وذلك لتعويض اليهود “واستعادة” مئات الآلاف منهم لممتلكات بزعم أنهم عاشوا هناك. وعمدت جماعات “اللوبي” اليهودي، إلى الضغط على صناع القرار في الولايات المتحدة لدفع الكونغرس لاستصدار مشروع قانون ما يُسمى “اللاجئين اليهود”؛ لمنح “ديارنا” مزيدًا من الشرعية من كل جوانبها القانونية وصولاً لمرحلة “وضع اليد” على تلك المواقع الأثرية البائدة. ووفقًا لمشروع القانون؛ يعتبر اليهود الذين اضطروا لترك الدول العربية بمثابة “لاجئين”، وإبراز ذلك الاعتراف مع كل طرحٍ دولي يُناقش فيه قضية اللاجئين الفلسطينيين؛ لفرض نوعٍ من “المساواة في المحنة” وترويج مشاريع التعويض ووضع اليد على المواقع اليهودية في الدول العربية. وبحسب موقع الجمعية، فإن نحو 330 مقابلة تطوعية تم إجراؤها لشبّان للالتحاق بفريق المشروع في العام 2017، بغرض الكشف نحو 2500 موقع يهودي مزعوم في اليمن وسوريا وتونس والجزائر والعراق والمغرب. وتقول إدارة المشروع إن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد بن عبد الكريم العيسى منح تسهيلاتٍ لعمل الطواقم التطوعية في دول الخليج، وخاصةً في "السعودية".
إلى ذلك، يجدر التذكير بأن النظام السعودي سمح إحياء الآثار اليهودية التي كانت في المدينة، مثل قصر كعب بن الأشرف، وبقايا النظير وحصونهم في خيبر وتيمياء، وجرى وضع اسيجة عليها بذريعة حمايتها، وباعتبارها تابعة لمصلحة الآثار. كما أن المنظمة التي تقوم على هذه المشاريع هي منظمة صهيونية تدعى ” ديارنا”، وكان النظام قد سمح لها بزراعة تمر في أرض تعبر لمسجد النبي عليه السلام، بذريعة أن الأرض تابعة لهم.
بالإضافة إلى ما ورد، سمح آل سعود بإقامة منتزه في حضن جبل أحد، يتضمن معارض ومقاهي، وتم الإعلان بشكل رسمي عن المشروع وعن الرسم التخيلي له من السلطات السعودية. في السياق، كشفت مصادر عن تكثيف “اليونسكو” المنظمة الدولية، المختصة بالآثار، لزياراتها للمناطق الأثرية التي تدعي الجمعيات اليهودية ملكيتها لهم. وقالت المصادر لـمرآة الجزيرة، إن الزيارات التي شهدت تكثيفا عاليا، صاحبها انتزاع ملكية لقصور أثرية من بينها عدة قصور في الطائف. والمنظمة تعتني فقط بالآثار التي سبقت العهد الإسلامي والتي تسمى بآثار تبوك والعلا والتعلية.
ارسال التعليق