جرائم وانتهاكات
العمالة في السعودية لخصها فيلم حياة الماعز باختصار
من حالمٍ بمستقبلٍ أجمل إلى تائه في صحراء السعودية، ينتهي المطاف بنجيب محمد العامل القادمُ من الهند والذي باع كل ما يملك، ليجد نفسه راعٍ للماعز في منطقة نائية.
بهذه المشهديّة، لخص فيلم حياة الماعز للمخرج الهندي بليسي إيبي توماس، والذي أنتج عام 2024، كاقتباس لرواية مالايالامية الشهيرة في الهند، حياة العمال المهاجرين إلى السعودية والذين يحملون آمالهم على ظهورهم ويسيرون بها طويلة ليجدوا أنفسهم محاصرين بظروف عمل قاسية وأجورٍ متدنية جدًا ومعرّضين لشتّى أنواع التعنيف الجسدي.
هو واقعٌ حاولت الرياض إخفاءه بعدما استعرت الانتقادات العالمية على انتهاكات حقوق العمال في السعودية، فسارعت إلى التلطّي خلف جدارٍ آخر للعبودية بعد إعلانها الشكلي إلغاء نظام الكفالة في أكتوبر 2024 واستبداله بآلية توظيف قائمة على العقود تتيح حرية التنقّل وتقديم الشكاوى.
تزامن مع الإعلان عن متابعة السفارة الهندية في الرياض لإطلاق سراح السيدة سكينة بي التي احتجزتها السلطات السعودية في 24 أكتوبر 2025 في سجن بريدة، وصادرت أدويتها الخاصة بعلاجها العصبي.
لا شكّ في أن القلق دفع السلطات نحو خطوةٍ كهذه، وإن كانت لا تزال ناقصة وحياة المهاجرين محفوفةٌ بالمخاطر، لكن الأكيد أن فيلم حياة الماعز نجح في إجبار السعودية على تدارك الأمر، والأهم من ذلك أن الإصلاح الحقيقي ينجح بتراكم الجهود والضغوط الحقوقية لصالح قضية حقوق العمال.
ارسال التعليق