اقتصاد
السلطات السعودية تروّج لأولوية النفط في مواجهة التحول العالمي
تواصل السلطات السعودية توظيف ملف الطاقة كورقة ابتزاز سياسي للغرب، إذ خرج رئيس والمدير التنفيذي لأرامكو أمين الناصر محذّرًا من «نقص عالمي في النفط» في حال فشل القطاع في الاستثمار، في تصريح يعكس سعي النظام السعودي لاستعادة نفوذه داخل أسواق الطاقة عبر التخويف من أزمة مفتعلة، وذلك في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز الأميركية نُشرت في 16 أكتوبر2025.
ورغم أن التحذير جاء في إطار نقاش اقتصادي حول مستقبل الإمدادات، إلا أنه يتقاطع مع سياسة خفض الإنتاج التي يقودها محمد بن سلمان ضمن تحالف «أوبك+»، ما يجعل الخطاب أقرب إلى رسالة ضغط موجهة للعواصم الغربية القلقة من تقلبات السوق. وتشير بيانات أرامكو إلى أن الشركة قلّصت خطط التوسعة وأعادت توجيه الأرباح إلى صندوق الاستثمارات السيادي، بدل زيادة الإنتاج أو الاستثمار في بدائل مستدامة.
ويعيد هذا الخطاب إلى الأذهان نمط توظيف السعودية للنفط كسلاح نفوذ سياسي منذ السبعينيات، فيما تسوّق اليوم لمشاريع “التحول الأخضر” كواجهة تجميلية لا تغطي ارتهانها الكامل للعائدات النفطية.
فهل يهدف تحذير أرامكو إلى حماية السوق أم إلى تأمين موقع النظام السعودي كورقة ضغطٍ سياسية جديدة في زمن التحولات العالمية للطاقة؟
ارسال التعليق